في سابقة لم تحدث منذ عامين:
تراجع أسعار زيت الطعام في البورصات الدولية للنصف بسبب الأزمة العالمية
تحقيق: هاني صالح
تراجعت أسعار زيت الطعام بالبورصات العالمية إلي مستويات لم تحدث منذ عامين بسبب الأزمة المالية العالمية.. سجل سعر زيت الطعام 6 جنيهات لزجاجة لتر واحد مقابل أسعار بيع تبدأ من 7 جنيهات في المجمعات الإستهلاكية وحتي 5,9 جنيه بالأسواق من إنتاج القطاع الخاص.
رفض القطاع الخاص خفض السعر لصالح المستهلك بسبب وجود أرصدة كبيرة بالمخازن تم استيرادها بالأسعار المرتفعة ولم تنجح الشركات في بيعها.. بسبب استحواز زيت بطاقات التموين علي 80% من حجم الاستهلاك.. فماذا يقول الخبراء.
العام خفض السعر
يقول الدكتور أحمد الركايبي رئيس الشركة القابضة للصناعات الغذائية إن القطاع العام بدأ خفض أسعار زيت الطعام إلي 7 جنيهات ومع ذلك لم يقبل المستهلك علي الشراء.
قال إن السبب وراء هذه الظاهرة هو أن بطاقة التموين يصرف عليها زيت طعام يمثل 80% من احتياجات المستهلك وال 20% يحصل عليها غير الحائزين علي بطاقة التموين من الأسواق.
قال إن العديد من حائزي البطاقات يقوم بإعادة بيع فائض الحصة التموينية من الزيت التمويني بالأسواق بسعر 6 جنيهات مقابل 5 جنيهات سعر الكيلو المنصرف علي بطاقة التموين.
قال إن شركات قطاع الأعمال هي الشركات الوحيدة بالسوق التي تبيع زيت الطعام الخليط بسعر 7 جنيهات مقابل سعر 5,9 جنيه من إنتاج القطاع الخاص.
أوضح أن شركات قطاع الأعمال خفضت أسعار بيع زيت عباد الشمس إلي 25,8 جنيه مقابل سعر يصل إلي 13 جنيهاً من إنتاج الشركات الاستثمارية.
قال إن حصص الزيت علي بطاقة التموين تقدر ب 42 ألف طن شهرياً بإجمالي 504 آلاف طن سنوياً مقابل استهلاك من مختلف أنواع زيت الطعام في حدود 750 ألف طن سنوياً بما فيها المسلي.
الانخفاض الجديد قريباً
أضاف أن انخفاض الأسعار في البورصات العالمية إلي مستويات متدنية سوف يستفيد منه المستهلك المحلي خلال الفترة القليلة القادمة وهي الفترة التي يتم خلالها التعاقد علي كميات جديدة ووصولها إلي البلا.
أضاف أن الوضع الحالي المقلوب الذي يعمل به المنتجون في السوق المحلي ويمنع المستهلك من الاستفادة من خفض السعر لن يستمر طويلاً.
قال إنه يمكن للقطاع الخاص استيراد زيت طعام مكرر وبيعه بأسعار مخفضة إذا استمرت المصانع في البيع بأسعار مرتفعة في السوق المحلي.
أضاف أنه يمكن إعادة النظر في سعر زيت الطعام المنتج في شركات قطاع الأعمال بعد شهر لصالح المستهلكين ليكون القطاع العام هو الذي يقود خفض السعر في الأسواق لصالح المستهلكين ولكن ماذا يحدث في البورصات العالمية؟
يقول المحاسب عزت بدوي رئيس شركة الزيوت المستخلصة إن الأسعار الخاصة بزيت الطعام تراجعت إلي النصف في أقل من 3 شهور ونزل زيت عباد الشمس من عرشه وأصبح يباع متساوياً مع أو أقل من زيت الصويا.
قال إن طن زيت الصويا في حدود 850 دولاراً وعباد الشمس بسعر 840 دولاراً.
