أنا والسباحة والموت - منتديات المطاريد
بسم الله الرحمن الرحيم
وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَٰهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَٰهٌ ۚ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (84) وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (85) "الزخرف"

منتديات المطاريد | الهجرة الى كندا | الهجرة الى استراليا

 


DeenOnDemand


BBC NEWS

    آخر 10 مشاركات

    Arabic Discussion Forum with a Special Interest in Travel and Immigration

    Immigration to Canada, Australia, and New Zealand

    Egypt and Middle East Politics, History and Economy

    Jobs in Saudi Arabia, USA, Canada, Australia, and New Zealand

    العودة   منتديات المطاريد > إعلام وثقافة وفنون > صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح

    صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح وسائل إعلام مسموع ومقروء ومرئى

    صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح

    أنا والسباحة والموت


    الهجرة إلى كندا والولايات المتحدة واستراليا

    مواقع هامة وإعلانات نصية

    إضافة رد
     
    أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
    قديم 10th December 2019, 07:51 PM المستشار الصحفى غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 1
    Field Marshal
     





    المستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud of

    new أنا والسباحة والموت

    أنا : المستشار الصحفى




    كما يقولون، الموت أقرب إلينا مما نتخيّل، فقد تستنشق الهواء ولا تخرجه وخلال ثوانٍ معدودة تحمل لقب "المرحوم" أو الفقيد بعد أن كنت ترسم حياتك فيما بعد السبعين، وقد تنام ولا تستيقظ، وقد تبني أحلاماً لما بعد التقاعد ثم يخطفك الموت فجأة في ثانية، وقد تتعرّض لمرض عضال وتستسلم للموت وتتخيل أنه أقرب إليك من أي وقت مضى، فإذا بالله سبحانه وتعالى يشفيك ويطيل في عمرك أكثر مما كنت تتمنى.

    وقد يحترق أحد أجنحة الطائرة التي تستقلها، كما حدث لي قبل سنوات، فتتخيل أنك ستحترق بعد لحظات، أو أنك ستطير في الهواء الطلق ثم يتفتت جسدك خلال ثوانٍ بعد أن يرتطم بشدة بالأرض، أو تأكلك الحيتان لو كان سقوطاً في البحر، فإذا بالقدر ينجيك من موت محقق.

    كل ذلك معروف، فالموت قد يأتيك من حادث سير، أو بسبب السقوط من أعلى مبنى، أو من مرض تافه، أو بسبب كبر السن والتقدّم في العمر، وقد يأتيك وأنت بكامل عافيتك، وقد يأتيك وسط المياه وأنت تسبح مقاوماً الأمواج، ظناً منك أنك أبرع من "فيلبس" أفضل سباح في العالم، وقد لا يأتيك الموت رغم غرقك المتكرر.

    المشهد الأول
    كنت لا أتجاوز الخامسة من عمري، كل يوم أرى الأطفال يتسابقون على السباحة في الترعة التي تحيط بقريتي من جهتي الشمال والشرق، أشعر بالغيرة الشديدة، فأنا عدو ما لا أعرفه، لدي رغبة شديدة في تعلم السباحة، لأن جميع من حولي يتقن هذه الرياضة، لا أحد يريد تعليمي لأنني صغير السن، "لسا بدري عليك"، هكذا كان يردد الكبار دوماً على مسامعي.

    في أحد الأيام قررت أن أسبح لوحدي في بركة مياه متفرعة من الترعة الأصلية ولا يتجاوز عرضها 10 أمتار وطولها 15 متراً، كانت البركة تغذي الزراعات المحيطة بها بالمياه، وكانت عميقة من المنتصف حيث الماء الأزرق لكنها ليست كذلك على الجوانب الأربعة، وكان يوجد فيها أنواع مختلفة من الأسماك التي كنا نتقن نحن الأطفال اصطيادها مثل البلطي والقرموط.

    أقنعت نفسي بالسباحة على شاطئ البركة، لن أغامر وأنزل إلى المنتصف في حال عدم وجود شخص كبير بجانبي، هكذا قلت لنفسي، نزلت البركة وكلي حماس شديد لتعلم السباحة، لم أشعر بعدها إلا ويد شخص كبير تنتشلني من الغرق، لقد غرقت في أول ثوانٍ حينما انزلقت قدماي الصغيرتان إلى وسط البركة.

