المتفرّج - منتديات المطاريد
بسم الله الرحمن الرحيم
وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَٰهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَٰهٌ ۚ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (84) وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (85) "الزخرف"

منتديات المطاريد | الهجرة الى كندا | الهجرة الى استراليا

 


DeenOnDemand


BBC NEWS

    آخر 10 مشاركات

    Arabic Discussion Forum with a Special Interest in Travel and Immigration

    Immigration to Canada, Australia, and New Zealand

    Egypt and Middle East Politics, History and Economy

    Jobs in Saudi Arabia, USA, Canada, Australia, and New Zealand

    العودة   منتديات المطاريد > إعلام وثقافة وفنون > صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح

    صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح وسائل إعلام مسموع ومقروء ومرئى

    صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح

    المتفرّج


    الهجرة إلى كندا والولايات المتحدة واستراليا

    مواقع هامة وإعلانات نصية

    إضافة رد
     
    أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
    قديم 9th January 2020, 08:41 PM المستشار الصحفى غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 1
    Field Marshal
     





    المستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud of

    new المتفرّج

    أنا : المستشار الصحفى




    خانقة جدّاً هذه الحياة مع ما يحيطه من أكياس قمامة. الدقائق التي أتأمّله خارج الشبّاك تجعلني أدرك أن له مملكة وخدماً وهميّين، قد يأمرهم ببناء بيت من بلاستيك القمامة. صباحاً يلملم النفايات من الشارع قبل أن تكنسه ريح مثقلة بالبرد، جارّاً وراءه برميلاً مقصوصاً من نصفه يرمي إليه ما لا يمكن استخدامه من هذه النفايات، وبرميلاً آخر لما يمكن استخدامه.

    تلتصق وجنتاه بوجهه النحيل ليترسم شكلُ عظم صدغيه. ثقل ملابسه العديدة المتدلّية تجعله أشبه بمومياء تلتفّ بجلد أفاعٍ تتدلّى على جنبيه، وتكاد تخنقه أكثر ممّا تدفئه. تتراءى لي نظرات الناس الذين يمرّون من جانبه، فزعة من حياته المخلوطة بالطين. مجاري المياه الطافحة مع السيول كوّنت على أطراف قدميه ملتقى لخطوط التشقّقات الرفيعة البنية القصيرة، والغبار الذي تكثّف على جلده، فأصبح رمادياً كأنه جذع شجرة عتيقة يتوسّط لوحة فنية لمنظر طبيعيٍ شاسع، تؤطّرها حصى الشارع.

    أما ليلاً، فلا تعود أي من لامحه تظهر تحت ضوء إنارة الشارع الباهتة. لكن ها هو مجدّداً، أعرفه من موعد عودته للظهور في الإطار ذاته، يتناول أكياساً سوداء تضيء مع رميها من جانب إلى آخر، ساحباً عجل سيارة، قبل أن يبدأ بدحرجته، في الليل. أنا في المبنى وهو بين القمامة.

    كم أرغب في مناداته: "يا مجنون!” أن أسخر منه، وأركله في بطنه، وأبكي على رصيف الشارع. هل سأكون يوماً مثله؟ إنه يُشبهني بلملمة الأشياء ومعانيها، وأضع ما لم يصلح فيها كالأشلاء في برميل، وما صلح منها في برميل آخر.

    يدفع إطار السيارة أمامه. يدحرجه بهدوء. يتحرّك بضع سنتيمترات. يدور حول نفسه، ثم يركل البرميل. لقد قطع تقريباً ربع الشارع.

    أم هل أناديه على فنجان قهوة؟ أتخيّل، بيننا مزهرية بيضاء، أننا نطرح أسئلة على شاكلة "إلى أين؟ من أين؟"، أتخيله فيلسوفاً تمرّ من خلاله الرياح.

    أطفئ الضوء، أغلق الباب خلفي، أدخل المصعد، أصابعي ترتجف وأنا أضغط الزر الذي يوصلني إلى الطابق الأرضي. لقد وصل هو إلى منتصف الطريق مع عجله. أتبعه لعلّي أتّخذ قراراً بحديثٍ حقيقي معه. يدخل أحد الأبنية. أتبعه. ثلاث مئة وستّون درجة أستكشف المكان حولي. أبحث عن رقعة أختبئ فيها، خلف السور، أو تلّة الرمل، أو وراء خلّاط الإسمنت. جيّد. يحمل هو عجل السيارة، ويسند به سطح بيت الزينكو المُعَد لتمديد الكهرباء.

