تناول مركز أبحاث إسرائيلي في تقديره الاستراتيجي، تضاربالمصالح بين الإمارات والسعودية في اليمن، مؤكدا أن وهن هذاالتحالف يخدم إيران ويؤثر سلبا على مصالح "إسرائيل" والولاياتالمتحدة.
وأوضح "مركز بحوث الأمن القومي" التابع لجامعة "تلأبيب" العبرية، في تقديره الاستراتيجي الذي أعده كل من؛ عنبال نسيم لبتون، ويوئيل جوجانسكي وآري هايستين، أنه في بداية آب/اغسطس الماضي، "وسعت القواتالانفصالية المدعوة من الإمارات، والتي تطالب بانفصال جنوب اليمن، سيطرتها فيالجنوب اليمن وسيطرت على القصر الرئاسي ومنشآت عسكرية في عدن؛ التي تعتبر ميناءاستراتيجي والعاصمة البديلة لحكومة اليمن المطاح بها".
وأوضح التقرير أن "الرياض وأبو ظبي، عمليا تتبنيان فكرامختلفا حول مستقبل اليمن، وبالأساس يبرز الانقسام بين الشمال والجنوب والمطالباتالناشئة عنه".
وقدر المركز في نشرته شبه الدورية بعنوان "نظرة عليا"، أن"من شأن هذا الانقسام أن يضع الإمارات والسعودية والعلاقات بينهما على جانبيالمتراس، فبينما تعمل الرياض على إعادة اليمن لإطاره السياسي الموحد قبل الحرب،تفضل الإمارات تثبيت العلاقات مع دولة جنوب اليمن، التي تخدم المصالح الاستراتيجيةوالاقتصادية للإمارات".
ولفت المركز، أن الدعم الإماراتي للحركة الجنوبية "المجلس الانتقالي الجنوبي" الذي أصبح قوة تطالب بتحرير الجنوب،ويقع تحت تصرف المجلس عناصر "الحزام الأمني" الذي أقامته الإمارات؛ وهميعملون باسمه في محافظات عدن، أبين، الضالع وشبوة".
وألمح إلى أن "القوة العسكرية والسياسية" لدى مقاتلي"الحزام الأمني" تصب في صالح "المجلس الانتقالي الجنوبي"،مقدرا أن "اليمن يقف على شفا حرب أهلية في داخل الحرب الأهلية الجارية منذخمس سنوات، خاصة بعد تأكيد الزعيم الجنوبي عيدروس الزبيدي، أن السعي لإعادة توحيداليمن معناه العودة للوضع الذي أدى إلى الحرب، وبالتالي يجب انفصال الجنوب، مثلماكان قبل الوحدة في 1990".
ونبه التقدير الإسرائيلي، إلى أن سلوك "الانتقالي"العسكري يتسع في الجنوب، رغم تصريحات الانفصاليين عن انسحاب القوات من عدن ودعوةالتحالف لبدء المفاوضات، مؤكدا أن "دولة الجنوب المستقلة لا تخدمالمصالح السعودية أو حكم هادي، خاصة عندما تكون معظم أراضي اليمن في الشمال تحتسيطرة الحوثيين، الذين تصفهم السعودية بأنهم فرع إيران فياليمن".
وذكر أن "دولة مستقلة في الجنوب، هي أمنية الحركة الجنوبية،ولكن "الانتقالي" يتعرض للنقد، والمعارضة لطريقة عمله أدت إلى انضمامالمقاتلين المؤيدين لاستقلال الجنوب، إلى قوات هادي"، موضحا أن"للإمارات مصلحة في وجود دولة بالجنوب، كونها ستساعد على ترشيح المنافسةالاقتصادية مع الموانئ في دبي وأبو ظبي، وتوسع النشاط الاقتصادي مع الدولالأفريقية".
وأفاد أن "الخلافات التي نشبت بين السعودية الإمارات؛ هي تعبيرعن مصالحهما المختلفة منذ البداية؛ فالسعودية ركزت على التهديد الذي يأتي منالحوثيين، وكانت على استعداد للتعاون مع قوات مختلفة، بمن فيها حزب الإصلاح اليمني، أما الإمارات في المقابل، ترى في هذه القوات تهديداعلى استقراره وأمنه القومي، وفي عدم الاستقرار جنوب اليمن تهديدا على حرية الملاحةفي بحر العرب وحول مضائق باب المندب، إلى جانب مصالح اقتصادية أخرى".
وأشارت الدراسة، إلى وجود "عدة أسئلة مفتوحة"، معتبرة أنه"من المشوق رؤية كيف ستؤثر التطورات الأخيرة في الحرب اليمنية، على العلاقاتبين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وبين محمد بن زايد، ولي عهد الإمارات، كماأن إعلان الإمارات سحب قواتها من اليمن، تعكس ترديا في العلاقات بين الدولتين أمترتبط بالساحة اليمنية فقط؟".
وأفاد أن "سحب الإمارات لقواتها من اليمن، يحتمل أن يعكس رغبةمن الإمارات في الابتعاد عن المعركة التي قادتها السعودية، ولتقليص الخسائر والتركيزعلى التهديد المركزي المتعلق بإيران، وأيضا لمصالحها"، لافتا أنه "لاتزال للدولتين مصلحة في بلورة جبهة موحدة ورأب الصدوع بينهما؛ التي ترغب إيران فيتوسيعها".
وفي ظل هذا الوضع، "سيجعل الانسحاب العسكري الإمارات من اليمن،من الصعب على السعودية هزيمة الحوثيين؛ لأن عبء القتال البري يقع على كاهلالإمارات بواسطة مرتزقة من الصومال وكولمبيا وقوات محلية"، بحسب المركز الذيرجح أن "تتنازل السعودية في المفاوضات مع الحوثيين، لأن الوضع صعب عليها،وخاصة في ضوء تصعيد جماعة الحوثي من هجماتها ضد أهداف سعودية".
ونوه أنه "لم يتبق للسعودية رافعة ضغط هامة حيال الحوثيينومؤيديهم، ورافعة الضغط توجد في واشنطن، حيث يسعون إلى إعادة الأطراف لطاولةالمفاوضات، هذه المرة برعاية ومساعدة سلطنة عُمان"، منوها أنه "يفترضبالولايات المتحدة وإسرائيل أن تكونا قلقتين من نتائج النزاع في اليمن، وبالتأكيد،في حال منح انسحاب الإمارات ريح إسناد للحوثيين".
ورأى أن "هذا الانسحاب من شأنه أن يعزز التعاون بين جماعةالحوثي وإيران، ويزداد بعد الحرب، بأن تسيطر قوات الحوثي على دولة الشمال، وتواصلضرب المنشآت الاستراتيجية في السعودية، وتهدد حرية الملاحة في البحرالأحمر".
وأكد المركز في نهاية تقديره، أن "وهن محور الرياض - أبو ظبي فياليمن، سيخدم إيران وسيكون له تأثير سلبي على مصالح إسرائيل والولايات المتحدة،الساعيتان لتشديد الضغط على إيران وشركائها في المنطقة".
مزيد من التفاصيل