استهجنحقوقيون وسياسيون توسع السلطات المصرية في اعتقال الفتيات، في ظاهرة عكست استخفاف النظامبكل عادات وتقاليد المجتمع، وكسر الخطوط الحمراء بإخفائهن قسريا، وانتهاك حقوقهن، والتعديعليهن داخل السجون.
وضمتالسلطات المصرية ست فتيات إلى القضية رقم 930 لسنة 2019، المعروفة إعلاميا بـ"تحالفالأمل"، بعد اعتقالهن في 7 تموز/ يوليو الماضي لمدة أربعة أيام، ثم ظهورهن فينيابة أمن الدولة العليا بالتجمع الخامس بالقاهرة الخميس الماضي.
وحققتالنيابة مع كل من علا جمال صالح، وسمر محمد محمود، وهند صلاح الدين عبد الظاهر، ومروةعبد الحكيم ريان، ومنار أحمد مصطفى، وسمر عبد الراضى فرغلي، ووجهت لهن تهمة "الانضماملجماعة إرهابية"، وحبسهن 15 يوما على ذمة التحقيقات.
وفيتقرير للمنظمة العربية لحقوق الإنسان، ومقرها بريطانيا، بمناسبة مرور ست سنوات علىالانقلاب العسكري، أكدت أن السلطات الأمنية بمصر اعتقلت ما لا يقل عن 63032 شخصاً،بينهم 691 امرأة.
"إيذاءجسدي ونفسي"
ونشرتالتنسيقية المصرية للحقوق والحريات تقريرا عن الانتهاكات التي تعرضت لها المرأة فيمصر خلال عام 2018، أكدت فيه أن 77 امرأة تعرضن للاختفاء القسري، و178 تعرضن للاحتجازالتعسفي، و 70 امرأة تعرضن للإيذاء النفسي والجسدي.
وتفاعلحقوقيون ونشطاء مع الانتهكات التي وقعت بحق المعتقلة عبير الصفتي في السجون المصرية،وطالبوا السلطات بمحاسبة المسؤولين، والإفراج عنها.
وذكر المحامي رمضان محمد على صفحته على وسيلة التواصل الاجتماعي"فيسبوك" أنه تم تقديم بلاغ للنائب العام بخصوص واقعة الاعتداء على الصحفيةعبير الصفتي بسجن القناطر أثناء إجرءات التفتيش.
وتابعأن السجانة قامت بتجريدها من ملابسها الداخلية بالقوة، والعبث بجسدها وملامسته بشكلمتعمد ولا يمت لإجراءات التفتيش بأية صلة، بما يعد انتهاكا صارخا لسلامتها الجسديةبالمخالفة لكل النصوص التي كفلت حماية الأشخاص بالدستور وبقانون ولائحة تنظيم السجون.
"الإفلاتمن العقاب"
ونددتالصحفية والمتحدثة باسم حركة نساء ضد الانقلاب، أسماء شكر، بنهج السلطات المصرية فياعتقال الفتيات والسيدات، قائلة: "منذ الانقلاب العسكري في يوليو 2013 واستهدافالنساء والفتيات هو هدف أساسي لنظام السيسي؛ واستراتيجية معتمدة على مدار الست سنواتالأخيرة.".
مضيفةلـ"عربي21" أن "استمرار حملات التنكيل بالسيدات والنساء، وآخرها فتياتقضية تحالف الأمل هو نتيجة لعدم محاسبة النظام على ما فعله بحق نساء مصر على مدار ستسنوات"، مشيرة إلى أن "اعتقال الزميلة الصحفية آيه علاء أثناء زيارتها لزوجةالرئيس محمد مرسي لتقديم واجب العزاء أكبر دليل على أن النظام يزيف الاتهامات لسيداتونساء مصر".
وأوضحتأن "آيه علاء نموذج مشرف فى مجالها الصحفي وكزوجة معتقل سابق كانت داعمه لها حتىتحرره؛ ومع ذلك لم يشفع النظام لها ما عانته هى وبناتها خلال اعتقال الزوج الذى اتهمبقضايا كيدية أيضا نظرا لأنه صحفي حر، ولكن السياسة الحرة في عهد السيسي تعد جريمة".
وأكدتشكر أن "ما كشفته المعتقلة عبير الصفتي من جرائم وانتهاكات في حقها من قبل النظام؛يضيف إلى تاريخ العار لنظام السيسي الذى اتبع مع المرأة والفتاة المصرية أساليب مخزيةلا تليق أن تصدر إلا من عصابات وليست حكومات".
"سياسةممنهجة"
واتهمالحقوقي والباحث بالتنسيقية المصرية للحقوق والحريات، أحمد العطار، النظام المصري بعدمالتمييز بين النساء والرجال بعد اعتقالهم، قائلا: "كانت هناك مقولة مغلوطة منتشرةتقول إن الفتيات والنساء في مصر خط أحمر"،مشيرا إلى "فضيحة كشوف العذرية التي وقعت إبان ثورة 25 يناير تحت إشراف عبد الفتاحالسيسي، عندما كان مديرا للمخابرات".
وأضافلـ"عربي21": "توالت الانتهاكات والاعتقالات فى عهد عبد الفتاح السيسي،وصدر بحقهن أحكام بالإعدام والسجن المؤبد؛ إذن أصبح موضوع أن الفتيات خط أحمر موضوعليس له محل من الإعراب، وبالتالي فإن هذة الانتهاكات ليست وليدة الصدفة، ولكنها سياسة ممنهجة".
وفيمايتعلق بالانتهاكات التي وقعت بحق المرأة، أشار إلى أن "المرأة المصرية تعرضت للاعتقالالتعسفي والاختفاء القسري، والإيذاء الجسدي والجنسي والنفسي، وأقرب مثال على ذلك معحدث مع الصحفية عبير الصفتي التى تقدمت عبر محاميها ببلاغ للناىًب العام بتعرضها لواقعةتحرش جنسى فى اللحظات الأولى لدخولها سجن النساء للقناطر".
وتابعالعطار: "إلى جانب الانتهاكات الأخرى والمتعلقة بالمنع من الزيارات، كما فى حالةسمية ناصف، وهدى عبد المنعم، والحبس الانفراداي كما فى حالة عاىًشة الشاطر، وعلا القرضاويلفترات طويلة مخالفة بذلك الدستور واللاىًحة الداخلية للسجون".
اقرأ أيضا: صرخة استغاثة لإنقاذ 92 من حرائر مصر بسجون الانقلاب
مزيد من التفاصيل