    يتدلّى شخص آخر من السور، إنها امرأة. يدخلان معاً إلى المبنى الذي لا بلاط فوق أرضيته، ولا جدران تفصله إلى غرف. لا شيء يُخفي قبلتهما. ينزلان الدرج وهما يعرّيان بعضهما. يتراقصان. يتمايلان. لا صوت لموسيقى ولا حتى لمطر خفيف قد يصنع إيقاعاً. يدخلان بيت الزينكو. لن يتحمّل السطح حتى بالعجل الذي ثبّته فوقه، المطر القادم بعد قليل. أمشي مركزاً كامل حواسي على بيتهما. أمشي أكثر، حتى أفقد. توازني، أمشي بين الرمل والأسلاك الكهربائية للمبنى، حتى أصل أحد الطوابق العليا. أتمّدد على بطني على حافة الأرضية. أخاطر بالقميص الأبيض والبدلة والحذاء، كي أكون في مكانٍ أرى فيه المشهد بكامله حين يطير، أخيراً، سطح الزينكو.

    أستيقظ على أصوات العمال، وعيناي تكحلتان بغبار وطين المبنى بعد مطر ليلة أمس. التفّ البرد فوق كلّ عظمة في جسدي، خاصةً عظام ظهري. كان بيت الزينكو قد اختفى.


    * كاتبة من فلسطين






    مزيد من التفاصيل

     

    الموضوع الأصلي : المتفرّج     -||-     المصدر : منتديات المطاريد     -||-     الكاتب : المستشار الصحفى

     

     


     
    رد مع اقتباس


    Latest Threads By This Member
    Thread Forum Last Poster Replies Views Last Post
    كوريا الشمالية تكشف تفاصيل زيارة رئيس استخبارات... صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح المستشار الصحفى 0 1 29th March 2024 02:23 AM
    فلسفة نشأة الجهاز المعرفي صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح المستشار الصحفى 0 1 29th March 2024 02:23 AM
    من كل محافظة ومخيم.. الأردن يستعد لجمعة "الزحف... صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح المستشار الصحفى 0 1 29th March 2024 02:23 AM
    هل مصر أكبر من أن تسقط فعلا؟ صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح المستشار الصحفى 0 1 29th March 2024 02:23 AM
    الاغتيالات السياسية والأدوار المشبوهة لليسار... صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح المستشار الصحفى 0 1 29th March 2024 02:23 AM

    إضافة رد

    مواقع النشر (المفضلة)


    أدوات الموضوع
    انواع عرض الموضوع

    الانتقال السريع

    Currency Calculator
    Your Information
    RSS RSS 2.0 XML MAP HTML


    Powered by vBulletin® Version 3.8.8
    .Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
    (جميع الأراء والمواضيع المنشورة تعبِّر عن رأي صاحبها وليس بالضرورة عن رأي إدارة منتديات المطاريد)
    SSL Certificate   DMCA.com Protection Status   Copyright  


    تنبيه هام

     يمنع منعاً باتاً نشر أى موضوعات أو مشاركات على صفحات منتديات المطاريد تحتوى على إنتهاك لحقوق الملكية الفكرية للآخرين أو نشر برامج محمية بحكم القانون ونرجو من الجميع التواصل مع إدارة المنتدى للتبليغ عن تلك الموضوعات والمشاركات إن وجدت من خلال البريد الالكترونى التالى [email protected] وسوف يتم حذف الموضوعات والمشاركات المخالفة تباعاً.

      كذلك تحذر إدارة المنتدى من أى تعاقدات مالية أو تجارية تتم بين الأعضاء وتخلى مسؤوليتها بالكامل من أى عواقب قد تنجم عنها وتنبه إلى عدم جواز نشر أى مواد تتضمن إعلانات تجارية أو الترويج لمواقع عربية أو أجنبية بدون الحصول على إذن مسبق من إدارة المنتدى كما ورد بقواعد المشاركة.

     إن مشرفي وإداريي منتديات المطاريد بالرغم من محاولتهم المستمرة منع جميع المخالفات إلا أنه ليس بوسعهم إستعراض جميع المشاركات المدرجة ولا يتحمل المنتدى أي مسؤولية قانونية عن محتوى تلك المشاركات وإن وجدت اى مخالفات يُرجى التواصل مع ادارة الموقع لإتخاذ اللازم إما بالتبليغ عن مشاركة مخالفة أو بالتراسل مع الإدارة عن طريق البريد الالكترونى التالى [email protected]