ما يشبه الانهيار العصبي الوطني - منتديات المطاريد
بسم الله الرحمن الرحيم
وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَٰهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَٰهٌ ۚ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (84) وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (85) "الزخرف"

منتديات المطاريد | الهجرة الى كندا | الهجرة الى استراليا

 


DeenOnDemand


BBC NEWS

    آخر 10 مشاركات

    Arabic Discussion Forum with a Special Interest in Travel and Immigration

    Immigration to Canada, Australia, and New Zealand

    Egypt and Middle East Politics, History and Economy

    Jobs in Saudi Arabia, USA, Canada, Australia, and New Zealand

    العودة   منتديات المطاريد > إعلام وثقافة وفنون > صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح

    صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح وسائل إعلام مسموع ومقروء ومرئى

    صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح

    ما يشبه الانهيار العصبي الوطني


    الهجرة إلى كندا والولايات المتحدة واستراليا

    مواقع هامة وإعلانات نصية

    إضافة رد
     
    أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
    قديم 20th August 2020, 10:40 AM المستشار الصحفى غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 1
    Field Marshal
     





    المستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud of

    new ما يشبه الانهيار العصبي الوطني

    أنا : المستشار الصحفى




    صعدنا في لبنان بفرحة الأطفال، وببراءتهم أيضاً، إلى الجنة، مع اندلاع ثورتنا في 17 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. المخضرمون من بيننا، شهود مراحل صعود سابقة، أرادوا أن يؤمنوا بهذه الثورة. فرحوا معها. بعضهم يعطي "دروساً" للشباب قادة هذه الثورة، بما تمليه عليهم تجاربهم السابقة. وآخرون يكتفون بلعب دور "الجمهور العريض": باحتلاله متراً مربعاً واحداً في تظاهرات تلك الثورة. وفي أعماق أعماقهم، حدسٌ قد يُفسد فرحتهم؛ من أنها لن تحقّق ما تصبو إليه هذه الثورة. ولكنهم يُسكتون نذير الفشل هذا، ويستمرّون، تغمرهم تلك الغبطة التي تخفّفهم من وجودهم، فتحوّلهم، ولو مؤقتاً، إلى تحليقٍ خفيضٍ فوق الأرض الصلبة. قبيْل ذلك، وبعيْده، كانت النوائب تتساقط على رؤوس الجميع؛ بدأت بسرقة المصارف ودائع اللبنانيين، متوسطي الحال، الأكثر منهم والأقل. وبدولار يتطاير، وبطالة وركود. وفقرٌ يلوح في الأفق. مجرّد فقر.

    ثم يأتي الربيع بالمصيبة الثانية، كورونا. وهذه نشترك بها مع بقية الإنسانية. ولكن على طريقتنا، بما توفّر لنا من موارد، ومن مهارات وزراء حكومتنا؛ وقد رَأَسهم رجلٌ ارتضى لنفسه أن يكون ألعوبة، "تأخذ" قرارها، أو تؤجّله، ما يمليه عليها مؤلفوها. وأي قرار؟ أي تأجيل؟ بعشوائية، بتخبّط، بميوعةٍ، بعرّاضات إعلامية، بـ"انتصارات" أيضاً... كان علاج كورونا، بين حجر صحي و"تعبئة عامة" وتواطؤ مع التجار، ومقاولي النرجيلة؛ وارتفاع جنوني للأسعار، وانقطاع أصناف، وذريعة للمصارف لتغلق أبوابها على زبائنها؛ فاستمرار استيلائها على أموالهم. وبلاء يهطل على من انقطع مورد رزقه، بإبقائه في بيته، أو صرفه على الطريقة اللبنانية المتوحشة. وسياسيون يسعدون بأن الوباء أغلق على الثورة ساحاتها، وبأنهم أفلتوا من الحساب.

    كان علاج كورونا، بين حجر صحي و"تعبئة عامة" وتواطؤ مع التجار، ومقاولي النرجيلة؛ وارتفاع جنوني للأسعار، وذريعة للمصارف لتغلق أبوابها على زبائنها؛ فاستمرار استيلائها على أموالهم

    كانت تلك الأشهر الأخيرة السابقة على الانفجار الكبير مليئة بالهمّ والقلق، كيف نستطيع أن نعيش؟ كيف نتدبر شؤوننا البسيطة؟ من مأكل ومدارس وتنقل وإيجار .. وكل ما يمتّ بصِلة إلى بديهيات الحياة الآدمية. هكذا، كنا نزحف على بطوننا، متوسّلين الطاقة من الرحمة الإلهية، متجنّبين الكلام عن مجاعة تلوح قريباً. متّكلين على طوطمنا الوطني، "الفينيق"، من أنه سيرزقنا لاحقاً بالطاقة على النهوض مجدّداً، فلا بد أن "يعود لبنان كما كان"، كما فعل بعد مصائب سابقة. يعيننا في أملنا أننا لسنا وحدنا. صحيح أن مستشفياتنا لا تليق بشعبنا العنيد. ولكن انظر إلى بقية العالم. حتى المتقدّم منه. ولا داعي لليأس.

