أكد القيادي البارز فيالجماعة الإسلامية المصرية، عبود الزمر، أن "الظروف السياسية التي تمر بهاالمنطقة العربية وتعرضها لعدم الاستقرار تُوجب أن نحافظ على الاستقرار في بلادنا،وأن يسعى النظام المصري للمصالحات مع الجميع".
وأكد، في حديث خاص مع"عربي21"، تثمينه لما أعلنته قيادات بجماعة الإخوان المسلمين، والتي"أبدت استعدادا للتواصل لحل مشكلة المسجونين، وقد أشار إلى ذلك صراحة عضومجلس الشورى العام للجماعة، مدحت الحداد، وآخرين، فضلا عن بيان المكتب العامللإخوان، الذي تضمن مراجعات مهمة"، معتبرا ذلك مرونة ينبغي على الطرف الآخراستقبالها بشكل إيجابي.
وبخصوص لجنة الوساطة التياقترح تشكيلها من بعض الشخصيات الرموز المصرية، والتي قال إنها تحظى بقبول عاموقادرة على إنجاز المهمة، أوضح الزمر أن الشخصيات التي قام بتسميتها هي مجردمقترحات منه شخصيا، وأنه لم يتواصل معهم بعد، وقد تضم اللجنة شخصيات وطنية أخرى.
وكان الزمر قد اقترحمشاركة نائب رئيس الجمهورية الأسبق، المستشار محمود مكي، ونائب رئيس مجلس الدولةالسابق، المستشار طارق البشري، والمرشح الرئاسي السابق، محمد سليم العوا، في لجنةالوساطة بين النظام وجماعة الإخوان.
وفي الوقت الذي قال فيهإنه لم يطلب منه أحد القيام بدور بعينه في الوساطة بين النظام والإخوان، عبّر عنكامل استعداده للعب أي دور في هذا الصدد لو رغب أي طرف من طرفي الصراع،مضيفا:" لو طُلب مني فعل أي شيء فلن اتأخر على الإطلاق عن الخدمة، وذلكلمحاولة إنهاء تلك الأزمة التي تستنزف الدولة والشعب".
واستطرد الزمرقائلا:" لا أستطيع التحرك من تلقاء نفسي أو بشكل منفرد، خاصة أنني لست ممثلاعن جماعة الإخوان أو النظام، وكل دوري يتمثل في طرح أشياء ورؤى عملية وواقعيةلتقريب وجهات النظر بين الطرفين".
اقرأ أيضا: الزمر: قيادات "الإخوان" مستعدة لحل مشكلة المعتقلين بمصر
وأشار القيادي البارز فيالجماعة الإسلامية المصرية إلى أنه "في حال التوصل لحل في إطار من الضماناتالعادلة وغير المجحفة بحق أحد ستكون النتائج إيجابية جدا بالنسبة للجميع، وهو مانأمل الوصول إليه في أقرب وقت".
ونوه الزمر، المُقيم داخلمصر، إلى أنه "توجد الآن فرص حقيقية لتقريب وجهات النظر، ورأب الصدع بينالطرفين. وقد حان الوقت لإنهاء تلك الأزمة".
وأكد أن "الأجواءمهيأة حاليا لوجود تفاهم وتواصل وحوار مع الجميع، خاصة أنه بوفاة د. مرسي طُويتتماما قضية الشرعية التي كان يطرحها البعض، ولم يعد لها أي وجود في المشهد، وقدانتفى أحد أهم أسباب الخلاف القائم".
وقال إن "الرئيسالراحل محمد مرسي لم يكن رجل المرحلة في لعب دور كهذا في مرحلة بالغة الدقةوالحساسية، ولم يكن الشخص المناسب للقيام بهذا الدور، وقد كان ينبغي حينها علىجماعة الإخوان ألا تتراجع عن موقفها من الترشح لانتخابات الرئاسة2012".
ورأى القيادي البارزبالجماعة الإسلامية أن الظروف السياسية الدولية بها بعض الصعوبات والإشكالياتالمختلفة، وهو ما قد يساهم في القرب من حل الأزمة المصرية خلال المرحلة المقبلة.
ونوه إلى أن"الحكومة المصرية بذلت جهودا كبيرة لتحسين صورتها في الخارج، وأن النظام أصبحفي موقع القوة والتحكم في كافة مقاليد الأمور، وبات يتحرك من منطلق القوة، خاصة فيظل الدعم الذي يحظى به من المجتمع الدولي والإقليمي".
واعتبر أن "قدرةالنظام الآن على السيطرة على الأوضاع داخل مصر جعلته لا يشعر بأي تهديد أو قلق قدينتقص من سيطرته وإحكامه على زمام السلطة، بخلاف ما كان عليه الوضع سابقا وخلالأول عامين ما بعد أحداث 3 تموز/ يوليو 2013".
اقرأ أيضا: هل تقدم الجماعة الإسلامية بمصر تنازلات للنظام بلا مقابل؟
ورأى أن "قوة النظامينبغي أن تفرض عليه احتواء الجميع، وعدم إقصاء أو استبعاد أحد، وأن يبدأ بالإفراجعن المسجونين، وخاصة المرضى وكبار السن، ثم يسمح للقوى السياسية المختلفة بالحركةوالعمل وفقا للدستور والقانون"، مشدّدا على أنه قضى فترة طويلة من حياته داخلالسجن، ويدرك جيدا أبعاد كارثية الأوضاع بالسجون.
ولفت الزمر إلى أن النظامفي حال إقدامه على تلك الخطوات سيرفع من على كاهله عبء يتمثل في حالة الإزعاج التييتعرض لها من وقت لآخر بسبب الانتهاكات المستمرة داخل السجون ولأوضاع حقوق الإنسانبشكل عام.
مزيد من التفاصيل