بين التربية والترويض - منتديات المطاريد
بسم الله الرحمن الرحيم
وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَٰهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَٰهٌ ۚ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (84) وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (85) "الزخرف"

منتديات المطاريد | الهجرة الى كندا | الهجرة الى استراليا

 


DeenOnDemand


BBC NEWS

    آخر 10 مشاركات

    Arabic Discussion Forum with a Special Interest in Travel and Immigration

    Immigration to Canada, Australia, and New Zealand

    Egypt and Middle East Politics, History and Economy

    Jobs in Saudi Arabia, USA, Canada, Australia, and New Zealand

    العودة   منتديات المطاريد > إعلام وثقافة وفنون > صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح

    صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح وسائل إعلام مسموع ومقروء ومرئى

    صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح

    بين التربية والترويض


    الهجرة إلى كندا والولايات المتحدة واستراليا

    مواقع هامة وإعلانات نصية

    إضافة رد
     
    أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
    قديم 25th September 2019, 06:29 AM المستشار الصحفى غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 1
    Field Marshal
     





    المستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud of

    new بين التربية والترويض

    أنا : المستشار الصحفى






    في أكثر من كتاب وأكثر من جنس أدبي، يطرح عبد الكبير الخطيبي (1938 - 2009)، مسألة "مجتمع الوصاية" والذي يعرّفه مثلاً في آخر كتبه "الكاتب وظلّه" (2008)، باعتباره مجتمعاً لا يكون فيه القانون إلّا كـ"برّانية مطلقة، تقوم على الطاعة والخوف".

    لم يكن الخطيبي لوحده من عبّر عن ذلك، فكل المفكرين الاجتماعيين العرب، وبغض النظر عن تخصصاتهم، من سوسيولوجيا وأنثروبولوجيا أو تحليل نفسي، سيقفون على ذلك. ولكن على الرغم من هذا النقد اللاذع لمجتمع الوصاية أو "المجتمع الأبوي" بتعبير هشام شرابي أو "خطاطة الشيخ والمريد" بتعبير عبد الله حمودي، فإنّ ما يوحّد بين هذه الكتابات وغيرها هو أنها لم تقدّم لنا نظرية في التربية. لقد فكّرت في التربية بشكل سلبي، فاكتفت برفض تلك التربية القائمة على الوصاية، دون أن تغامر في بناء نظرية في التربية.

    طبعاً، لا يمكننا أن نطلب ذلك من علم الاجتماع أو الأنثروبولوجيا، ولا يمكن أن ننتقدهم لأنهم لم يقوموا به، ولكن وجب أن ننتقد الفلسفة العربية الحديثة والمعاصرة والتي لم تنجح في أن تتحول إلى فلسفة اجتماعية، إذ إن فلسفة لا تأخذ سؤال التربية بالاعتبار لم تفهم - برأيي - شيئاً عن دورها بعد، ولم تفهم أن الفلسفة الحديثة، منذ التنوير إن لم يكن قبله، مع النهضة والإصلاح الديني، تفكير في التربية، أو تفكير ضد الترويض، وبلغة الخطيبي أيضاً ضد برانية القانون. ولهذا نعيش القانون في ظل الخوف والطاعة، لا نشعر به ينبع من داخلنا، ولا نشعر به تعبيراً عن حريتنا الفردية ومسؤوليتنا المجتمعية.

    سيكتب المستشرق الألماني فان إس في محاورة جمعته باللاهوتي هانس كونغ، أن المسلم يعيش دينه خارجياً، وندرك اليوم، بأننا لا نعيش ديننا وحده بشكل برّاني، بل إن هذه البرانية تحكم علاقتنا بالسلطة والمجتمع، بالأحياء والأموات، بالحداثة والتراث... وأيضاً بالمجال العام الذي لا نشعر بانتماء إليه. وبعبارة أخرى إننا لا نعيشها انطلاقاً من الفرد وحريته، ولكن انطلاقاً من الوصاية. وحين نقول الوصاية، نقول بالضرورة الترويض.

    يفرّق إمانويل كانط بوضوح بين التربية والترويض، معتبراً أن التربية هبة التنوير. فهدفها خلق مواطن حر الإرادة، في حين يهدف الترويض إلى خلق أتباع. يكتب كانط في كتابه "عن مفهوم التربية" الآتي: "يمكننا أن نروّض الإنسان ونلقنه بشكل ميكانيكي، أو أن نعمد فعلاً إلى تنويره. يمكننا ترويض الكلاب والأحصنة، ولكن يمكن أيضاً ترويض الإنسان".