    هكذا عشنا المرحلة السابقة على الانفجار الكبير. بنصف أمل، ولكنه أملٌ معقول، عقلاني، معقْلن. ينهضنا، على الأقل، من ذاك الضجر الفائت والجديد في آن. ضجر خاص. فيه تراكم وفيه تبعثر. تطلّ من أطرافه ابتسامةٌ صفراء. ابتسامةٌ لا تدوم. تقمعها الرغبة بالأمل، بالحلم بحياة أخرى. بإمكانية الحلم، وهو متاح الآن، مع الحجر الصحي، ومع السكون الذي يلازمه، وطرد الهموم وتأجيل المستقبل.
    ابتسامةٌ لا تدوم. تقمعها الرغبة بالأمل، بالحلم بحياة أخرى. بإمكانية الحلم، وهو متاح الآن

    لكن التاريخ أبى إلا أن يضرب تلك الجهود المتواضعة لمقاومة غريزة الموت. بأقل من دقيقة واحدة، الانفجار يزلْزل ما تبقى من صحتنا النفسية، بعد القنوط والهمّ. وهنا لا أتكلم عن أولى ضحاياه الذين فقدوا بسببه أحباء، أشلاء، أو بكامل جثثهم؛ أو ما زالوا يسألون عن مفقودين. ومنازل وشركات ومؤسسات تجارية، وأحياء الأُلفة والجيرة، والمناخ، وأصناف الأنَس التي تعرفها مختلف أحياء بيروت. لا أتكلم عنهم، مع أنهم هم الموضوع، بقتلاهم وجرحاهم ومشرَّديهم، هم الجانب البالغ القسوة وعرياً لذيول الانفجار. إنما أتكلم عن الذين لم يخسروا شيئاً مادياً ملموساً من جرّاء الانفجار. الذين أُصيبوا بروحهم وقلبهم.

    هؤلاء الذين عاشوا الانفجار، وهم أبعد من الذين بالقرب منه، الذين تزلزلت الأرض من تحت أقدامهم، وسمعوا الانفجار الأكبر. وأيضاً الذين كانوا بعيدين عنه، أو علموا به وهُم على بُعد بضعة كيلومترات، أو آلاف الأميال؛ الذين يملكون أدنى الشعور والمعرفة.. كلما مرّ يوم واحد على الانفجار، أدركوا مدى هوله، وحجم خساراته المروّعة.. أصيبوا بعوارض إضافية، لا تراها العين المجرّدة.
    لا تعزّيك مظاهر التضامن الدولي، ولا المساعدات العارفة طريقها الصحيح.. إنها حبة أسبيرين

    عوارض متفاوتة ومتنوعة من الانهيار العصبي. متفاوتة ومتنوعة، لأن الطبائع درجات وسياقات. تظهر كلها، أو بعضها، أو واحدة منها. وهي تستجيب للشروط العيادية البسيطة لمعنى الانهيار العصبي: إنها الرغبة الدائمة بالبكاء، أو المتقطعة، أو الممْتنعة عنه؛ كأن الدموع نشَفت، أو سالت، أو تقطّعت. فأصبحت نشاطاً مسترْسلاً أو مسْتغلقاً. تحضر عند أي تفصيل، كبير أو صغير؛ مثل الجنازات اليومية، والصلوات، والحزن الذي يملأ الوجود. ولوعة ذاك الإطفائي، حامل نعش زميله، ربما قريبه، ربما صديقه، وهو يبكي بحرْقةٍ محرِقة. بكاء الرجال هو آخر الحصون..

    ومع الدموع، أو من دونها، النقْزات المتتالية، المتقطعة من الأصوات المفاجئة. نقْزات تزور الصاحي مثل النائم. ويا لنعمة القادر على النوم؛ من دون تلك النقزات، من دون حبوبٍ منوِّمة، من دون ذاك الأرق الذي يحوِّل الليل إلى كابوس، فالألم الروحي يجتاح الوعي واللاوعي، وينال من القلب. ومعه المزاج الأسود، وفقدان الاهتمام بالأشياء، أو التمتّع بها، والشعور بالذنب، بالعجز وبعدم النفع. بالإرهاق الجسدي، الذي يحولكَ إلى رُكام. وفقدان التركيز والشهية، أو الإفراط بهما. وأوجاع جسدية في مختلف أنحاء الجسم؛ تجعلك تقلب تلك الحكمة القديمة، فتقول إن "الجسم السليم في العقل السليم". لا العكس، الذائع، إن "العقل السليم في الجسم السليم"..
    لم يعُد عيباً أن تتشاءم أو تيأس. بل أصبح عليكَ أن تشفى من مرض التفاؤل، إذا أردتَ أن تلطّف من آثار الانهيار العصبي على روحكَ وقلبكَ

    ثم التشاؤم؛ تلك الكلمة التي "لا يجب" أن نتفوّه بها. لأنها نقيض طوطمنا الوطني الذي ينبعث من رماده. تشاؤم من نوع جديد أيضاً. لا مكان فيه لأي نوستالجيا؛ بل تلك الأخيرة مؤذية، مضلِّلة، لم يَعُد لها مفعولها السحري السابق. تشاؤم الذي لا يحب الاستماع للأغاني البديعة التي تغازل بيروت، أو لبنان. فتلك البيروت بُترت من أقدم أطرافها، أي الميناء، العائد عمره إلى زمن الفينيقيين. وذلك اللبنان، كأنه طار من الوجود. غاب عنه..

