في خطوة مفاجئة ومثيرة للجدل، أعلنت الخطوط الجوية البريطانية تعليق رحلاتها إلى القاهرة لمدة أسبوع كـ«إجراء احترازي» للسماح بإجراء تقييم للأمن هناك، محذرة من عدم السماح بتسيير طائراتها ما لم يكن ذلك آمنًا.
وجاء في بيان الخطوط الجوية البريطانية: «نراجع باستمرار ترتيباتنا الأمنية في جميع المطارات (التي تصلها طائرات الشركة) في جميع أنحاء العالم، وأوقفنا الرحلات الجوية إلى القاهرة لمدة 7 أيام كإجراء احترازي للسماح بإجراء مزيد من التقييم».
وكانت شركة لوفتهانزا الألمانية هي الأخرى علّقت بعض خدماتها إلى القاهرة، لكن سرعان ما استأنفت رحلاتها.
عماري عبدالعظيم، رئيس شعبة شركات السياحة بالغرفة التجارية الأسبق، استنكر قرار شركة الخطوط البريطانية وكذلك لوفتهانزا، مضيفًا أنه منذ حادث الطائرة الروسية وهناك محاولة للإساءة لمصر، إضافة إلى أن هناك نوعًا من العداء الخفي.
وفي تصريحات لـ«المصريون»، أضاف «عبدالعظيم» أن القرار غير مبرر، لا سيما أن المطارات المصرية تتمتع بقدر عالٍ من الأمن والأمان وليس هذا فحسب، بل إن جميع أنحاء مصر آمنة.
رئيس شعبة شركات السياحة السابق، أشار إلى أن مصر استطاعت تنظيم البطولة الأفريقية على أعلى مستوى في شتى الاتجاهات وهذا بشهادة الجميع محليًا ودوليًا، منوهًا بأن ذلك لا يعجب البعض ما دفعهم إلى اتخاذ ذلك القرار.
وبرأي «عبدالعظيم»، فإنه من الضروري صدور رد حازم على هذه المحاولات بل يجب عدم منح هذه الشركات امتيازات من مصر.
لن يؤثر
فيما قال حسني حافظ، عضو لجنة السياحة والطيران المدني بمجلس النواب، إن إعلان شركة الخطوط الجوية البريطانية عن توقف مؤقت لرحلاتها إلى مطار القاهرة لن يؤثر على السياحة المصرية، خاصة أن العالم شاهد الأمن والأمن في مصر خلال البطولة الأفريقية.
وأكد أن التحذير صدر من شركات وليس من حكومات الدول الأوروبية، خاصة بعد الإقبال المتزايد والكثيف لدى هذه الشركات لطلب السفر إلى مصر، ما يؤكد عنصرية هذه الشركات تجاه التعامل مع السياحة المصرية.
وقال «حافظ»، في بيان له، إن هذا يرجع إلى أن الشركة تحتوي على أسهم لدولة قطر، حيث تملك 20% من أسهم شركة الخطوط الجوية البريطانية، لذلك جاء سلوكها غير المبرر تجاه مصر.
وأوضح أن لجان مجلس النواب قامت بزيارة المطارات المصرية وشهدت المستوى العالي في التأمين واستخدام الأمن لأحدث الأجهزة والتكنولوجيا لتأمين المطار والركاب، مشيرًا إلى أن الدولة المصرية تقوم بمواجهة الإرهاب قبل حدوثه من خلال الضربات الاستباقية القوية الموجعة التي يقوم بها رجال القوات المسلحة والشرطة.
الأمن ليس له مثيل
وقال الدكتور محمد عبده، عضو لجنة السياحة بمجلس النواب، إن قرار الخطوط الجوية البريطانية غير مبرر، مضيفًا أنه قد يكون الهدف منه الضغط على مصر لأسباب سياسية، خاصة أن معظم قيادات جماعة الإخوان يقيمون في لندن.
وتابع: «إذا كان السبب يتعلق بمستوى الأمن والأمان في مطار القاهرة الدولي والمطارات الأخرى، فتجدر الإشارة إلى أن لجنة السياحة بالبرلمان تعقد باستمرار جولات مفاجئة داخل المطارات لا سيما مطار القاهرة الدولي؛ لأنه الواجهة المصرية بالنسبة للسائح كما أنه يستقبل كبار المسئولين».
عضو لجنة السياحة بالبرلمان، أوضح في حديث أنه في ظل النهضة السريعة التي يشهدها قطاع السياحة بمصر قد يكون سبب توقف رحلات الطيران هو أن بريطانيا لا تريد نهضة للاقتصاد المصري الذي يسهم به قطاع السياحة بشكل كبير.
حرب ضد مصر
من جانبه، قال الدكتور حسين أبوالعطا، رئيس حزب «المصريين» وعضو المكتب التنفيذي لتحالف الأحزاب المصرية، إن قرار توقف رحلات الخطوط الجوية البريطانية من لندن إلى مطار القاهرة الدولي لمدة سبعة أيام هو قرار غير مبرر، وقد يتسبب في ضرر بسمعة المطارات المصرية، بالرغم من المستوى المرتفع للخدمات الأمنية التي تقدمها المطارات المصرية.
وأشار إلى أن ما قامت به بعض الشركات الأوروبية من وقف رحلاتها الجوية لمطار القاهرة هو حرب كاملة ضد مصر وإجراء عنيف بل يعتبر دعاية سيئة ضد مصر.
وأضاف «أبوالعطا»، في بيان، أن الإفصاح عن أن السبب هو إجراء عملية تقييم للأمن في مطار القاهرة، أمر غريب، خاصة أن موظفين من شركة الخطوط الجوية البريطانية قاموا بفحص إجراءات الأمن في مطار القاهرة خلال الأيام الماضية، أي قبل أيام من قرار تعليق الرحلات، إضافة إلى أن شركة الخطوط البريطانية لم تبلغ السلطات في مطار القاهرة بأي ملاحظات من جانبها تجاه قواعد الأمن والسلامة في المطار.
وأردف: «سمعة الدول مش لعبة، ويجب أن يكون هناك حوار قوي مع سفير بريطانيا في القاهرة»، مؤكدًا أن تعليق الرحلات الجوية البريطانية إلى مصر إجراء شاذ وغريب.
وأشاد رئيس حزب «المصريين» بالتحرك السريع من قبل وزارة الطيران المدني لتدارك الأمر وعدم تعطيل مصالح المسافرين في كلا الدولتين.
مزيد من التفاصيل