مع تواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وتصاعد حدة التوتر علىحدود القطاع، تبقى كافة الاحتمالات متاحة بحسب مختصين، فإما الذهاب إلى مواجهة مفتوحة أو جولة تصعيد محدودة.
وأدى العدوان الإسرائيلي الذي بدأ فجر أمس، إلى ارتقاء 11 شهيدا؛ بينهمالقيادي البارز في سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، بهاء أبو العطا،وزوجته، في استهداف إسرائيلي بحي الشجاعية شرق مدينة غزة، وإصابة عشرات المواطنينجراء القصف الإسرائيلي.
وفي معركة الرد التي تخوضها أجنحة المقاومة الفلسطينية على جرائم الاحتلال،أطلقت المقاومة خلال الساعات الماضية عدة رشقات صاروخية تجاه المستوطنات الإسرائيلية،ودوّت صافرات الإنذار في العديد من المستوطنات القريبة من قطاع غزة، وكذلك المناطقالقريبة من "تل أبيب".
وتحدث أمس، رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، عن عملية اغتيالالقيادي أبو العطا، وأكد أنه "أعطى الضوء الأخضر لعملية الاغتيال"،منوها أن "قرار تصفيته جاء بعد معلومات استخباراتية تفيد بأنه ماض نحو الإعدادللمزيد من الهجمات الصاروخية ضد إسرائيل".
وزعم نتنياهو، أن "إسرائيل ليست معنية بالتصعيد، ولكن سنفعل ما هومطلوب منا".
وحول قراءته لساعات القادمة في ظل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة،رجح الباحث المختص في الشأن الإسرائيلي، عماد أبو عواد، أن "تعود الأمور إلىحالة الهدوء لعدة أسباب، من الناحية الإسرائيلية؛ الاحتلال تدرك أن حرب طويلة غير مرغوب فيها بالنسبة له، ولن تؤدي إلى تغيير الواقع، بل علىالعكس تماما؛ ربما تكون في صالح المقاومة".
اقرأ أيضا: 14 شهيدا في ثاني أيام العدوان على غزة والمقاومة ترد (شاهد)
وأضاف في حديثه لـ"عربي21":"إسرائيل لا تريد حرب طويلة، وتحاول قدر الإمكان أن يكون التصعيد محدود، إضافةإلى أن تل أبيب تدرك أنها لن تحسم المعركة وستعود إلى المربع الأول"، لافتا أن "هناك مخاوف إسرائيلية حقيقة حولقدرات المقاومة".
وفيما يخص الجانب الفلسطيني، ذكر أبو عواد، أن"المقاومة ترى نفسها في مرحلة إعداد، وبالتالي لا داعي إلى الاستنزاف فيالوقت الحالي، ومحاولة كسر الحصار وتحقيق المطالب وتجنيب القطاع المحاصر ويلاتالحرب، وهو الأمر المفضل لديها على الأقل في هذ المرحلة، لذا أرجح ان يكون هناكهدوء خلال الفترة القريبة المقبلة".
وبشأن ما جاء في خطاب رئيس حكومة الاحتلال أمس،بين أن "المتتبع لهذا الخطاب، يرى أن نتنياهو يعمل على دعاية سياسية داخليةالمراد منها عدة أمور؛ أولا: منع إقامة حكومة من غير اليمين الإسرائيلي، وبالتالييجب أن تكون الحكومة القادمة مركزها اليمين في إسرائيل برئاسة نتنياهو".
توسيع العمليات
والأمر الثاني، بحسب أبو عواد في حديثهلـ"عربي21"، أنه "في حال فشل تشكيل أي حكومة، سيكون هذا الخطاببمثابة دعاية انتخابية للانتخابات الثالثة التي ربما تجرى خلال الفترةالمقبلة"، لافتا أن "نتنياهو يريد أيضا إيصال عدة رسائل أهمها؛ أنه هورجل الأمن الأول، ويستطيع أن يواجه المقاومة، إضافة لإسكات الأصوات التي طالبتهمرارا بالتعامل مع قطاع غزة".
وفي تقديره لجولة التصعيد بين المقاومةوالاحتلال، ذكر أستاذ العلوم السياسية هاني البسوس، أنه "يتضح من خطاب نتنياهوأن هناك استعدادات إسرائيلية للمضي قدما في العملية العسكرية لو اضطرت لذلك".
وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أن "إعلانحالة الطوارئ القصوى في الكيان، والاستعدادات العسكرية والخطب السياسية خلال الأيامالماضية، تدلل على نية جيش الاحتلال توسيع نطاق العمليات العسكرية، خاصة إذا وسعت المقاومةنطاق استهداف المستوطنات والمدن الإسرائيلية".
اقرأ أيضا: غرفة الفصائل: ندير المواجهة بالتوافق مع جميع الأجنحة المسلحة
وقدر البسوس، أن "تصريحات نتنياهو ورئيس الشباك،تأتي من أجل تهيئة الجمهور الإسرائيلي لمزيد من الوقت والالتزام بالأوامروالتعليمات الخاصة بالوضع الأمني".
وأشار إلى أن "نتنياهو الذي يجلس على رأسحكومة مؤقته، سعى من خلال عملية اغتيال القائدأبو العطا، لقطع الطريق على الجنرال بيني غانتس (رئيس حزب "أزرق أبيض"والمكلف حاليا بتشكيل حكومة إسرائيلية جديدة) من تشكيل حكومة ائتلاف إسرائيلية،كما تعطي عملية الاغتيال نتنياهو إمكانية البقاء كرئيس حكومة طوارئ لدىالاحتلال".
ونوه أستاذ العلوم السياسية، أن الوزير نفتاليبينت الذي حل مكان نتنياهو في وزارة الحرب، "يريد أن يثبت نفسه لدى الشارع الإسرائيلي،بأنه قادر على قمع فصائل المقاومة، طمعا في تحقيق إنجازات سياسية في أي انتخابات إسرائيليةمقبلة".
وأكد أن "عملية التصعيد والعدوان الإسرائيليالحالي على غزة، ما هو إلا تصدير للأزمة السياسية الإسرائيلية إلى قطاع غزة حتى لوأدى ذلك إلى حرب، وهذا أمر وارد".
ونبه البسوس، أن "وقف الجولة الحالية من المواجهةالعسكرية، يعتمد على مدى تعاطي الاحتلال مع شروط فصائل المقاومة الفلسطينية، والتيتضغط باتجاه تخفيف الحصار عن غزة وضمان عدم المساس بقيادات الشعب الفلسطيني".
مزيد من التفاصيل