الرئيس الضيف (1/2) - منتديات المطاريد
بسم الله الرحمن الرحيم
وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَٰهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَٰهٌ ۚ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (84) وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (85) "الزخرف"

منتديات المطاريد | الهجرة الى كندا | الهجرة الى استراليا

 


DeenOnDemand


BBC NEWS

    آخر 10 مشاركات

    Arabic Discussion Forum with a Special Interest in Travel and Immigration

    Immigration to Canada, Australia, and New Zealand

    Egypt and Middle East Politics, History and Economy

    Jobs in Saudi Arabia, USA, Canada, Australia, and New Zealand

    العودة   منتديات المطاريد > إعلام وثقافة وفنون > صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح

    صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح وسائل إعلام مسموع ومقروء ومرئى

    صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح

    الرئيس الضيف (1/2)


    الهجرة إلى كندا والولايات المتحدة واستراليا

    مواقع هامة وإعلانات نصية

    إضافة رد
     
    أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
    قديم 28th July 2019, 11:00 PM المستشار الصحفى غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 1
    Field Marshal
     





    المستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud of

    new الرئيس الضيف (1/2)

    أنا : المستشار الصحفى




    "أمك داعية لك يا دكتور فريد". هكذا قال له زملاؤه في مجلس الوزراء بعد أن صدر قرار جمهوري باختياره رئيسًا للوفد المرافق لرئيس الدولة العظمى الذي قرر فجأة أن يزور البلاد.
    يهز الدكتور فريد رأسه مبتسمًا وهو يسترجع الجملة المجاملة التي لا تخلو من روائح الحسد، مع أنه يعلم أن آخر حظ أمه من الدنيا بعد الشهادتين كان الدعاء عليه بأن "يفقد الله أمله ويفرّج عليه اللي ما يسواش"، لم تقل "اللي يسوى" لأنها ماتت وهي تعتقد أنه لم يعد أحد "يسوى" بعد أن رأت زوجها وشريك كفاحها يموت بحسرته، بعد أن شخط فيه ضناه سعادة الوزير طالبًا منه بحسم ألا "يتنطط له كل شوية في الوزارة بطلب جديد".

    نفض فريد عن ذهنه تلك الذكرى المؤلمة وقرر ألا يفسد هذا الصباح الجميل أبدًا، شكر الله على إتقانه لغة الرئيس الضيف التي تعلمها خلال سنوات بعثته الدراسية في الدولة العظمى التي درس فيها أرفع ما قدمته للبشرية؛ القانون المدني، قبل أن يعود إلى بلاده ليساهم في وضع أحط ما قدمته دولته للبشرية؛ قانون الطوارئ.


    منذ أن عاد الدكتور فريد ليضع قدمه في الجامعة لم يضيِّع وقته أبدًا، منجزه الأول كان مشروع قانون نشره في أكبر صحف البلاد؛ قانون هيبة الدولة، هكذا سمّاه، من أجله سعى لتقديم نفسه لابنة رئيس تحرير الصحيفة الكبرى التي عرف أنها طالبة في الكلية، هي لم تكن تحضر أبدًا إلى الكلية، الدكاترة كانوا يذهبون إليها في قصر باباها، فريد توسط لدى صديق له لكي يأخذ له موعدًا معها، ومن خلالها وصل إلى أبيها، أعجب رئيس التحرير بالفكرة التي كانت البلاد تحتاجها وسط موجات الانتقاد الشرس التي أصبحت تستهدف رئيس البلاد، ولم يكن يصلح لها إلا قانون حاسم يجرم التطاول على هيبة رئيس الدولة وكبار المسئولين.