    وإذا حاولتَ أن تخرج من خيالك، أو تنجو منه، فلا تحتاج للوصول إلى ميدان الخراب. تكتفي بانكماش قلبك وأنتَ في طريقك إليه، فتعزف عن الوصول. الانفجار أغلق المدينة على نفسها، أكثر فأكثر. المُشاة فيها بالكاد يتحرّكون. المحلات التجارية المغلقة، الفارغة، وإعلانها عن إيجار أو بيع. الوجوه الكالحة، التعِبة أصبحت أكثر تعاسة، أكثر رثاثة. خلف الكمّامات، تبدو كأنها خارجة من مستشفى، أو دار للعجزة أو المجانين.

    ولا تعزّيك مظاهر التضامن الدولي، ولا المساعدات العارفة طريقها الصحيح.. إنها حبة أسبيرين. فالأساس أن لبنان، قبل الانفجار، كان "ساحة" تلعب بها قوة واحدة دوراً رئيسياً؛ وتحوّل من بعده إلى قاعدة تنافس وتفاعل بين القوى الدولية والإقليمية المشتبِكة ببعضها والمتفاهمة في آن..

    لم يعُد عيباً أن تتشاءم أو تيأس. بل أصبح عليكَ أن تشفى من مرض التفاؤل، إذا أردتَ أن تلطّف من آثار الانهيار العصبي على روحكَ وقلبكَ.




    مزيد من التفاصيل

     

    الموضوع الأصلي : ما يشبه الانهيار العصبي الوطني     -||-     المصدر : منتديات المطاريد     -||-     الكاتب : المستشار الصحفى

     

     


     
    رد مع اقتباس


    Latest Threads By This Member
    Thread Forum Last Poster Replies Views Last Post
    "مقاومة الاستعمار والأبارتهايد": على امتداد المدن... صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح المستشار الصحفى 0 1 28th March 2024 06:12 PM
    محكمة العدل الدولية تأمر إسرائيل بضمان وصول... صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح المستشار الصحفى 0 1 28th March 2024 06:12 PM
    مراسل "العربي الجديد": جيش الاحتلال يطلق عدداً من... صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح المستشار الصحفى 0 1 28th March 2024 06:12 PM
    كسوف كلي نادر للشمس في 8 إبريل يفتح شهية العلماء صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح المستشار الصحفى 0 1 28th March 2024 06:12 PM
    بعد إصابتهم في التوقف الدولي.. الأندية الأوروبية... صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح المستشار الصحفى 0 1 28th March 2024 06:12 PM

    إضافة رد

    مواقع النشر (المفضلة)


    أدوات الموضوع
    انواع عرض الموضوع

    الانتقال السريع

    Currency Calculator
    Your Information
    RSS RSS 2.0 XML MAP HTML


    Powered by vBulletin® Version 3.8.8
    .Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
    (جميع الأراء والمواضيع المنشورة تعبِّر عن رأي صاحبها وليس بالضرورة عن رأي إدارة منتديات المطاريد)
    SSL Certificate   DMCA.com Protection Status   Copyright  


    تنبيه هام

     يمنع منعاً باتاً نشر أى موضوعات أو مشاركات على صفحات منتديات المطاريد تحتوى على إنتهاك لحقوق الملكية الفكرية للآخرين أو نشر برامج محمية بحكم القانون ونرجو من الجميع التواصل مع إدارة المنتدى للتبليغ عن تلك الموضوعات والمشاركات إن وجدت من خلال البريد الالكترونى التالى [email protected] وسوف يتم حذف الموضوعات والمشاركات المخالفة تباعاً.

      كذلك تحذر إدارة المنتدى من أى تعاقدات مالية أو تجارية تتم بين الأعضاء وتخلى مسؤوليتها بالكامل من أى عواقب قد تنجم عنها وتنبه إلى عدم جواز نشر أى مواد تتضمن إعلانات تجارية أو الترويج لمواقع عربية أو أجنبية بدون الحصول على إذن مسبق من إدارة المنتدى كما ورد بقواعد المشاركة.

     إن مشرفي وإداريي منتديات المطاريد بالرغم من محاولتهم المستمرة منع جميع المخالفات إلا أنه ليس بوسعهم إستعراض جميع المشاركات المدرجة ولا يتحمل المنتدى أي مسؤولية قانونية عن محتوى تلك المشاركات وإن وجدت اى مخالفات يُرجى التواصل مع ادارة الموقع لإتخاذ اللازم إما بالتبليغ عن مشاركة مخالفة أو بالتراسل مع الإدارة عن طريق البريد الالكترونى التالى [email protected]