"فلسطيني من الدرجة الثالثة"، جملةتعكس مدى الشعور بالألم الذي يعتصر قلوب الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني،المقيمين في قطاع غزة المحاصر للعام 13 على التوالي، من حملة "الجوازات المصفرة"،بسبب منع مصر سفرهم عبر معبر رفح البري.
وتمنح السلطة الفلسطينية "الجوازالمصفر" الذي يبدأ رقم الهوية في الخانة المخصصة لها بـ"صفرين"،للفلسطينيين المقيمين بالخارج، لمن لا يحمل بطاقة هوية فلسطينية (رقم وطني)، كييتمكنوا من السفر من خلاله.
وللوقوف على تفاصيل هذه المأساة الفلسطينية،تحدثت "عربي21" مع العديد من حملة "الجواز المصفر"، الذينأكدوا صدمتهم من قرار السلطات المصرية عدم السماح لهم بالسفر عبر معبر رفح البري.
أسماء أبو صيام (39 عاما)، فلسطينية من مواليدالجزائر، تقيم حاليا في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، وهي من حملة "الجوازالمصفر"، أوضحت أن والدها "رغم حبه للجزائر وشعبها، إلا أنه كان يرفضفكرة أن يكون لنا جنسية أخرى غير الفلسطينية".
وأضافت في حديثها لـ"عربي21":"لم نعمل جوازات سفر جزائرية، وبقينا نتحرك عبر الوثيقة المصرية حتى قدمناإلى قطاع غزة عام 2005، ومنذ هذا الوقت لم نتمكن من تجديد الوثيقة ولم نغادرغزة".
أبو صيام، بعد دخولها القطاع وعدم تمكنها منتجديد الوثيقة المصرية، التحقت بجامعة الأقصى بغزة ودرست اللغة الفرنسية وتفوقت فيدراستها، وهو ما منحها العديد من الفرص لاستكمال دراستها والمشاركة في العديد منالمناسبات الدولية، ولكنها لم تتمكن من السفر عبر معبر رفح البري ولا حتى لأداءالعمرة بسبب منع سفر حملة "الجوازات المصفرة" من قبل مصر.
ونوهت أنها في كانون الثاني/يناير الماضي،تمكنت من استخراج جواز فلسطيني مصفر، وبعدها قررت مصر عدم السماح لأصحاب هذهالجوازات مغادرة القطاع عبر معبر رفح، موضحة أنها أرسلت في ذات الوقت الوثيقةالمصرية لتجديدها ولكنها "لم تجدد بعد".
وذكرت أن أختها الكبيرة التي دخلت غزة علىالوثيقة المصرية عام 2000، تعاني من ذات المشكلة ولم تغادر القطاع، حتى أنها لمتستطع مرافقة طفلتها في رحلة للعلاج، مبينة أن "جميع أفراد العائلة وصلوا إلىالقطاع عام 2010، ولم يتمكنوا من السفر عبر معبر رفح مرة أخرى".
وتعتقد حاملة "الجواز المصفر"، أن"حل هذه المشكلة الكبيرة هو سياسي، وهو ما يتطلب تدخل رئيس السلطة الفلسطينيةمحمود عباس لدى مصر، وطلب السماح لنا بالسفر بحرية، أو منحنا بطاقة هوية فلسطينيةكي نتمكن من عمل جواز فلسطيني"، مضيفة: "نحن في أرضنا ووطننا ونشعر أنناغرباء".
إقرأ أيضا: مسؤولان إسرائيليان يقترحان مشروعا بسيناء لـ"حل مشكلة غزة"
ونبهت إلى أن هناك "صعوبات كبيرة تقف أمامتجديد الوثيقة المصرية أو جواز السفر الأردني"، كاشفة أن أحد المكاتب في قطاعغزة، "أكد لي أنه مستعد للتنسيق مع جهة أمنية للسماح بسفري على الجواز المصفرعبر معبر رفح مقابل 2000 دولار".
وأضافت: "رغم أنني ضد التنسيق، لكنني فكرتفي الأمر ولم استطع السفر؛ ببساطة لأن المبلغ غير متوفر".
وشددت الفلسطينية، على أهمية أن تعمل السلطة معكافة الفصائل الفلسطينية على "إعادة بناء وتشغيل مطار غزة الدولي، كي يتمكنالجميع من السفر بحرية وأمان".
وعبرت عن حزنها الشديد لم يجري في قطاع غزة منحصار ومنع للسفر، منبهة أن "حملة الجواز المصفر يعانون بشكل مضاعف، ولديهمشعور أنهم فلسطينيون من الدرجة الثانية أو الثالثة".
وحول تأثير عدم حملها لجواز فلسطيني برقم وطنيعلى حياتها الخاصة، قالت أبو صيام لـ"عربي21": "لقد أقفلت البابأمام حلم الزواج و الأمومة، لأنني لا أريد لأطفالي أن يعيشوا نفس التجربة السوداءالتي نمر فيها"، مضيفة: "حياتنا مأساة كبيرة".
من جانبه، عبّر المواطن الفلسطيني "أبوأنس" (34 عاما)، الذي وصل برفقة والده وعائلته إلى قطاع غزة قبل نحو 19 عاما،وهو من حملة "الجواز المصفّر"، عن صدمته من قرار السلطات المصرية منعسفر أصحاب الجوازات الفلسطينية المصفرة، منذ بداية فبراير الماضي.
ونوه في حديثه لـ"عربي21"، إلى أن"حلم استكمال دراستي العليا، مات على أعتاب معبر رفح، كما مات من قبله حلمرؤية أخوتي المقيمين بالخارج".
وأكد وافي، أن والدته التي بلغت من العمر مايزيد عن (70 عاما)، "شعرت ببصيص أمل عندما استملت الجواز المصفر، كي تتمكن منالسفر لأداء فريضة الحج ورؤية أبناءها، ولكن السلطات المصرية التي تدير معبر رفحأرجعتها أكثر من مرة".
مزيد من التفاصيل