أبو زعبوط - منتديات المطاريد
بسم الله الرحمن الرحيم
وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَٰهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَٰهٌ ۚ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (84) وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (85) "الزخرف"

منتديات المطاريد | الهجرة الى كندا | الهجرة الى استراليا

 


DeenOnDemand


BBC NEWS

    آخر 10 مشاركات

    Arabic Discussion Forum with a Special Interest in Travel and Immigration

    Immigration to Canada, Australia, and New Zealand

    Egypt and Middle East Politics, History and Economy

    Jobs in Saudi Arabia, USA, Canada, Australia, and New Zealand

    العودة   منتديات المطاريد > إعلام وثقافة وفنون > صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح

    صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح وسائل إعلام مسموع ومقروء ومرئى

    صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح

    أبو زعبوط


    الهجرة إلى كندا والولايات المتحدة واستراليا

    مواقع هامة وإعلانات نصية

    إضافة رد
     
    أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
    قديم 25th August 2020, 06:15 AM المستشار الصحفى غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 1
    Field Marshal
     





    المستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud of

    new أبو زعبوط

    أنا : المستشار الصحفى




    في العادة، كان يمكن تلك المناقشة العبثية أن تطول ويضيع معها المزيد من الوقت والجهد، لكنها والحمد لله استغرقت وقتاً قصيراً جداً بفضل الأستاذ "أبو زعبوط"، الذي جعلتني معرفته التي جاءت بالصدفة، أعيد النظر في جدوى الكثير من المناقشات التي يغريك الأمل بخوضها، خصوصاً حين تتوهم قدرتك على إقناع من أمامك بوجهة نظرك، وتنسى أن الحياة أقصر من أن تنجح معها في شرح وجهة نظرك للجميع، خصوصاً إذا كانوا ليسوا مهتمين أصلاً بطرح وجهات نظرهم الراسخة للنقاش والجدل.

    خلال واحدة من زياراتي المنتظمة لذلك الجزء من شارع ستاينوي في حيّ كوينز النيويوركي الذي يطلقون عليه اسم "ليتل إيجيبت" لامتلائه بالمحلات والمطاعم والمقاهي المصرية، قابلت الرجل الذي أطلقت عليه اسم "أبو زعبوط"، لأنني حين قابلته أول ثلاث مرات خلال أشهر الشتاء القاسية، كان في كل مرة يرتدي زعبوطاً أبيض على بالطو وترينج تغير لونهما في كل مرة بعكس الزعبوط الذي ظلّ ملتصقاً برأسه، وما فهمته من صاحب المطعم الذي أتردد عليه، أن "أبو زعبوط" يسكن بالقرب من المنطقة، ويحب أن يقضي أوقات فراغه الطويلة في التسكع بين المحلات والمقاهي والمطاعم المصرية، وجرّ شَكَل أصحابها وبعض من يعرفهم من الزبائن، أو جرّ رجلهم إلى الرغي والحواديت، لكي يخفف من شعوره بالغربة، خاصة أنه اختار أن يعيش بمفرده في نيويورك، ولا يصطحب أسرته معه، "خوفاً على أبنائه وبناته من الانحراف والبوظان"، ولذلك فهمت لماذا كان "أبو زعبوط" يبادر في كل مرة ألتقيه فيها إلى سؤالي عن رأيي في قضية أو حدث، ثم يفتح معي مناقشة كانت تطول، برغم كل مجهوداتي لتقصيرها، لكن ذلك لم يكن حاله في آخر مرة، وهو ما استغربته.

    في أول مرة كانت المناقشة التي فتحها عن حسني مبارك الذي كان لا يزال حياً يُرزق ويُحاكم وتنطلق الشائعات عن وفاته مرة كل أسبوعين، وكان أبو زعبوط يدافع عنه بشراسة كان واضحاً أن هدفها هو الاستفزاز، لكنه حين اكتشف أنني لست معنياً بنقاش جاد لما يقوله، وأنني قلبت الحكاية إلى هزار يتجاهل استفزازه بل ويزايد عليه، ضحك وهو يعترف برغبته في استفزازي، ثم قال لي إنه كان أيام ثورة يناير في إجازته المعتادة في مصر، لكنه لم يكن متابعاً لما يجري في الثورة ولا مشغولاً بها، وينتظر أن تهدأ الأوضاع، ليتمكن من العودة إلى نيويورك دون أن يقلق على أسرته، لكنه نزل مع أخيه الثورجي إلى ميدان التحرير يوم 11 فبراير، وزاط مع الملايين في زيطة التنحي، وقال إنه كان يأمل أن ينوبه من الأموال المنهوبة أي نايب، لكن أمله خاب واتضح أن مبارك قام بتأمين "نهيبته" كما يليق بفلاح قراري يعرف كيف يتعامل مع تصاريف الزمن، وبعد قليل اعترف صاحبنا بأنه كان مؤيداً بشدة لمحمد مرسي وجماعة الإخوان وكان يأمل فيهم الخير لأنهم "في الآخر بتوع ربنا ومش هينهبوا البلد"، لكنه مع ذلك لم يزعل على مرسي عندما تم عزله وسجنه، "لأنه اتضح إنه مش قد الشيلة" وأن البلد تحتاج إلى الخباز الشاطر حتى لو سرق نصف الرغيف، ولذلك أصبح مؤيداً شرساً لعبد الفتاح السيسي، ثم أضاف ملخصاً: "وبعدين ما ملاش عيني بعد سنتين مما مسك، فرجعت أقول على مبارك إنه كان أحسن، على الأقل كان عارف يدوّرها، وبعدين احنا إيش عرفنا إنه كان حرامي أصلاً، أهوه كله كلام".