    المشهد الثاني
    رغم هذا الحادث الأخير الذي لم يفارق ذاكرتي طوال الخمسين عاماً الماضية، وكان حديث العائلة في ذلك الوقت، ازداد إصراري على تعلم السباحة، كيف ذلك، والكبار يرفضون تعليمي بحجة أنني ما زلت صغير السن.

    في أحد أيام شهر يوليو/ تموز شديد الحرارة وبينما الجميع قد ذهب إلى البيت لتناول وجبة الغداء، أو يستريح لبعض الوقت أسفل الأشجار المنتشرة في المكان لتفادي موجة الحر، هبطت إلى الترعة بمفردي، كانت خطتي تقوم على السباحة مع التيار وليس ضده والعوم بجوار الشاطئ، وبالتالي أتفادى مخاطر وسط الترعة، أو أن يجرفني التيار إلى الداخل، في أول مرة نجحت الفكرة، كررت الأمر مرة ثالثة ورابعة وخامسة إلى أن طمعت وابتعدت عن الشاطئ حوالي متر، وحدث ما لم أتوقعه، لقد جرفني التيار إلى الداخل.

    وفي ثوانٍ قليلة سحبني الموج إلى منتصف الترعة، شعرت بأنني أغرق، ومع هذا الإحساس تتعلق بقشة، تماسكت، في تلك اللحظة فعلت ما يفعله الكبار حينما يهدأون ويفكرون في المرحلة المقبلة، وبهدوء بدأت أحرك قدمي حتى أطفو فوق سطح الماء، وبهدوء حركت ذراعي للأمام، أخيراً الحمد لله عدت إلى الشاطئ، ثوانٍ مرت عليّ وكأنها سنوات، لم أتب وأتوقف، بل عدت في اليوم الثاني، لكن هذه المرة كان حذري أكبر وتعلمي أسرع.


    المشهد الثالث
    في يوم من أيام الصيف ذهبنا مجموعة من الصبية إلى ترعة الإبراهيمية الواقعة بالقرب من مدينة شبرا الخيمة شمال القاهرة، كنا في المرحلة الإعدادية، طلب مني أحد الأطفال أن أصحبه لأنه يريد أن يتعلم السباحة، في البداية رفضت لأن أهله يخافون عليه بشدة، ومع إصراره وافقت.

    وصلنا إلى الجسر، هبطنا إلى شاطئ الترعة العميقة، على الشاطئ علمته مبادئ السباحة ودربته عليها بشكل عملي لمدة نصف ساعة، وبعدها طلبت منه أن يخرج من المياه ويجلس على الشاطئ لأنني أريد أن أسبح في وسط المياه.

    أومأ برأسه موافقاً، استدرت بظهري سابحاً قاطعاً الترعة بالعرض لأصل إلى الشاطئ الآخر، وما هي إلا لحظات حتى سمعت صراخاً لسائق شاحنة: "إلحق، الولد يغرق"، التفت خلفي فوجدت ذلك الصبي الذي كنت أعلمه السباحة منذ ثوانٍ، سارعت لإنقاذه فإذا به يمسك بي وبعنقي ونغرق معاً..!

    كان جسمه سميناً، وما إن أمدّ يدي إليه لأنتشله من الغرق حتى يأخذني هو إلى الأسفل، ثم هداني الله إلى حيلة لإنقاذه وهي دفعه دفعاً نحو الشاطئ مع عدم الاقتراب منه، دفعته بالقوة نحو الشاطئ إلى أن نجانا الله معاً من الغرق، وبسرعة الصاروخ وصل الخبر إلى أمه التي جاءت على عجل متهمة إياي بأنني كنت السبب في غرق ابنها. كان يوماً مشهوداً.

    المشهد الرابع
    قاطعت هواية السباحة سنوات طويلة بسبب مشاغل العمل وعدم وجود وقت فراغ، وبعد هذه السنوات ذهبت إلى حمام السباحة لأستعيد ذاكرتي مع هذه الرياضة المفضلة منذ نعومة أظافري، فجأة قفزت إلى وسط حمام السباحة محاولاً تقليد أبرع السباحين العالميين، فإذا بشد عضلي قاتل أصاب ساقي اليمنى جعلني لا أستطيع تحريكها وأنا تحت المياه، فجأة وجدت نفسي لا أستطيع تحريك كل جسدي وأنا في قاع حمام السباحة.

