نشرت صحيفة"البايس" الإسبانية تقريرا تطرقت فيه إلى الأوضاع الاقتصاديةوالاجتماعية التي يعيش على وقعها اللاجئون السوريون المتواجدون على الأراضيالأردنية، حيث يقيم بعضهم في مخيم بالصحراء بينما يقيم البعض الآخر في أحياء المدنالأردنية.
وقالت الصحيفة، فيتقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن المخيم الواقع في منطقة صحراوية فيالطريق الرابط بين العاصمة الأردنية عمان والمملكة العربية السعودية، الذي تأسسقبل خمس سنوات، يضم اليوم أكثر من 35 ألف لاجئ.
ونقلت الصحيفة عن إحدىاللاجئات قولها إن "يكسب زوجي حوالي 190 يورو شهريا بالإضافة إلى دوام جزئيمع منظمة الأمم المتحدة. وعلى الرغم من المساعدة التي تلقتها عائلتي، إلا أنأطفالنا 11 يضطرون إلى النوم دون عشاء في ليالي عدّة آخر الشهر، علما بأن أصغرهميبلغ من العمر ثلاث سنوات".
وأضافت الصحيفة أنالأطفال ينقلون الأوعية البلاستيكية المليئة بالمياه من مصادر الماء إلى منازلهمالتي لم يعرف أغلبهم سواها منذ اندلاع الحرب السورية، علما بأنهم يقومون بهذاالنشاط للترفيه عن أنفسهم. من جهتها قالت مريم، إحدى ساكنات المخيم: "يجب أنأحصل على منحة دراسية تمكن ابني من الذهاب إلى المدرسة في الأردن، لأنني أخشى أنلا أراه مرة أخرى على قيد الحياة في حال أصر على الدراسة في سوريا".
ووفقا للمفوضيةالسامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في عمان، لم يعد سوى 20 ألف فرد من بيناللاجئين السوريين في الأردن إلى وطنهم منذ أن استعاد النظام السوري السيطرة علىالحدود الجنوبية مع الأردن قبل سنة.
وأشارت الصحيفة إلى أنالمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد سجّلت تواجد 665 ألف سوري فيالأردن، غير أن حكومة المملكة قد ضاعفت الإحصاء إلى نحو 1.2 مليون لاجئ. ويعيشعُشر هؤلاء اللاجئين في المخيمات على غرار مخيم الأزرق أو الزعتري، بينما يقيم البعضمنهم في مناطق حضرية. وقد أشار المتحدثون باسم المنظمة إلى أنه إلى حدود 30حزيران/ يونيو، استطاعت التبرعات الدولية تغطية 20 بالمئة فقط من احتياجاتاللاجئين بميزانية قدرها 372 مليون دولار المتوقعة لسنة 2019.
ونقلت الصحيفة عن مزعلالغالي البالغ من العمر 54 سنة، الذي كان يعمل كسائق شاحنة في جنوب محافظة دمشق:"سوف أفكر في العودة حين تعود الحياة إلى طبيعتها في سوريا، لم أعد أمتلكشيئا هناك". ومن الواضح أن مزعل قد تأقلم مع وضعية حياته الجديدة، إذ أنه علىالأقل لم يعد مضطرًا لحماية نفسه من القنابل بعد الآن. لكن أسرة مزعل المكونة منثمانية أفراد يعيشون على الغذاء الذي توفره لهم المفوضية السامية للأمم المتحدةوهو ما دفعه إلى الشعور بالخوف على أطفاله، إذا ما استمروا في العيش في المخيم إلىالأبد.
وذكرت الصحيفة أن مزعليعيش ظروفا اقتصادية صعبة خاصة أنه لم تشمله بعض الإجراءات على غرار حصول 5800لاجئ سوري في المخيم على تصريح للعمل في الزراعة الأردنية، كما أنه ليس من ضمنالأربعة آلاف سوري الذين يقدمون خدمات لإدارة المخيم أو مكاتب المنظمات غيرالحكومية المنتشرة في المكان. والجدير بالذكر أن 80 بالمئة من اللاجئين السوريينيعيشون تحت خط الفقر في الأردن.
اقرأ أيضا: إحصائية للاجئي سوريا العائدين من الأردن بعد فتح معبر نصيب
وذكرت الصحيفة أن كلامن منظمة الأمم المتحدة والحكومة الأردنية قد قاموا بإنشاء مخيم الأزرق للتخفيف منالاكتظاظ السكاني في مخيم الزعتري الواقع في محافظة المفرق المجاورة، الذي تجاوزعدد الأفراد المقيمين فيه 150 ألف لاجئ وقد انخفض هذا العدد الآن إلى النصف. وعلىالرغم من التصميم العقلاني لمخيم الأزرق والتخطيط الهندسي لمنشآته، إلا أن المنازلالمبنية بألواح معدنية لن تكون صالحة للسكن في وسط الصحراء الأردنية دون وجودمراوح كهربائية باستخدام محطة توليد الطاقة الشمسية المركّزة في المخيم.
ونوّهت الصحيفة بأناللاجئين من فئة الشباب لا يريدون العودة إلى سوريا خشية اعتقالهم من قبل السلطاتالسورية، كما أن العائلات لا يتوقعون لأبنائهم مستقبلا واضح المعالم عند عودتهم.وفي حين تدعم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من يقررون العودة إلى سوريا منأجل لم شمل العائلات التي شتّتها الحرب، لا تحفز وكالة الأمم المتحدة هذه العملية.كما أن الدوائر الدبلوماسية السورية ليست متعاونة في عملية تسليم المستندات لإعادةمواطنيها الذين كانت تربطهم علاقة بالمعارضة السورية.
مزيد من التفاصيل