    نشر رئيس التحرير المشروع وتحمس له مفردًا له صفحات عديدة مصحوبة بصور في أوضاع علمية للدكتور فريد. وئد المشروع سريعًا بعد عواصف الجدل التي ثارت ضده في البرلمان والصحف والأحزاب والتي كانت كفيلة بلفت انتباه الدول العظمى إلى خطورته وتحذير رئاسة البلاد منه ليصدر قرار غير معلن بوأد المشروع في مهده، يقول الثقات إن الدكتور فريد كان يعلم مصير مشروعه مسبقًا، ولذلك لم يبدُ عليه الغضب بتاتًا وهو يتلقى أنباء إجهاض مشروع القانون وتوقف النشر عنه، كما لم يبدُ عليه الضيق أبدًا من عشرات المقالات التي سلخت جلده واتهمته بما لا تستطيع حتى البغال عليه صبرًا، كان يقرأ ما يكتب عنه ويضحك سعيدًا، «الصنارة غمزت»، هكذا قال لزوجته التي كانت مشغولة في تلك الفترة بالبحث عن سكة للانضمام إلى أي نادي ليونز أو إينرويل إن تيسر.

    فريد جمع كل المقالات التي كتبت ضده وصنع منها نسخًا عديدة وأرسلها إلى مكاتب كبار مسئولي البلاد مرفقة بشكاوى مريرة وبليغة من انحدار لغة الحوار إلى هذا الحد الذي ينذر بالخطر.

    كانت الصنارة قد غمزت فعلا. صديق مقرب لابن الرئيس اتصل بالدكتور فريد ذات مساء سعيد وطلب منه أن يشاركهم في اجتماع مغلق مع عدد من العقول المعروفة بوطنيتها لمناقشة سبل تطوير العمل داخل الحزب الحاكم للبلاد الذي تركه الرئيس الأب لابنه منذ فترة بعد أن دخل عليه مرة وقال له: "زهقان يا بابا.. شوف لي حاجة أعملها".

    من أول نظرة كان الحب بين ابن الرئيس والدكتور فريد، حبّا تأجج بتلك المذكرات والخطب والأوراق البحثية التي كان يكتبها الدكتور فريد ويقدمها لابن الرئيس لكي يقرأها في الاجتماعات الحزبية والعامة على أنها من بنات أفكاره شخصيّا، كان حبّا محمومًا وصل إلى ثمرته التي كان يرجوها الدكتور فريد، وهي طلب شخصي من الابن أن "يكون الدكتور فريد معانا في الحكومة الجاية".

    كان منصبه الوزاري تافهًا، أو هكذا اعتبره فور تلقيه نبأ ضمه إلى الحكومة كوزير لحقوق الإنسان، تلك الوزارة المستحدثة التي طنطنت صحف الحكومة طويلا لكون بلادنا هي التي تنفرد بين دول الأرض بوجود وزارة لحقوق الإنسان، لم يشغله ما كتبه أهم كاتب ساخر معارض في زاويته اليومية عن أن الحكومة كان ينبغي أن تسمي الوزارة حقوق الحيوان لأنها كانت دائما تعامل أبناء الشعب كالحيوانات، كان ما يشغله هو هذه البلوى التي رموها عليه من بين كل الوزارات، ما الذي يمكن أن يكسبه المرء من وزارة لحقوق الإنسان غير مرتبه وحوافزه وسيارة الوزارة وحرسها، يعلم أنه لم يصل من الحظوة بمكان لكي يعطوه وزارة البترول أو الإسكان مثلا، لكن ليتهم أسندوا إليه وزارة خدمية كالكهرباء أو الصرف الصحي حتى لكي يتمكن من تأمين مستقبل أولاده.

    لم يستسلم للإحباط كثيرًا، بعد أسابيع قليلة أصدر قرارًا بفرض رسوم على كل شكوى تقدم للوزارة قدرها مائة جنيه كبدل تحقيق في الشكوى، تولى مساعده للشئون المالية تضبيط نسبته من بدلات الشكاوى التي تدفقت بمئات الآلاف فور أن انطلقت الحملة الإعلامية التي تبشر بعصر جديد لحقوق الإنسان في البلاد. ومشت العملية، ليس كما تمشي مع باقي زملائه، لكن الحمد لله رضا.


