«تصريحات غير مسئولة ويجب إقالة الوزيرة فورًا»، هكذا علقت نقابة الصيادلة وبرلمانيون على تصريحات الدكتورة هالة زايد، التي قالت خلالها إن «غياب 100 صيدلي غير مؤثر مثل غياب ممرض واحد».
الوزيرة خلال زيارته لمستشفيات منظومة التأمين الصحي الشامل ببورسعيد أضافت: «غياب مئة صيدلي لا يشعرني بأزمة، بينما غياب ممرضة واحدة مؤثر بالنسبة لي»، منتقدة في الوقت ذاته وزن الممرضات ومعتبرة «أغلبيتهن يعانين السمنة».
وبحسب ما تداولته وسائل الإعلام، قالت الوزيرة: «أمام الذين يرغبون في الالتحاق بالمهنة ثلاثة أشهر لإنقاص وزنهم»، مستنكرة ارتداء النقاب وطريقة تغطية الرأس عند بعض المحجبات من الممرضات.
الدكتور أحمد فاروق شعبان، عضو مجلس نقابة الصيادلة، وصف تصريحات وزيرة الصحة بـ«غير المتزنة»، لا سيما أنها ليست المرة الأولى التي يصدر عنها تصريحات مسيئة للصيادلة، الذين يمثلون قطاعا مهما من قطاعات المنظومة الصحية، على حد قوله.
وفي تصريحات لـ«المصريون»، قال «شعبان» إن الوزيرة تحدثت من قبل بشكل غير لائق في مجلس النواب عن الشباب الخريجين وأساءت إليهم، مشيرًا إلى أنهم حينها فضلوا الصمت وعدم إثارة البلبلة والجدل على أساس أنها زلة لسان وأنه لن يصدر عنها تصريحات أخرى مسيئة.
وتابع: «الوزيرة لم تراجع نفسها واستمرت على النهج السيئ، بل وجهت العبارات المشينة مرة أخرى للصيادلة، وبالتالي لن تمر هذه الواقعة مرور الكرام وسيتم الضغط والمطالبة بمحاسبة الوزيرة».
وبحسب تصريح عضو نقابة الصيادلة، فإن الوزيرة لم تنجح في إدارة الوزارة وتسببت في أزمات ومشكلات كان يمكن تجنبها حال وجود إدارة رشيدة وحكيمة، مستطردًا: «للمرة الأولى تشهد الوزارة استقالات جماعية ونقص شديد في كل مجالات الصحة، هذا لم نسمع عنه في التاريخ، ما يشير إلى فشل إدارة المنظومة»، بحسب تصريحه.
وتساءل: «قطاع الصيادلة يضم نحو ربع مليون شخص، فهل يصح إهانة نحو ربع مليون شخص؟ هل هذا الأمر لا يستدعي محاسبة وإقالة الوزيرة؟ ولماذا لم تظهر الوزيرة وتعتذر عما بدر منها؟ أليست هذه الإهانة تستحق على الأقل الاعتذار؟».
وطالب عضو النقابة تدخل الأجهزة المعنية ومحاسبة الوزيرة، داعيًا الرئيس السيسي بالتدخل وحل تلك الأزمة، قائلًا: «الرئيس لا يرضى الظلم ولا يرضى الإساءة وأطالبه بالتدخل لإنصاف الصيادلة الذين تحملوا وحدهم العناء خلال حملة 100 مليون صحة وحملة فيرس سي».
فيما، أعلنت نقابة الصيادلة، رفضها واستياءها الشديد من تصريحات وزيرة الصحة خلال زيارتها لمستشفيات بورسعيد لمتابعة منظومة التأمين الصحي.
وأضافت النقابة أن للصيادلة دورا رئيسيا لا غنى عنه في المنظومة الصحية، كما أن لهم دورا بارزا لا يمكن إنكاره في إقرار منظومة التأمين الصحي الشامل ونجاح الحملة التي أطلقها الرئيس السيسي «100 مليون صحة»، حيث قضوا فيها لأكثر من 15 ساعة يوميًا.
