قُتل 65 شخصاً على الأقل حين اندلعت النيران في قطار ركاب بوسط باكستان، بحسب ما أعلنت وزيرة الصحة المحلية ياسمين رشيد، اليوم الخميس. وقالت إنه يجري نقل أكثر من أربعين جريحا إلى المستشفيات في المنطقة.
وكان القطار يشق طريقه في إقليم البنجاب شرقي البلاد، وعمد بعض ركاب القطار السريع إلى الموقد لإعداد وجبة الإفطار، ما أدى لاندلاع حريق ضخم التهم ثلاث عربات بأكملها. قال مسؤولون إن الحريق انتشر من عربة إلى عربة بينما كان القطار يقترب من بلدة لياقب بور في البنجاب.
وروى ناجون لحظات الرعب التي عاشوها بينما كانوا يقفزون من نوافذ القطار، حيث تصاعدت ألسنة اللهب من العربات: "سمعنا صراخا وبكاء وعويلا من أشخاص يطلبون المساعدة"، وفقا لما قاله تشودري شوجات، الذي كان على متن القطار برفقة زوجته وطفليه. وأضاف "ظننت أننا سنموت. شب حريق في العربة التي بجوارنا. لذا شعرنا باليأس والعجز".
وذكر نائب مفوض بلدة رحيم يار خان، جميل أحمد، أن الحريق اندلع نتيجة لانفجار موقد غاز أثناء قيام ركاب بإعداد الإفطار على متن القطار. وأضاف أن حصيلة القتلى ارتفعت بشكل مطرد منذ الصباح الباكر."كثير من الركاب المصابين قفزوا من القطار - معظمهم ماتوا - بعد نشوب الحريق"، وفقا لأحمد. وقال إن القطار أبطأ سرعته رويدا رويدا إلى أن توقف.
من جانبه، ذكر وزير السكك الحديد الباكستاني، شيخ راشد أحمد، أن ركابا فقراء غالبا ما يجلبون معهم مواقد غاز صغيرة على متن القطار من أجل الطهي، رغم مخالفة ذلك للقواعد. وأضاف أن أفراد جماعة وعظ الإسلامية، تعرف باسم "تبليغي"، كانوا يعدون وجبة الإفطار، ما شكل انتهاكا لقواعد السكك الحديد التي تمنع الركاب من استخدام مواقد الغاز في القطارات.
وقال المسؤول في السكك الحديد، شبير أحمد، إن جثث الركاب كانت منتشرة بمنطقة يبلغ طولها كيلومترين. وقد "هرع سكان القرى المجاورة إلى القطار حاملين دلاء من الماء، ومعاول للمساعدة في إطفاء الحريق. لكن كان الأمر مستحيلا"، وفقا لأحمد.
وخلال ساعات الصباح، تفحص رجال إنقاذ الأنقاض المتفحمة بحثا عن ناجين ومساعدة الجرحى. وأظهرت لقطات تلفزيونية، بثتها وسائل إعلام باكستانية محلية من مكان الحادث، حريقا هائلا بينما يعمل رجال الإطفاء جاهدين للسيطرة عليه. وقالت السلطات إنها لا تزال تحاول التعرف على الضحايا، وليس لديها قوائم للقتلى والمصابين حتى الآن. وأضافت أن قطارا آخر سينقل الناجين إلى مدينة روالبندي.
وقالت رشيد، للصحافيين إن الطاقم الطبي يقدم أفضل علاج ممكن للجرحى في مستشفى في لياقب بور. وأشارت إلى أن المصابين بجروح خطيرة سينقلون إلى مدينة مولتان، أكبر مدينة قريبة من موقع الحادث.
وقال نائب وزير المقاطعات، جميل أحمد، إن القطار كان في طريقه من مدينة كراتشي، عاصمة إقليم السند الجنوبي، إلى روالبندي عندما اندلع الحريق. وأوضح الجيش الباكستاني إن قوات الجيش ستشارك أيضا في عملية الإنقاذ.
وأصدر الرئيس عارف علوي ورئيس الوزراء عمران خان بيانين أعربا فيهما عن حزنهما من المأساة. غالباً ما تكون حوادث القطارات في باكستان نتيجة لضعف البنية التحتية للسكك الحديد والإهمال الرسمي. وأشارت تقارير وسائل الإعلام اليوم الخميس إلى أن مسؤولي السكك الحديد لم ينتبهوا عندما استقل الركاب القطار وهم يحملون مواقد غاز فردية.
ونقل خان عبر (تويتر) تعازيه لأسر الضحايا، وقال إنه يدعو من أجل الشفاء العاجل للمصابين. كما أمر رئيس الوزراء بإجراء تحقيق عاجل في الحادث.
وغالباً ما تقع حوادث القطارات في باكستان نتيجة لضعف البنية التحتية للسكك الحديدية والإهمال الرسمي، وأشارت تقارير وسائل الإعلام اليوم الخميس إلى أن مسؤولي السكك الحديد لم ينتبهوا عندما استقل الركاب القطار وهم يحملون مواقد غاز خاصة بهم.
في يوليو/ تموز، من هذا العام اصطدم قطار ركاب بقطار شحن في محطة سكة حديد والار في منطقة رحيم يار خان، مما أسفر عن مقتل 20 شخصًا على الأقل وإصابة 74 آخرين. وقبل ذلك بشهر، اصطدم قطار ركاب كان في طريقه إلى مدينة لاهور من مدينة كراتشي الساحلية بقطار شحن في مدينة حيدر أباد الجنوبية، مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص.
(فرانس برس/أسوشييتد برس)
مزيد من التفاصيل