    أفاق الدكتور فريد من شروده الطويل أمام المرآة وهو يرتدي ملابسه، كان مبتهجًا بذلك الاستعراض الخاطف لرحلة صعوده الشهابي، أحس بخدر لذيذ يسري في أعماقه، خدر لم يحس به من أيام زياراته الأسبوعية لمومسات الدولة العظمى اللواتي عرف بفضلهن أنه ما كانش عايش. لكن من قال إن الدكتور فريد نال غاية مراده لكي يترك نفسه لخدر انتشائه بما حققه، المشوار لازال طويلا، والمحطة التي يقف فيها الآن مهمة للغاية، يمكن أن تنقله من مجرد رجل محسوب على ابن الرئيس إلى مربع رجال الرئيس الثمانيني الذي بات يخشى الجميع نوبات غضبه المفاجئة والتي تأتي دائمًا على قفا رجال ابنه، "لما أموت الأول ابقى اورثني وبهدل رجالتي يا سعادة ولي العهد"، هكذا حرص أن يقول لابنه بصوت عال خلال اجتماع مغلق لقيادة الحزب؛ عندما تعمد الابن أن يهاجم رجال أبيه الذين اعتبرهم "أكبر معوق في طريق حزبنا إلى التغيير". لكن فريد يعلم أن عليه فعل ذلك بشكل غير محسوس لا يلحظه أحد، لكي لا يجد نفسه في حالة زيارة مفاجئة لعزرائيل وقد خسر الجلد والسقط، سيتطلب الأمر منه أن يتعب ويشغل دماغه لكي يصل إلى حلول مبدعة، الأمر يستحق العناء.

    لم تكن زيارة الرئيس الضيف للبلاد محفوفة بالمسرات كما تخيل الدكتور فريد، بل كانت حافلة بالأزمات والمشاكل.

    كانت الأزمة الأولى التي واجهها الدكتور فريد مثله تمامًا، فريدة من نوعها، لاص الكل فيها، وضربوا أخماسًا في أسداس، لكنه حلها بشكل أصبح حديث الأوساط الرسمية في البلاد كلها. كان رجال الرئيس الضيف خلال الإعداد لترتيبات الزيارة المرتقبة قد طلبوا بشكل مفاجئ من نظرائهم أن يرتبوا ضمن البرنامج الترفيهي المقرر حفلة رقص شرقي تحييها اعتدال راقصة البلاد الأولى على مدى ثلاثين عامًا، والتي كان الرئيس الضيف قد وقع في غرام فنها ومفاتنها منذ أن كان سفيرًا لبلاده لدينا قبل عشرين عامًا، وقع الطلب كالصاعقة على الذين سمعوه، لكنهم لم يجرؤوا على القول بأن تحقيق طلب كهذا أصبح مستحيلا لأن اعتدال اعتزلت الرقص تمامًا، ليس ذلك فحسب بل وتحجبت معلنة براءتها من ماضيها المبتذل وأصبح لها برنامج اجتماعي "مصروف عليه كويس" في قناة دينية خليجية، حاول فريد ورفاقه أن يطرحوا بدائل أخرى لاعتدال أكثر شبابًا وأكثر امتلاء مستعينين بالصور والرسوم التوضيحية، لكن رجال الرئيس الضيف امتعضوا كاشفين النقاب عن أن طلب الرئيس الضيف ليس له علاقة بالرغبة في رؤية بطن عارية تهتز بقدر ما له علاقة بالنوستالجيا التي تجتاحه هذه الأيام وهو في طريقه لكي ينهي مشواره السياسي بعد فترتين رئاسيتين حكم فيهما الدولة العظمى.

