تشهد مناطق التماس في الشمال السوري هدوءا حذرا عقب اشتباكات عنيفة استمرت حتى ساعات متأخرة من يوم أمس، بين قوات "الجيش الوطني" المدعومة من تركيا و"قوات سورية الديمقراطية" (قسد) المدعومة من قوات النظام السوري.
وتحاول قوات سورية الديمقراطية الوصول إلى المناطق الحدودية مع تركيا، خلافا للاتفاق الروسي- التركي الأخير، كما تقول أنقرة.
وقالت مصادر محلية إن أشد المعارك وقعت في منطقة أبو راسين على محور يمتد 2 كلم واستمرت حتى فجر اليوم الأربعاء، بينما تتواصل الاشتباكات المتقطعة بين الطرفين على محاور جنوب مدينة رأس العين.
ويسعى "الجيش الوطني" للسيطرة على بلدة أبو راسين وعدد من القرى المجاورة في ريف رأس العين لمنع وصول قوات النظام إلى الحدود، بعد أن كانت تلك القوات قد انتشرت هناك في الأيام الأخيرة.
وسيطرت قوات "الجيش الوطني" على مقرات أنشأتها قوات النظام السوري، في الأيام الماضية، في محيط مدينة رأس العين، كما أعلنت إسقاط طائرة استطلاع لمليشيا "قسد" على محور مدينة رأس العين، وذلك خلال تصديه لمحاولة تقدم من قبل قسد وقوات النظام نحو قرية يالشلي بريف مدينة منبج.
وقالت مصادر محلية إن الاشتباكات التي بدأت بمناوشات بين الطرفين وقصف مدفعي، تطورت إلى مواجهة مباشرة زادت وتيرتها في اليومين الماضيين وأدت لسقوط قتلى في صفوف الجانبين.
وقالت شبكة "الخابور" المحلية، إن مليشيا "قسد" استولت على منازل للمدنيين وحولتها إلى نقاط عسكرية في قرى مشيرفة والخضراوي والأسدية شرق رأس العين.
وكانت تركيا أعلنت أن قواتها أسرت جنود تابعين للنظام السوري في منطقة رأس العين، ونقلت وكالة "الأناضول" عن وزارة الدفاع التركية، قولها إنه "تم القبض على 18 شخصا ادعوا أنهم من عناصر النظام خلال أنشطة التمشيط والاستطلاع وبسط الأمن جنوب شرقي رأس العين".
وتداول نشطاء التواصل الاجتماعي مقطع فيديو، يظهر اللحظات الأولى لأسر جنود النظام ببلدة تل الهوى بريف مدينة رأس العين من قبل عناصر "الجيش الوطني".
ونقلت وسائل إعلام روسية عن مصادر عسكرية مطلعة، قولها إن مشكلة هؤلاء الأسرى ستحل صباح اليوم الأربعاء.
إلى ذلك، كشفت وزارة الدفاع الروسية، أنه جرى إخراج 34 ألفا من عناصر مليشيا "قسد"، من المنطقة الآمنة شمالي سورية، في إطار الاتفاق التركي - الروسي.
وقال مدير "مركز المصالحة الروسي" في سورية التابع للوزارة يوري بورينكوف، في بيان له مساء أمس: "الطرف الروسي نفذ تماما التدابير المنصوص عليها في مذكرة التفاهم الموقعة بين روسيا وتركيا في 22 أكتوبر/تشرين الأول 2019"، مضيفا أنه انسحب مع نهاية المهلة المحددة في الاتفاق مساء أمس 34 ألف عنصر، يشكلون 68 فصيلا تابعين لـ"قسد" إضافةً إلى سحب أكثر من ثلاثة آلاف قطعة من الأسلحة والمعدات العسكرية لمسافة 30 كلم عن خط التماس مع القوات المسلحة التركية".
وأوضح أن قوات النظام أقامت 84 مخفراً على الحدود التركية، 60 منها في القامشلي، و24 أخرى في منطقة عين العرب شمال حلب، كما أشار إلى أن "الشرطة العسكرية الروسية سيرت دوريات، في مسارات جرابلس-كوران، القامشلي- فقيرة، والقامشلي-سيمالكا، منذ 23 أكتوبر 2019.
من جانبه، قال وزير الدفاع التركي، خلوصي آكار، مساء أمس إن تسيير دوريات مشتركة مع روسيا شمال شرقي سورية سينطلق قريباً، فيما قال رئيس دائرة الاتصال بالرئاسة التركية، فخر الدين ألطون، إن بلاده ستتأكد مما إذا كانت مليشيا قسد انسحبت أم لم تنسحب من المنطقة الآمنة في سورية عبر الدوريات المشتركة مع روسيا.
كما اندلعت اشتباكات مساء أمس بين قوات النظام و"قسد" في محيط مدينة دير الزور، بحسب شبكة "دير الزور 24" التي قالت إن الاشتباكات وقعت في بلدتي الحسينية والجنينة غرب مدينة دير الزور، عقب قيام "قسد" بقصف مواقع النظام، المتمركزة في محيط حي هرابش والجورة التي ردت بقصف مواقع "قسد" في بلدة الجنينة.
من جهة أخرى، تقدم عدد من وجهاء المنطقة الشرقية المقربين من النظام السوري بطلب لرئيس النظام بشار الأسد بإصدار عفو عن المنتسبين إلى "قسد" ليتسنى لهم تشكيل مليشيا رديفة لقوات النظام حسب تعبيرهم.
مزيد من التفاصيل