نشر موقع "ديلي بيست" الأمريكي تقريرا تحدث فيه عن الكشفعن ارتباط شخص مصاب بفيروس كورونا بطائفة دينية شديدة السرية في كوريا الجنوبية منخلال نظام تحديد المواقع العالمي.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن إحدىالكنائس في كوريا الجنوبية تلقت الكثير من اللوم على تزايد انتشار فيروس كوروناالمميت في كوريا. وفي الحقيقة، وقع اكتشاف امرأة مصابة بالفيروس تبلغ من العمر 61عاما وتنتمي إلى كنيسة شينتشونجي في دايغو. وسرعان ما أصبح واضحا أن أكثر من نصفالحالات المعروفة كانت مرتبطة بأبناء شينتشونجي.
وأفاد الموقع بأنهعندما بدأ عدد الإصابات في الارتفاع بسرعة مقلقة يوم الأحد، وضعت الحكومة البلادفي أعلى حالة تأهب ممكنة. وأبلغت المراكز الكورية لمكافحة الأمراض والوقاية منهاعن رصد 602 حالة إصابة بالفيروس، لقي ستة أشخاص منهم مصرعهم. ومن بين العددالإجمالي للأفراد الذين شُخّصوا بالمرض، كان هناك 329 شخصا إما من أعضاء شينتشونجيأو كانوا على اتصال بهم.
وذكر الموقع أن عضواسابقا في الكنيسة صرح لوكالة يونهاب الكورية الجنوبية إن ممارسات شينتشونجي أثناءالعبادة يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بفيروس كورونا، حيث يركع المشاركون على مقربةمن بعضهم ويغنون الأغاني بينما يضعون أذرعهم على أكتاف بعضهم البعض.
ووفقا لوكالة يونهاب،اعتبر لي مان هي، مؤسس الكنيسة وزعيمها البالغ من العمر 88 عاما، المرض بأنه"عمل الشيطان" واختبار للإيمان يهدف إلى إيقاف نمو شينتشونجي. من جهتهم،سارع زعماء الكنائس الأكثر تقليدية إلى إدانة شينتشونجي، التي يعني اسمها"السماء والأرض الجديدان". وفي الواقع، يعزز انتشار كوفيد ـ19 من أحد"معابد شينتشونجي" وجهة النظر السائدة بأن شينتشونجي هي عبادة خطيرةتبقي العديد من أعضائها البالغ عددهم 200 ألف في مجمعات سرية بينما تضغط عليهملاستيعاب تعاليمهم وتجنيد أتباع آخرين.
وأكد الموقع أن النقادالمسيحيين أدانوا لسنوات لي مان هي بصفته "زنديقا" استغل الآلاف منالأتباع منذ افتتاح أول تجمّع له قبل 36 سنة. في هذا الإطار، قال عضو في الكنيسةالمشيخية الكورية، وهي أكبر منظمة مسيحية في البلاد إنهم "ليسوا مسيحيينحقيقيين. إنهم مزيفون".
السيطرة على سيول
أفاد الموقع بأن رئيسبلدية سيول، بارك وون سون، استفاد من المشاعر العدائية تجاه الكنيسة، محذرا منالشر الذي تمثله في المنطقة الحضرية بالعاصمة الكورية الجنوبية. وحذّر وون سون فيموجز إعلامي مطوّل من "طائفة شينتشونجي، المعروفة أيضًا باسم 'كنيسة يسوع،معبد خيمة الشهادة' في دايغو، على أنها بؤرة للعدوى في المجتمعات المحلية"،داعيا إلى اتخاذ تدابير لوقف انتشار المرض.
وأضاف وون سون أنالحالات المؤكدة في أماكن أخرى كانت "مرتبطة بالكنيسة في دايغو" وأن"مريضا آخر في سيول زار الكنيسة". وتابع وون سون حديثه قائلا إن"إغلاق كنائس شينتشونجي في سيول يهدف لمنع الانتشار المتزايد للفيروس بشكلاستباقي". في المقابل، لم تكن تلك الإجراءات الصارمة الوحيدة التي أمر بهابارك، إذ أنه حظر المظاهرات في الشوارع، ولا سيما من قبل المحافظين المعادينلحكومة مجلس البلدية والحكومة الوطنية.
وأشار الموقع إلى أنالمحافظين، الذين كانوا يأملون في هزيمة مشرعي الحزب الحاكم في انتخابات الجمعيةالوطنية في أبريل/ نيسان، أدانوا الحظر باعتباره "سياسة" ووعدوا بالخروجفي تحد لرجال الشرطة المتجمّعين في الشارع الرئيسي الذي يديره مجلس المدينة.