    خلال غداء عمل ووسط جو المودة الذي علا وتصاعد، حكى رجال الدولة العظمى لنظرائهم كيف وقع رئيسهم في غرام اعتدال منذ رآها أول مرة، وكيف صارت امرأة أحلامه منذ اللحظة التي مرغت رأسه بين ثدييها وهي ترقص له وحده في حرم السفارة مساهمة منها في دعم العلاقات بين البلدين، وكيف كانت تلك الليلة الليلاء بداية لهوس عارم له بالرقص الشرقي ظل يتزايد عبر السنين مسببًا له الكثير من المشاكل مع السيدة الأولى التي انفصلت عنه فعليّا منذ سنوات بعد أن سئمت ما ينشر في صحف التابلويد عن هوس زوجها بالراقصات الشرقيات الممتلئات.

    هكذا وجد الدكتور فريد نفسه مطالبًا بأن يتصدى للتفاوض مع اعتدال التي طردت كل من ذهبوا إليها لمفاتحتها في رغبة ضيف البلاد الكبير، لم يتوقع أحد منهم أن يكون نميسًا إلى حد أن يذهب إليها مسلحًا بفتوى من شيخ مشايخ البلاد تعلنها بأن الضرورات تبيح المحظورات وأن رقصها لمرة واحدة بنيَّة جلب الخير للبلاد أمر تستحق عليه الكثير من الثواب من الله، لكنهم أيضًا لم يتوقعوا أن تمزق اعتدال الفتوى بفجاجة وترميها في وجه فريد، معلنة أسفها على حال البلاد التي أصبح شيخ مشايخها أشطر منها في الرقص على هوى حكامها. ذهلوا جميعًا وهم يشاهدونها تقف لتهز جسدها المدملج ـ لازال ـ بابتذال وهي تقلد ما تصورته طريقة شيخ المشايخ في الرقص، لم تفارق الابتسامة فم الدكتور فريد وهو يشاهد عرضها المثير للامتعاض، لكنه فاجأ الجميع باستخدام هاتفه المحمول ليتصل بوزير المالية ويضعه على الإسبيكر طالبًا منه أن يتم فتح ملفات ضرائب الراقصة اعتدال، لمحاسبتها على الملايين التي جنتها خلال ثلاثين عامًا من الرقص للتأكد، مجرد التأكد، من كونها قد دفعت حق المجتمع والدولة في ذلك، خاصة أنها عندما تحجبت حصلت على فتوى من أشهر مشايخ البلاد تؤكد حقها في الاحتفاظ بأموالها مع تطهيرها بالصدقات.

    بعد أقل من ربع ساعة انصرف الدكتور فريد وعلى وجهه ابتسامة ظافرة تاركًا اعتدال لكي تتناقش مع مصممي الأزياء حول مواصفات الحشمة التي يجب مراعاتها في بدلة الرقص التي سترتديها أمام الضيف الكبير، وكيف أنها تؤمن أن الإغراء "عمره ما كان بالعُري"، الإغراء إحساس لو وقر في القلب يصدقه الجسم فورًا.

    الذين صدَّقوا ما حدث يومها لم يصدقوا أبدًا أن يستحق الدكتور فريد على إنجازه مكالمة رضا ومودة من رئيس البلاد الذي قيل إنه كان يتابع المفاوضات سرّا بالصوت والصورة: "عايزين الشطارة دي مع البنك الدولي يا دكترة.. والا انت فالح في الرقاصات بس". لعدة أيام ظل الدكتور فريد يحكي الجملة الأخيرة له بتلذذ لزوجته وأصدقائه بوصفها دليل على انبساط الرئيس منه، فالجميع يعلم أن سيادته إذا أهان أحدًا بطريقته المحببة يكون قد دخل إلى قلبه، وله في ذلك وقائع لا حصر لها ليس هنا مجال ذكرها.

    لم يكن المغرز التالي الذي واجه الدكتور فريد في مهمته الجديدة بنفس طراوة مغرز اعتدال، كان مغرزًا حقيقيّا، لكن فريد كان كعادته حاضرًا وخلاقًا ومبدعًا وقدها وقدود. فجأة طلب الرئيس الضيف أن يدرج على برنامجه زيارة لزعيم المعارضة الذي صدر عليه حكم بالحبس لمدة عامين بعد أن تم اتهامه بالشروع في قتل مواطن فقير عندما خبطه بسيارته الفارهة، صحيح أن صحف المعارضة كشفت بعدها أن المواطن الفقير ليس سوى مخبر معين في مباحث أمن الدولة، لكن من قال إن مخبري أمن الدولة ليس لهم الحق في عبور الطريق بسلام.