    بعد ثوانٍ كانت قدماي أعلى المياه وجسمي كله أسفله، بدأت أشرب مياهاً، أريد أن أصرخ، فلم أستطع، فأنا تحت الماء، أريد أن أستنجد بأحد لينقذني فلم أستطع لأن رأسي كان بالأسفل فأنا مقلوب، ثوانٍ مرت كسنوات طويلة، لاحظ من حولي ما أمرّ به فتسابقوا لإنقاذي، وبصعوبة شديدة عدلت جسدي ووصلت إلى حافة حمام السباحة.. ساعتها تعلمت درساً وهو: إياك أن تنقطع عن السباحة لفترة طويلة، وإذا انقطعت فعودتك يجب أن تكون بهدوء.






    مزيد من التفاصيل

     

    الموضوع الأصلي : أنا والسباحة والموت     -||-     المصدر : منتديات المطاريد     -||-     الكاتب : المستشار الصحفى

     

     


     
    رد مع اقتباس


    Latest Threads By This Member
    Thread Forum Last Poster Replies Views Last Post
    إعصار "جاماني" يجتاح مدغشقر: قتلى وآلاف... صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح المستشار الصحفى 0 1 29th March 2024 11:54 AM
    مراسل "العربي الجديد": "حزب الله" اللبناني ينعى... صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح المستشار الصحفى 0 1 29th March 2024 11:54 AM
    مصدر في "حزب الله" لـ"العربي الجديد": 5 شهداء... صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح المستشار الصحفى 0 1 29th March 2024 11:54 AM
    مصر: 1.1 مليار دولار عاجلة من أوروبا للجم التدهور... صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح المستشار الصحفى 0 1 29th March 2024 11:54 AM
    توقعات باستفادة الليرة التركية من انتخابات... صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح المستشار الصحفى 0 1 29th March 2024 11:54 AM

    إضافة رد

    مواقع النشر (المفضلة)


    أدوات الموضوع
    انواع عرض الموضوع

    الانتقال السريع

    Currency Calculator
    Your Information
    RSS RSS 2.0 XML MAP HTML


    Powered by vBulletin® Version 3.8.8
    .Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
    (جميع الأراء والمواضيع المنشورة تعبِّر عن رأي صاحبها وليس بالضرورة عن رأي إدارة منتديات المطاريد)
    SSL Certificate   DMCA.com Protection Status   Copyright  


    تنبيه هام

     يمنع منعاً باتاً نشر أى موضوعات أو مشاركات على صفحات منتديات المطاريد تحتوى على إنتهاك لحقوق الملكية الفكرية للآخرين أو نشر برامج محمية بحكم القانون ونرجو من الجميع التواصل مع إدارة المنتدى للتبليغ عن تلك الموضوعات والمشاركات إن وجدت من خلال البريد الالكترونى التالى [email protected] وسوف يتم حذف الموضوعات والمشاركات المخالفة تباعاً.

      كذلك تحذر إدارة المنتدى من أى تعاقدات مالية أو تجارية تتم بين الأعضاء وتخلى مسؤوليتها بالكامل من أى عواقب قد تنجم عنها وتنبه إلى عدم جواز نشر أى مواد تتضمن إعلانات تجارية أو الترويج لمواقع عربية أو أجنبية بدون الحصول على إذن مسبق من إدارة المنتدى كما ورد بقواعد المشاركة.

     إن مشرفي وإداريي منتديات المطاريد بالرغم من محاولتهم المستمرة منع جميع المخالفات إلا أنه ليس بوسعهم إستعراض جميع المشاركات المدرجة ولا يتحمل المنتدى أي مسؤولية قانونية عن محتوى تلك المشاركات وإن وجدت اى مخالفات يُرجى التواصل مع ادارة الموقع لإتخاذ اللازم إما بالتبليغ عن مشاركة مخالفة أو بالتراسل مع الإدارة عن طريق البريد الالكترونى التالى [email protected]