    بعد أن ترك لنا أبو زعبوط المكان، قلت لصديقي إنني أتمنى أن يمنحني هذا الرجل بعض الوقت والكثير من الثقة، لأكتب بالتفصيل سيرة تحولاته الفكرية والسياسية كمواطن، لأنني أزعم أنه لا يمثل شخصه فقط

    حين قابلت "أبو زعبوط" في مرة تالية، كان القضاء قد أصدر حكماً بتأييد الحكم على حسني مبارك وأبنائه في قضية سرقة المال العام في القصور الرئاسية، فبادرته مشاكساً: "قولي بقى.. أخبار حبيبك الحرامي إيه.. مش انت بتحترم القضاء الشامخ.. أهوه صاحبك طلع حرامي بحكم محكمة"، ففاجأني أبو زعبوط حين اختص المخلوع بمجموعة منتقاة من الشتائم أضاف بعدها: "أنا عمري ما كنت باحبه والله.. ده نهب البلد وجاب أجلها هو وحبيب العادلي.. بس خلاص بقى عايزين ننساه ونبص لقدام والبلد تهدا.. عشان مش عارفين نعيش كويس في الغربة من كتر القرف والهمّ اللي بتجيبهولنا الأخبار اللي بنسمعها.. والمهم إن قرايبي وصحابي واجعين دماغي عشان عايزين يسافروا أمريكا وكل واحد فيهم شغال نبر ونق ومش عارفين إننا بنتفشخ هنا عشان نعيش ونبعت القرشين للعيال كل شهر".

    قلت لـ "أبو زعبوط" إن ما قاله للتو يشكل بالنسبة إليّ فهماً جديدا ومتطوراً لفكرة الوطنية، حيث يطمح المواطن المغترب إلى استقرار بلده، فقط لكي يستطيع الاستمتاع بحياته الجديدة وينسى الحياة القديمة التي ابتعد عن وطنه بسببها، حتى لو اضطر إلى التوقف عن متابعة أخبار بلاده التي تحرق الدم وتعكر المزاج، فنظر إليّ محاولاً تحديد هل أتفق معه في الرأي أم أتريق عليه، ثم قرر تغيير الموضوع، حين أشار إلى كيس بلاستيك غامق وضخم كان يحمله على كتفه كأنه "مِخلاة"، وقال لي بابتسامة خبيثة: "على فكرة أنا الكيس ده لو اتمسكت بيه في مصر أتحاكم محاكمة عسكرية"، وقبل أن أسأله توضيحاً لاعترافه الغامض المفاجئ، فتح الكيس وأخرج منه عبوات واقيات ذكرية كبيرة الحجم، وأمسك بعبوة منها وقال لي بجدية: "أهي العلبة دي لوحدها تكفّي ألف ضابط".

    وحين سألته لماذا اختص الضباط في كلامه، ولم يقل "تكفّي ألف رجل"، سكت سكتة طويلة، كأنه يفكر في اتخاذ قرار بالإجابة بدلاً من التطنيش، ثم قال لي إن أخوه كان صاحب صيدلية كبيرة في مصر، ولذلك كان يساعده خلال فترة تجنيده على تحسين أوضاعه في الجيش، بمنح هدايا للضباط من بينها الواقيات الذكرية التي كانت وقتها من مستحدثات الأمور، وكان وجودها مع "الضابط الدكر" في جيبه أو مكتبه، يوحي أنه "مقطع السمكة وديلها"، حتى لو لم يكن له ثقل على السمك أصلاً، بالإضافة إلى قيامه بإهداء السادة الضباط تشكيلة من المقويات والمنشطات الرائجة في عصر ما قبل الفياجرا، وقبل أن يسترسل في المزيد من التفاصيل، تذكر أبو زعبوط أنه سبق أن أثنى في حديث سابق على الحكم العسكري الذي لا يصلح للشعب الفاسد غيره، لأن الضباط على عكس المدنيين ليس لهم في الحال المايل الذي جاب البلاد ورا، ولذلك سكت أبو زعبوط، وأدرك أن الحكي سيورطه في المزيد من الاعترافات التي سأستغلها ضده في نقاشاتنا القادمة، وحين طلبت منه أن يكمل حكايته التي بدأها، ابتسم ابتسامة شهرزاد حين تسكت عن الكلام المباح، وقال لي "نخليها في وقت تاني".