    عندما استمع الدكتور فريد إلى الطلب من نظيره رئيس البعثة الرسمية للرئيس الضيف لم يغضب ولو للحظة، لم يتلعثم أو يرتبك أو حتى يتوقف لبرهة لكي يفكر في رد، ضحك بشدة ثم أثنى على الطلب مقسمًا بشرفه أنه كان يفكر في أن يقترح تلك الزيارة لكي تكون فرصة للرئيس الضيف لكي يتأكد من زيف تقارير منظمات حقوق الإنسان في بلاده، والتي لا تفتأ تتحدث عن اضطهاد زعيم المعارضة وإدخاله إلى السجن زورًا وبهتانًا وتعرُّضه لمعاملة سيئة داخل السجن، لكنه خشي أن يتم فهم الاقتراح خطأ فتراجع عنه وهو الآن سعيد كل السعادة بأنه يفكر بنفس العقلية التي يفكر بها أصدقاؤنا في الدولة العظمى، كان مرءوسو الدكتور فريد ينظرون إليه دون أن يفهموا ما يدفعه لمثل هذا الكلام وهو يعلم مثلهم أن زعيم المعارضة ربما كان في هذه الساعة يأكل بالصرمة القديمة داخل السجن. فور خروجهم من الاجتماع سألوه عن الذي هببه فأجابهم بجملة صارمة ـ في الواقع صارت كل جُمَله صارمةً منذ مكالمة الرئيس الأخيرة له ــ "رتبوا لي معاد مع وزير الداخلية وقولوا له عايزين رئيس مصلحة السجون يبقى موجود".
    لم يفهم ناس البلاد في اليوم التالي كيف نشرت الصحف الحكومية على صدر صفحاتها الأولى خبرًا يعلن عن تنظيم زيارة للرئيس الضيف لزعيم المعارضة في محبسه، الفقرة الثانية من الخبر كانت تصريحًا للدكتور فريد يؤكد فيه أن الزيارة جاءت بناء على طلب من سيادة رئيسنا المفدى لأن بلادنا ليس لديها ما تخفيه طبقًا لنص كلمات سيادته.

