تتوالى ردود الفعل على مقتل قائد "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني وآخرين في ضربة جوية أميركية استهدفتهم في مطار بغداد الدولي، وسط مخاوف من تأزم الصراع بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران، وتدهور الوضع في الشرق الأوسط.
وفي وقت وجّه الديمقراطيون في الولايات المتحدة انتقادات للرئيس الأميركي دونالد ترامب بعد اغتيال سليماني، أشاد الجمهوريون بالأمر، معتبرين أنّ سليماني "نال ما يستحقه".
وقالت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، الخميس (حسب التوقيت المحلي)، إنّ قتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني في ضربة أميركية يهدّد بإحداث "تصعيد خطير للعنف". وأضافت في بيان: "أميركا - والعالم - لا يمكنهما تحمّل تصعيد في التوتر يصل إلى درجة اللاعودة".
وقال المرشح الديمقراطي للرئاسة جو بايدن، إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب "ألقى بديناميت في برميل بارود" بقتله سليماني في غارة جوية في مطار بغداد الدولي.
وانضم بايدن بذلك إلى مرشحين رئاسيين ديمقراطيين آخرين في انتقاد أمر ترامب، قائلاً إنه قد يجعل الولايات المتحدة "على شفا صراع كبير في الشرق الأوسط".
وأصدر السيناتور من ولاية فيرمونت، بيرني ساندرز، بدوره بياناً قال فيه "إن تصعيد ترامب الخطير يجعلنا أقرب إلى حرب كارثية أخرى في الشرق الأوسط، قد تكلف أرواحاً لا حصر لها وتريليونات من الدولارات".
وفي وقت وصفت السيناتورة إليزابيث وارن من ولاية ماساتشوستس، سليماني بأنه "قاتل مسؤول عن قتل الآلاف، بمن فيهم مئات الأميركيين"، إلا أنها رأت في المقابل أنّ "خطوة ترامب المتهورة تصعّد الوضع مع إيران، وتزيد من احتمال وقوع المزيد من القتلى واندلاع نزاع جديد في الشرق الأوسط".
وكتب رجل الأعمال والمرشح الرئاسي أندرو يانغ، من جهته، تغريدة تقول: "الحرب مع إيران هي آخر ما نحتاجه وليست إرادة الشعب الأميركي. يجب أن نتصرف لإلغاء التوترات وحماية شعبنا في المنطقة".
الجمهوريون يشيدون بترامب
من جهتهم، أشاد سياسيون جمهوريون أميركيون نافذون، مساء الخميس، بالغارة الأميركية التي أدّت إلى مقتل سليماني بأمر من ترامب.
وقال السناتور الجمهوري النافذ ليندسي غراهام، أحد حلفاء ترامب المقربين: "أنظر بتقدير إلى العمل الشجاع للرئيس ترامب ضد العدوان الإيراني". وأضاف: "أقول للحكومة الإيرانية: إذا كنتم تريدون المزيد فستحصلون على المزيد"، مؤكداً أنه "إذا تواصل العدوان الإيراني وكنت أعمل في مصفاة إيرانية للنفط، فسأفكر في تغيير عملي".
بدوره، قال السناتور الجمهوري ماركو روبيو، إن "التحركات الدفاعية التي تقوم بها الولايات المتحدة ضد إيران ووكلائها، تتطابق مع التحذيرات الواضحة التي تلقوها، لكنهم اختاروا تجاهل هذه التحذيرات لأنهم يعتقدون أن انقساماتنا السياسية الداخلية تمنع رئيس الولايات المتحدة من التحرك". وأضاف: "لقد أساؤوا التقدير".
أما السناتور الجمهوري توم كوتون، فرأى أن الجنرال سليماني "نال ما يستحقه".
بدوره، نشر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الجمعة، على "تويتر" تسجيل فيديو قال إنه لعراقيين "يرقصون في الشارع" احتفالاً بمقتل سليماني.