    ويؤكد ذلك كلام حمودي عن العلاقة التي يقيمها الشيخ بالمريد، متحدثاً في أكثر من مرة، واستناداً إلى تراجم رجالات الصوفية، عن سلب إرادة المريد من طرف الشيخ؛ "فهم يربَّون مثل الأطفال، والحال أنهم بلغوا سن الرجال!"، أو كلام شرابي عن تلك التربية أو الثقافة التي تؤسّس لغياب المساواة بين الرجل والمرأة، وما يفرزه ذلك برأيه من "غياب مبدأ المساواة في المجتمع".

    إن المعركة بين التربية والترويض هي معركة تدور رحاها حول الإرادة، فالترويض، دينياً كان أم سياسياً، همُّه الشاغل كبت هذه الإرادة، ودفعنا إلى قمعها بشكل إرادي، بل وإلى المبالغة والاحتفاء بذلك. ألم يكن كانط صادقاً في دعوته للحؤول دون نشوء عادات لدى الطفل، لأنَّ ذلك يحول دون شعور الطفل بالحرية؟

    لكن الترويض يقوم على إنتاج وإعادة إنتاج العادات، وهي التي تتحوّل إلى نوع من التقاليد لاحقاً، كاللطم أو تقبيل الأيدي والأرجل، وبلغة أخرى إلى طبيعة ثانية للإنسان، ويصبح الخروج عليها ضرباً من التهوُّر أو الهرطقة.


    * كاتب وأستاذ فلسفة من المغرب









    مزيد من التفاصيل

     

    الموضوع الأصلي : بين التربية والترويض     -||-     المصدر : منتديات المطاريد     -||-     الكاتب : المستشار الصحفى

     

     


     
    رد مع اقتباس


    Latest Threads By This Member
    Thread Forum Last Poster Replies Views Last Post
    تطوير كاميرات المراقبة لضبط استخدام الهواتف... أخبار بريطانيا وأيرلندا المستشار الصحفى 0 1 16th April 2024 03:04 AM
    متاجر ?Penneys? تخفض أسعار ملابس الأطفال لمساعدة... أخبار بريطانيا وأيرلندا المستشار الصحفى 0 1 16th April 2024 03:04 AM
    توقعات بتحسن الأحوال الجوية مع ارتفاع درجات... أخبار بريطانيا وأيرلندا المستشار الصحفى 0 1 16th April 2024 03:04 AM
    انخفاض حاد في فرص العمل للمحترفين بنسبة 30% مع... أخبار بريطانيا وأيرلندا المستشار الصحفى 0 1 16th April 2024 03:04 AM
    وزير البيئة: قضية المناخ ستكون المحور الرئيسي في... أخبار بريطانيا وأيرلندا المستشار الصحفى 0 1 16th April 2024 03:04 AM

    إضافة رد

    مواقع النشر (المفضلة)


    أدوات الموضوع
    انواع عرض الموضوع

    الانتقال السريع

    Currency Calculator
    Your Information
    RSS RSS 2.0 XML MAP HTML


    Powered by vBulletin® Version 3.8.8
    .Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
    (جميع الأراء والمواضيع المنشورة تعبِّر عن رأي صاحبها وليس بالضرورة عن رأي إدارة منتديات المطاريد)
    SSL Certificate   DMCA.com Protection Status   Copyright  


    تنبيه هام

     يمنع منعاً باتاً نشر أى موضوعات أو مشاركات على صفحات منتديات المطاريد تحتوى على إنتهاك لحقوق الملكية الفكرية للآخرين أو نشر برامج محمية بحكم القانون ونرجو من الجميع التواصل مع إدارة المنتدى للتبليغ عن تلك الموضوعات والمشاركات إن وجدت من خلال البريد الالكترونى التالى [email protected] وسوف يتم حذف الموضوعات والمشاركات المخالفة تباعاً.

      كذلك تحذر إدارة المنتدى من أى تعاقدات مالية أو تجارية تتم بين الأعضاء وتخلى مسؤوليتها بالكامل من أى عواقب قد تنجم عنها وتنبه إلى عدم جواز نشر أى مواد تتضمن إعلانات تجارية أو الترويج لمواقع عربية أو أجنبية بدون الحصول على إذن مسبق من إدارة المنتدى كما ورد بقواعد المشاركة.

     إن مشرفي وإداريي منتديات المطاريد بالرغم من محاولتهم المستمرة منع جميع المخالفات إلا أنه ليس بوسعهم إستعراض جميع المشاركات المدرجة ولا يتحمل المنتدى أي مسؤولية قانونية عن محتوى تلك المشاركات وإن وجدت اى مخالفات يُرجى التواصل مع ادارة الموقع لإتخاذ اللازم إما بالتبليغ عن مشاركة مخالفة أو بالتراسل مع الإدارة عن طريق البريد الالكترونى التالى [email protected]