يسود الهدوء الحذر كامل محاور القتال في جنوب العاصمة الليبية طرابلس بعد تجدّدها، أمس الثلاثاء، عقب انقضاء مدة هدنة "العيد"، التي دعت إليها البعثة الأممية في ليبيا، وسط مساعٍ دولية لتمديد مدة الهدنة، ورفض قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر للحل السياسي، وتمسكه باستمرار الحرب على طرابلس.ميدانياً، أعلن قادة من قوات حفتر التقدّم في مواقع عدّة في جنوب طرابلس، ومقتل عدد من مقاتلي قوات الجيش بقيادة حكومة الوفاق، فيما نفى مسؤول رفيع تابع لقوات الجيش هذه الأنباء.
وقال أحد أمراء إدارة التوجيه المعنوي التابع لقوات حفتر، ويدعى حسين العبيدي، خلال تصريحات صحافية، أمس الثلاثاء، إن "قوات حفتر تقدمت في محاور عدّة وسيطرت على مواقع جديدة"، دون ذكر تفاصيل، مكتفياً بالقول إن "الإعلان عن المواقع الجديدة سيكون في وقت لاحق".
وبينما أكد العبيدي، في التصريحات ذاتها، مقتل 12 مقاتلاً تابعاً لقوات الجيش، منهم قياديون بارزون، نفى المتحدث باسم "قوة طوق" العاصمة التابع لحكومة الوفاق، مهند معمر، الأمر.
وأوضح معمر، لـ"العربي الجديد"، أنّ "الاشتباكات التي دارت أمس، الثلاثاء، لم تكن بالقوة التي تمكن قوات حفتر من التقدم"، مشيراً إلى وجود "سد منيع من دفاعات الجيش التي لم تتمكن قوات حفتر طيلة أشهر من اختراقها"، لافتاً إلى أنّ "الهدوء يسود حالياً محاور القتال".
وبشأن سقوط 12 قتيلاً، قال معمر "في كل المعارك يوجد قتلى لكن هذا العدد غير صحيح كما أننا لم نفقد قياديين"، لافتاً إلى أن "إعلام حفتر يعتمد سياسة التهويل منذ فترة طويلة، للتغطية على خسائره المتلاحقة، وعجزه عن تحقيق أي مكاسب على الأرض".
خطة حفتر الجديدة: استمرار القتال واللجوء للقبائل
على صعيد المساعي الأممية لتمديد مدة الهدنة، رفض حفتر تلك المساعي. وأكّد مصدر برلماني رفيع من طبرق أنّ "حفتر رفض اتصالات دولية من أطراف عدّة، بينها دول جوار ليبيا، وأخرى أوروبية، تطالبه بالموافقة على تمديد مدة الهدنة، تمهيداً لطرح حلول للحرب القائمة في جنوب طرابلس منذ أشهر".
لكن حفتر، بحسب المصدر الذي تحدث لـ"العربي الجديد"، رفض تلك المطالب، مؤكداً على قدرته على حسم المعركة قريباً.
وكانت البعثة الأممية في ليبيا قد نجحت في إقناع أطراف القتال في ليبيا بالقبول بهدنة الـ48 ساعة، خلال أيام عيد الأضحى، والتي انتهت أول من أمس الإثنين.
ومنذ نهاية يونيو/حزيران الماضي تراجعت قوات حفتر عسكرياً بعد فقداتها لأهم مواقعها المتقدمة بسقوط مدينة غريان وانحصار وجودها في ترهونة المحاذية لطرابلس (نحو 95 كيلومترا) وقاعدة الجفرة البعيدة عن طرابلس (نحو 550 كيلومترا)، جنوب الغرب.
وبحسب المصدر ذاته، فإن حفتر يعول على سلسلة من الاتصالات القبلية الجديدة التي بدأت منذ فترة مع قيادات بغرب البلاد، مشيراً إلى أن حفتر يسعى لضم قبائل بالمنطقة الوسطى لحربه الحالية.
وكشف المصدر أن من بين تلك القبائل "قبيلة المغاربة، التي سبق أن ساعدته في السيطرة على منطقة الهلال النفطي، بالإضافة إلى قبائل أخرى من داخل سرت لها امتدادات على منطقة الهيشة، الواقعة في منتصف المسافة بين سرت ومصراته، في محاولة لحصار مصراته والاتجاه بالمعركة إلى تشتيت قوات الجيش في أكثر من معركة".
وبيّن أن "مخطط حفتر يسعى لتوسيع رقعة القتال بفتح محاور جديدة".
وكشف المصدر البرلماني أيضاً أنّ "حفتر عقد اجتماعاً موسعاً، أول من أمس الاثنين، في قاعدته الرئيسية في المرج، شرق البلاد، مع قادة قواته وأطلعهم على خططه الجديدة، كما أكد لهم استمراره في القتال وعدم رضوخه لأي مقترح للحل السلمي".
وأضاف المصدر أن "حفتر أبلغ قادة قوات بإمكانية أن يطول أمد المعركة، خصوصاً في منطقة وسط البلاد، وتحديداً سرت"، لكنه في الوقت ذاته يعتبر أن تحييد قوة مصراته من معركة طرابلس أهم العوامل التي يعول عليها للسيطرة على طرابلس.
وخلفت معركة حفتر على طرابلس، والتي أطلقها في الرابع من إبريل/نيسان الماضي، أكثر من ألف قتيل وأكثر من 5500 جريح، وفق منظمة الصحة العالمية.
مزيد من التفاصيل