وكتب بومبيو في تغريدة مرفقة بالتسجيل الذي يظهر فيه حشد يجري في شارع، وهو يرفع أعلاماً عراقية ولافتات كتب عليها "عراقيون": "عراقيون يرقصون في الشارع من أجل الحرية، معبرين عن امتنانهم لأن الجنرال سليماني لم يعد موجوداً".
ولم يذكر وزير الخارجية الأميركي مصدر هذا الفيديو ولا مكان تسجيله.
فرنسا: الأولوية لإرساء الاستقرار في المنطقة
وفي إطار ردود الفعل الدولية، قالت وزيرة الدولة الفرنسية للشؤون الخارجية أميلي دي مونشالان، اليوم الجمعة، إن أولوية فرنسا هي إرساء الاستقرار في الشرق الأوسط.
وقالت لراديو "آر.تي.إل": "ما يحدث هو ما خشيناه... التوتر بين الولايات المتحدة وإيران يزداد... الأولوية هي لإرساء الاستقرار في المنطقة". وأضافت أن كبار المسؤولين الفرنسيين سيقومون باتصالات رفيعة المستوى مع كبار اللاعبين في المنطقة.
موسكو: مقتل سليماني سيزيد التوتر
إلى ذلك، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الخارجية قولها، اليوم الجمعة، إن قتل قائد "فيلق القدس" الإيراني قاسم سليماني في ضربة جوية أميركية سيزيد التوتر في الشرق الأوسط.
الصين تدعو لضبط النفس
بدورها، دعت الصين جميع الأطراف إلى ضبط النفس "وخصوصاً الولايات المتحدة".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية غينغ شوانغ لصحافيين: "نحضّ الأطراف ذات الصلة، وخصوصاً الولايات المتحدة، على الحفاظ على الهدوء وممارسة ضبط النفس لتجنب المزيد من تصعيد التوتر".
دمشق: تصعيد خطير للأوضاع
أمّا وزارة الخارجية السورية، فدانت بدورها ما سمّته "العدوان الأميركي الجبان" الذي أدّى إلى مقتل سليماني ونائب رئيس هيئة "الحشد الشعبي" أبو مهدي المهندس في بغداد، معتبرة أنه "تصعيد خطير للأوضاع في المنطقة"، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا).
ونقلت الوكالة عن مصدر في وزارة الخارجية السورية في دمشق، قوله إن سورية "واثقة بأن هذا العدوان الأميركي الجبان، الذي أدّى إلى ارتقاء كوكبة استثنائية من قادة المقاومة، لن يؤدي إلا إلى المزيد من الإصرار".
نصر الله: سنواصل السير على نهج سليماني
إلى ذلك، نقل تلفزيون "المنار" اللبناني عن الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله قوله، اليوم الجمعة، إن حزبه سيواصل السير على نهج الجنرال الإيراني قاسم سليماني بعد مقتله في ضربة جوية أميركية.
ونسبت القناة إلى نصر الله قوله إن الولايات المتحدة لن تستطيع تحقيق أي من أهدافها بهذه "الجريمة الكبيرة"، مضيفاً أن القصاص العادل سيكون مسؤولية كل المقاومين.
الفصائل الفلسطينية: تنعي سليماني
بدورها، نعت حركتا "حماس" و"الجهاد الإسلامي" و"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، ومن قُتلوا معه في الغارة الأميركية في بغداد.
ورأت "حماس" أن أميركا تتحمل المسؤولية عن الدماء التي تسيل في المنطقة العربية، وبسلوكها العدواني تؤجج الصراعات من دون أي اعتبار لمصالح الشعوب وحريتها واستقرارها.
أمّا "الجبهة الشعبية"، فرأت أن انفلات الإدارة الأميركية وإسرائيل في العدوان على أكثر من بلدٍ عربي يستدعي رداً منسقاً وشاملاً ومتصلاً من قوى المقاومة.
أمّا "الجهاد الإسلامي"، فقالت: "لن ترتبك حركة المقاومة ولا محورها في المواجهة، ولن تتردّد في مسيرتها نحو أهدافها الكبرى في تحرير فلسطين وبيت المقدس".
مزيد من التفاصيل