وقالت، في بيان، إن «هذه ليست المرة الأولى التي تصدر تصريحات من وزيرة الصحة تقلل فيها من شأن الصيادلة في مصر»، مطالبة «المسئولين بالتدخل للحفاظ على سمعة الصيدلي المصري، والحفاظ على مهنة صدرت للعالم العربي والشرق الأوسط صيادلة متميزين في المجالات كافة».
وأكدت النقابة أن الصيادلة المصريين من أكفأ الصيادلة على مستوى العالم، حيث إن ترتيب كليات الصيدلة في جامعة القاهرة 150 وعين شمس 201 والأزهر 301 على العالم من أصل 500 جامعة عالمية طبقًا لتصنيف شنغهاي للجامعات، وهذه شهادة عالمية بجودة التعليم الصيدلي في مصر.
وقال محفوظ رمزي، عضو مجلس نقابة صيادلة القاهرة، إن هذه ليست أول وزيرة صحة تكن عداء غير مبرر للصيادلة، مضيفًا «ولكن هناك عداء مستمر بين الصيادلة والوزراء، حيث، يعتقد البعض أن دور الصيدلي "مناولة الدواء" للمريض، ولو هذا دوره أعتقد يجب أن نلغي كليات الصيدلة وهي كليات قمة في مصر».
وأَضاف: «التطور الكبير في علم الصيدلة في الخارج لم تره الوزيرة جيدًا، فهناك تخصصات في الصيدلة مثل الطب، وعدد صيادلة العالم 2.6 مليون أي ما يعادل صيدلي لكل 3500 مواطن لكن في مصر هناك واحد لكل 438 مواطنًا، ويتم تسكينهم خطأ».
وأوضح أن التسويق الإعلامي السلبي للصيادلة أحدث فقدان ثقة بين المواطن والصيدلي، بالإضافة لتصريحات الوزيرة والتي تمت ترجمتها بعدة لغات في تقارير تناولت تصريحاتها.
وأشار إلى أن «تصريحاتها عن تشغيل التأمين الصحي بدون صيادلة تعكس عدم تفهمها لدورنا الصحيح والحقيقي، ولا تعرف حقيقية دور الصيادلة، ولا مطلعة على علم الصيدلة».
من جانبها، قالت إيناس عبدالحليم، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، إن تصريحات الوزيرة غير موفقة ولم تقصد المعني الحرفي لهذا التصريح، حيث لا يوجد في الفريق الطبي المكون من التمريض والصيدلة والطبيب عضو أهم من الأخر، مشيرة إلى أن المتحدث باسم الوزارة خرج في الإعلام وحاول توضيح التصريحات وأن الوزيرة لا تقصد أن تهين الصيادلة.
وأضافت «عبدالحليم»، في تصريحات، أن الوزير أو المسئول لا بد أن يكون سياسيا ويدرك خطورة وأهمية التصريحات التي يدلي بها وأنها من الممكن أن تتسبب في أزمة لذلك على الجميع أن يعرف أهمية الدور السياسي الذي يقوم به أي مسئول في الحكومة.
عضو لجنة الصحة، أشارت إلى أداء وزيرة الصحة حتى الآن لم يكن له دور فعال في ظل المبادرات الصحية التي تقوم بها الدولة لذلك ننتظر تطبيق التأمين الصحي الجديد لمعرفة دور الوزيرة.
من جهته، رد الدكتور خالد مجاهد، المتحدث باسم وزارة الصحة، على استياء الصيادلة، قائلًا: «وزيرة الصحة لم تذكر أن دور الصيدلي مهمش على الإطلاق، ولكنها تحترم دور جموع الصيادلة في مصر، لا سيما أنهم كانوا شركاء في منظومة حملة 100 مليون صحة».
وتابع خلال مداخلة هاتفية لبرنامج «الحكاية»، المذاع على قناة «إم بي سي مصر»: «الصيادلة مثل الأطباء وأطباء الأسنان، ولا تحرص الوزارة على تهميش دور الصيدلي»، لافتًا إلى أن هناك من يرغب في إثارة الفتن داخل القطاع الصحي في مصر.
وأكمل: «لو كان دور الصيدلي ليس مهمًا لما حرصت الدولة متمثلة في وزارة الصحة على الاهتمام بتدريبهم»، مؤكدًا أن تصريح وزيرة الصحة تم اجتزاؤه من سياقه.
مزيد من التفاصيل