اقرأ أيضا: كوريا الجنوبية تسجّل حالتي وفاة إضافيتين بفيروس كورونا المستجد
الاتجاهات المسيحية
بيّن الموقع أن دورشينتشونجي في نشر المرض يبدو أكثر أهمية من الاحتجاجات السياسية في بلد تقاتل فيهالجماعات الدينية بعضها البعض. في الواقع، يصف حوالي ثلث سكان كوريا الجنوبية أنفسهمبالمسيحيّين، على الرغم من وجود انقسامات عميقة بينهم. وتجذب هذه الحركات مثلشينتشونجي المؤيدين على الرغم من العوائق الاجتماعية والثقافية أمام التبشيروالوعظ.
حسب مايكل برين، مؤلفكتب عن الثقافة الكورية وعضو سابق في كنيسة التوحيد التابعة للمبجّل الراحل سون ميونغ مون، فإنه إذا ما كان وباء "كوفيد ـ 19"يهاجم أعضاء شينتشونجي، فإن منتقديهم "سيقولون إن الله أهلك الزنادقة.وسيعتبر الكثير من الناس أنهم يستحقون ذلك".
ونقل الموقع ما جاء فيصحيفة "دونغ إيه إلبو"، إحدى الصحف الرائدة في سيول، التي ذكرت أنه منخلال تتبع نظام تحديد المواقع العالمي، وقع اكتشاف أن عضو الكنيسة، وأوّل شخصيُصاب بالفيروس، زار تشيونغدو، حيث وقع الإبلاغ عن تفشي المرض في المستشفى وتوفي أولشخص في كوريا بسببه.
وقالت الصحيفة فيمقالها الافتتاحي: "بما أن الأمة بأكملها تعاني من أزمة وطنية، ينبغي علىأتباع شينتشونجي الإبلاغ طوعا عن الأعراض والبقاء في حجر ذاتي في المنزل معالتعاون الكامل مع السلطات في جهود الحجر الصحي".
تحديثات
قال الموقع إن"إنذار الطوارئ" المسبوق بأصوات التنبيه العالية ظهر في وقت واحد علىشاشات الهواتف المحمولة لملايين الكوريين الجنوبيين في وقت متأخر من يوم الأحد،وذلك عندما رفعت الحكومة خطر فيروس كورونا سريع الانتشار، المعروف في الوقت الراهنباسم "كوفيد ـ 19"، إلى أعلى مستوى. بالإضافة إلى ذلك، ظهر الرئيس مونجاي إن على شبكات التلفزيون الكورية الجنوبية معلنا أن "حادثة كوفيد ـ 19واجهت نقطة تحوّل خطيرة".
لم يصرح مون بما ينبغيأن يحدث خلال تلك الفترة الزمنية القصيرة لوقف الأزمة باستثناء الدعوة إلى اتخاذ"إجراءات قوية غير مسبوقة"، لكن لم يسبق أن ذهبت الحكومة إلى أقصىالحدود لتحذير 51 مليون مواطن كوري من خطر على الصحة والسلامة.
وأفاد الموقع بأنالحكومة أجلت افتتاح المدارس. وسعيا منه إلى السيطرة على موقف سبق وأن تعرّضلانتقادات بسببه لأنه تصرف ببطء شديد، قال مون إن حكومته "ستعتبرالأزمة" في مدينة دايغو الواقعة جنوبيَ شرقيَ البلاد والمقاطعة المحيطة بها"وطنية".
في وقت سابق، أكد وزيرالصحة والرعاية الاجتماعية، بارك نيونغ هو، للبلاد أن الفيروس "محدود داخلمنطقة ومجموعة معينة"، في إشارة إلى أعضاء شينتشونجي. من جهة أخرى، توفيأربعة من ضحايا الفيروس الستة القابعين في المستشفى نفسه في تشونغدو، بالقرب مندايغو.
بالإضافة إلى ذلك، طالبمون الكوريين عموما بالامتناع عن اللقاءات الجماهيرية، وهي ملاحظة يفسرها خصومهالسياسيون على أنها محاولة لقمع الاحتجاجات الجماهيرية واسعة النطاق ضد سياسةالمصالحة مع كوريا الشمالية.
وأوضح الموقع أن الحاجةالماسة إلى عزل فيروس "كوفيد ـ 19" قبل خروجه من منطقة دايغو وانتشارهفي جميع أنحاء البلاد وفّرت إجازة أخرى لمدة أسبوع للطلاب الكوريين من جميعالأعمار والمستويات التعليمية.
في الختام، قال الموقعإن الصراحة التي أعلنت بها كوريا الجنوبية عن أعداد المصابين بالمرض، بما في ذلكحالات الوفيات، تتعارض مع السرية التي فرضتها كوريا الشمالية، حيث تواصل تشديدالرقابة في ظل إنكارها لوقوع أي ضحايا. كما أعلنت كوريا الشمالية عن فرض الحجرالصحي على جميع الواردات، حيث أن معظمها متأتّ من الصين، خوفا من انتقال الفيروسإليها.
مزيد من التفاصيل