    على مدى أسبوع كامل كانت البلاد تتساءل عن سر هذا الانفتاح الديمقراطي المفاجئ ومدى ارتباطه بالضغوط الخارجية الشرسة على البلاد من أجل مزيد من الانفتاح الديمقراطي، بل إن البعض بدأ يتساءل قائلا: هل كانت صحف المعارضة تكذب عندما قالت إن زعيم المعارضة كان يتعرض للاضطهاد في محبسه. المحيطون بالدكتور فريد كانوا يتساءلون عن سر تكرار المكالمات التليفونية التي تأتيه على تليفونه المحمول والتي يقف الدكتور فريد لها رهبة واحترامًا ويبدأها دائمًا بوقفة استعداد مصحوبة بـ"تمام يا فندم"، مساعدوه المقربون كانوا يقولون إن تلك المكالمات كانت تأتي من رئيس الجمهورية شخصيّا، لكن الجميع يعلم أن جملة "تمام يا فندم" هذه كانت لزمة الدكتور فريد لمخاطبة من هم أعلى منه منصبًا، وهم حتى هذه اللحظة كثيرون.
    بعد أسبوع بان للجميع أن نوبة الشفافية التي أصيبت بها الحكومة لم تكن سوى جزء من خطة الدكتور فريد الجهنمية التي أهلته لكي يكون رجل الساعة لدى النظام الحاكم؛ قطعت قنوات التليفزيون المحلية برامجها لكي تذيع الخبر، تمكنت أجهزة الأمن من إحباط خطة إرهابية دبّرها زعيم المعارضة في سجنه لاغتيال الرئيس الضيف الذي كان سيزوره بعد أسبوعين في محبسه، الخطة دبّرها بالاتفاق مع عدد من المسجونين، الجنائيين والسياسيين، وتم كشفها خلال ضبط أسلحة كان يجري تهريبها إلى السجن، كما كشفت ذلك اعترافات تفصيلية لكافة المتهمين، نشرتها الصحف في اليوم التالي وأذاعتها جميع القنوات الفضائية مصحوبة بصور لزعيم المعارضة مع المساجين في أماكن متفرقة من السجن، لم يهتم أحد لما نشرته صحف المعارضة عن كون العملية ملفقة وأن صفقة عقدت مع المساجين المعترفين وجميعهم من المحكوم عليهم بالمؤبد تم فيها تخفيف عشر سنوات من مدد أحكامهم مقابل أن يلتزموا بالخطة التي أذهلت رئيس البلاد عندما استمع إليها من الدكتور فريد بحضور وزير الداخلية الذي لم يوافق عليها عندما عرضت عليه، مما اضطر الدكتور فريد لرفع الأمر لأعلى المستويات، أعلى المستويات قال للدكتور فريد بعد انتهائه من عرض خطته: "يا ابن الجنية.. إنت جنس أمك إيه.. مش لو كنتوا بتفكروا كده كان زمانكو خلصتوني من قرف الجماعات الإسلامية من زمان"، مع أن وزير الداخلية أخذ يضحك مرحبًا بما سمعه كأنه كان يتلقى تهنئة لا كلمتين في جناب جنابه، إلا أن الدكتور فريد لم يفوت الفرصة لكي يرفع يده ويطلب الكلمة لكي يشيد بأجهزة الأمن وبطولاتها ودورها في الحياة السياسية المصرية، وهي كلمة أوقفها قمع الرئيس له بقوله: "إيه إنت خايف منهم يئْذُوك.. ما تخافش أنا خلاص حطيتك في دماغي".
    كان ذلك حدثًا تاريخيّا بكل المقاييس. فآخر مرة قال فيها الرئيس لأحد: "أنا حطيتك في دماغي" كانت لرئيس البرلمان الحالي الذي قام أثناء عمله كرئيس للجنة التشريعية في البرلمان قبل خمسة عشر عامًا بتفصيل قانون يكفل حظر مناقشة ميزانية رئاسة الجمهورية وأولاد رئاسة الجمهورية وأقارب رئاسة الجمهورية وأصهار رئاسة الجمهورية بوصف كل ذلك "سرّا سياديّا ليس من حق أحد الاطلاع عليه". لذلك لم يكن الدكتور فريد بحاجة لتأجيل الاحتفال حتى يرى كيف سيحطه الرئيس في دماغه، يكفي أن قرار سيادته قد صدر بحطه في دماغه، وما عليه إلا أن يحتفل وينتظر.

    بعدها لم تقم أجهزة أمن الدولة العظمى بطلب إلغاء زيارة زعيم المعارضة فقط، بل وأوصت سفارتها بقطع أية قنوات اتصال مع أحزاب المعارضة التي لم تتخلص بعد من تجارب العمل السري.

    تلقى الدكتور فريد طلب إلغاء الزيارة بمزيد من الأسف، وأوضح لوفد الدولة العظمى أن بلاده قادرة على حماية الرئيس الضيف في أي مكان يقرر الذهاب إليه وأنه يأمل أن يكون طلب الإلغاء ليس له علاقة بأي مخاوف أمنية، لأن سيادته سيتأكد من أنه بين أهله وناسه وأن البلاد التي احتضنته وهو دبلوماسي ستضعه على رأسها وهو رئيس ضيف. بعد دقائق صار زعيم المعارضة نسيًا منسيّا عندما سلّم الدكتور فريد لوفد الدولة العظمى ملفًا ذهبيّا قال إنه هدية متواضعة من بلاده اعتذارًا على التفكير الشنيع لزعيم المعارضة، قيل فيما بعد أن الرئيس الضيف اغرورقت عيناه بالدموع هو وزوجته بسبب ذلك الملف الذي أقسم المقربون منهما أنه لم يكن هناك ثمة شيء قربهما من بعض خلال السنوات الماضية كما فعل ذلك الملف.
    ....