قال إن المصانع التي تستورد هذه الزيوت بهذه الأسعار من اليوم تطرح بالأسواق بعد 45 يوماً.. وبهذه الأسعار فإن سعر زجاجة عباد الشمس سيكون ب 6 جنيهات والمخلوط ب 5,5 جنيه.
أضاف أن السوق المصري غريب في تصرفاته فإنه عندما ارتفعت أسعار زيت الطعام عالمياً فإن المنتجين كانوا يزيدون من الكميات المستوردة أما عندما تراجعت الأسعار فإن المستوردين امتنعوا عن الاستيراد.. بسبب وجود مخزون كبير بالسوق المحلي تم استيراده بأسعار مرتفعة.
أضاف أن المشكلة الأخري التي تواجه السوق المصري في ظل هذه الأوضاع أن الناس تشتري كميات قليلة من السوق بسبب زيادة الكميات المنصرفة علي البطاقة.
أوضح أن بعض الشركات خفضت السعر في المجمعات إلي 695 قرشاً للمستهلك.. ومع ذلك فإن الاقبال ضعيف.
أضاف أن الشركات الاستثمارية التي تبيع الأنواع المشهورة لم تخفض أسعارها معتمدة علي أن بعض المستهلكين تعودوا شراء هذه الأصناف بأسعار مرتفعة.
أضاف أن زيت الأذرة لم يخفض سعره ومازال يباع حالياً عند 9 جنيهات وتوقع تراجعه في الفترة القادمة بالتدريج.
أوضح أن شركات قطاع الأعمال خفضت أسعار البيع لتقود خفض الأسعار لصالح المستهلكين وتبيع أقل من الشركات الاستثمارية.
تراجع التصدير
ألمح أن التصدير تراجع في كل الشركات بسبب الكساد العالمي والتباطؤ في الاقتصاد بنسبة تصل إلي 40% في الوقت الحالي ولا توجد حالياً طلبات للتصدير.
حذر من قيام شركات المنظفات بالبدء في استيراد مستلزمات الإنتاج لأن شركات البتروكيماويات التي تورد مستلزمات الإنتاج ترفع الأسعار رغم تراجع أسعارها عالمياً.
أوضح أن الشركات بدأت تطلب الأسعار العالمية لهذه الخامات للبدء في الاستيراد بدلاً من شرائها بأسعار مرتفعة تجعل الشركات غير قادرة علي المنافسة.
يقول المحاسب حسن علي حمودة رئيس قطاع التسويق بشركة النيل للزيوت والمنظفات إنه لا أحد يشتري زيت طعام في الوقت الحالي والسوق أصابه الركود الشديد.
قال إن المصانع لديها خامات زيت طعام تم شراؤها بالسعر القديم ومع ذلك خفضت سعر البيع إلي 7 جنيهات للبيع في المجمعات. حذر من قيام شركات القطاع الخاص بطرح عبوات زنة 860 جراماً وليس 900 جرام أسوة بالقطاع العام في محاولة للتحايل علي المستهلك.
قال إن سعر الكرتونة تراجع إلي 96 جنيهاً بدلاً من 108 جنيهات وتم خفض زجاجة عباد الشمس من 11 جنيهاً إلي 825 قرشاً.
أوضح أن طن زيت الأولين تراجع من 5600 جنيه للطن إلي 4800 جنيه والاستيارين من 5000 جنيه إلي 4500 جنيه والعباد من 9500 جنيه إلي 5400 جنيه.. والصويا من 7200 جنيه إلي 5200 جنيه.
أضاف أن السوق يشهد خلال الأسابيع القادمة انخفاضاً جديداً في أسعار زيت الطعام ليتوازي مع السوق العالمي.
وفي حالة عدم قيام المنتجين بخفض السعر فإن المستوردين سوف يطرحون بالأسواق زيت طعام بأسعار رخيصة
https://www.algomhuria.net.eg/algomhu...k/detail00.asp