    نكمل الحكاية غداً بإذن الله...






    مزيد من التفاصيل

     

    الموضوع الأصلي : الرئيس الضيف (1/2)     -||-     المصدر : منتديات المطاريد     -||-     الكاتب : المستشار الصحفى

     

     


     
    رد مع اقتباس


    Latest Threads By This Member
    Thread Forum Last Poster Replies Views Last Post
    أزمة تجنيد الحريديم تلقي بظلالها.. "مطلوب 10 آلاف... أخبار متفرقة ينقلها لكم (المستشار الصحفى) المستشار الصحفى 0 1 29th March 2024 10:27 AM
    60 مليون دولار إغاثة أميركية طارئة بعد انهيار جسر... أخبار متفرقة ينقلها لكم (المستشار الصحفى) المستشار الصحفى 0 1 29th March 2024 10:27 AM
    رئيس الأركان الأميركي: إسرائيل لم تحصل على كل ما... أخبار متفرقة ينقلها لكم (المستشار الصحفى) المستشار الصحفى 0 1 29th March 2024 10:27 AM
    بفيديو.. بايدن يرد على سخرية ترامب أخبار متفرقة ينقلها لكم (المستشار الصحفى) المستشار الصحفى 0 1 29th March 2024 10:27 AM
    بعد 100 عام.. الجيش البريطاني يسمح... أخبار متفرقة ينقلها لكم (المستشار الصحفى) المستشار الصحفى 0 1 29th March 2024 10:27 AM

    إضافة رد

    مواقع النشر (المفضلة)


    أدوات الموضوع
    انواع عرض الموضوع

    الانتقال السريع

    Currency Calculator
    Your Information
    RSS RSS 2.0 XML MAP HTML


    Powered by vBulletin® Version 3.8.8
    .Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
    (جميع الأراء والمواضيع المنشورة تعبِّر عن رأي صاحبها وليس بالضرورة عن رأي إدارة منتديات المطاريد)
    SSL Certificate   DMCA.com Protection Status   Copyright  


    تنبيه هام

     يمنع منعاً باتاً نشر أى موضوعات أو مشاركات على صفحات منتديات المطاريد تحتوى على إنتهاك لحقوق الملكية الفكرية للآخرين أو نشر برامج محمية بحكم القانون ونرجو من الجميع التواصل مع إدارة المنتدى للتبليغ عن تلك الموضوعات والمشاركات إن وجدت من خلال البريد الالكترونى التالى [email protected] وسوف يتم حذف الموضوعات والمشاركات المخالفة تباعاً.

      كذلك تحذر إدارة المنتدى من أى تعاقدات مالية أو تجارية تتم بين الأعضاء وتخلى مسؤوليتها بالكامل من أى عواقب قد تنجم عنها وتنبه إلى عدم جواز نشر أى مواد تتضمن إعلانات تجارية أو الترويج لمواقع عربية أو أجنبية بدون الحصول على إذن مسبق من إدارة المنتدى كما ورد بقواعد المشاركة.

     إن مشرفي وإداريي منتديات المطاريد بالرغم من محاولتهم المستمرة منع جميع المخالفات إلا أنه ليس بوسعهم إستعراض جميع المشاركات المدرجة ولا يتحمل المنتدى أي مسؤولية قانونية عن محتوى تلك المشاركات وإن وجدت اى مخالفات يُرجى التواصل مع ادارة الموقع لإتخاذ اللازم إما بالتبليغ عن مشاركة مخالفة أو بالتراسل مع الإدارة عن طريق البريد الالكترونى التالى [email protected]