    بعد أن ترك لنا أبو زعبوط المكان، قلت لصديقي إنني أتمنى أن يمنحني هذا الرجل بعض الوقت والكثير من الثقة، لأكتب بالتفصيل سيرة تحولاته الفكرية والسياسية كمواطن، لأنني أزعم أنه لا يمثل شخصه فقط، بل يمثل قطاعات ضخمة من المصريين، الذين يشبهون أشقاءهم من الجماهير الغفيرة في أي مكان في العالم، في أنهم لا يتبنون مواقف سياسية حقيقية وحاسمة، كما يخيل لبعض حسني النية، خصوصاً أولئك الذين تأثروا بنموذج زينهم السماحي الذي صكه أستاذنا أسامة أنور عكاشة، وأصبحون يرون فيه معادلاً بصرياً ودرامياً للشعب. مع أن الغالب الأعم من خلق الله في كل بلاد الله، أبعد ما يكونون عن تبني المواقف السياسية الحاسمة والقاطعة، بل يميلون لمن يمتلك القوة، ويدورون معها حيث دارت، ويؤمنون بأن "الدنيا لمن غلبا" على حد تعبير أمير الشعراء أحمد شوقي، ويستمتعون بفكرة التشجيع التي ذاقوا طعمها الساحر في الكرة، ونقلوها إلى السياسة بكل ما يصحبها من رزالات ووساخات، لكنهم في الوقت نفسه يعرفون بالغريزة أن التشجيع في السياسة ليس فيه ولاءات طويلة المدى مثل الكرة، ولذلك يكتفون من تشجيعهم السياسي بمتعة أن تكون مع المنتصر فتشجع تطليعه لأيمان أم معارضيه، وتظل معه حتى ينهزم، فعندها تشجع طلوع أيمان أمه هو والذين انهزموا معه، وهكذا حتى يرث الله الأرض ومن عليها.

    للأسف، تسرّع صديقي ونقل لـ"أبو زعبوط" أمنيتي، فأصابه ذلك بتوتر شديد، جعله يبتعد مسرعاً عني حين رآني آخر مرة، لينتهي مع ابتعاده مشروع كتاب واعد كنت أنوي أن أسميه (أبو زعبوط)، لكنني ما زلت حتى الآن أتذكره كلما أوشكت على خوض مناقشة عبثية مع واحد من آباء الزعابيط الراغبين في تزجية وقت فراغهم على قفا وقتي، فأستعيد ابتسامة "أبو زعبوط" العريضة، وأقول لهم بهدوء شديد: "نخليها في وقت تاني".



    مزيد من التفاصيل

     

    الموضوع الأصلي : أبو زعبوط     -||-     المصدر : منتديات المطاريد     -||-     الكاتب : المستشار الصحفى

     

     


     
    رد مع اقتباس


    Latest Threads By This Member
    Thread Forum Last Poster Replies Views Last Post
    "عربي21" تفتح ملف تهجير المصريين من بيوتهم بدعوى... صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح المستشار الصحفى 0 1 28th March 2024 01:31 PM
    بايدن يخسر حتى دعم موطنه الأصلي.. كيف تؤثر غزة في... صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح المستشار الصحفى 0 1 28th March 2024 01:31 PM
    قبيل لقاء نتنياهو.. أهالي أسرى الاحتلال: الحكومة... صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح المستشار الصحفى 0 1 28th March 2024 01:31 PM
    مليار وجبة طعام تهدر سنويا.. ومئات الملايين... صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح المستشار الصحفى 0 1 28th March 2024 01:31 PM
    حزب الله يستهدف مستوطنات ومقر قيادة لجيش... صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح المستشار الصحفى 0 1 28th March 2024 01:31 PM

    إضافة رد

    مواقع النشر (المفضلة)


    أدوات الموضوع
    انواع عرض الموضوع

    الانتقال السريع

    Currency Calculator
    Your Information
    RSS RSS 2.0 XML MAP HTML


    Powered by vBulletin® Version 3.8.8
    .Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
    (جميع الأراء والمواضيع المنشورة تعبِّر عن رأي صاحبها وليس بالضرورة عن رأي إدارة منتديات المطاريد)
    SSL Certificate   DMCA.com Protection Status   Copyright  


    تنبيه هام

     يمنع منعاً باتاً نشر أى موضوعات أو مشاركات على صفحات منتديات المطاريد تحتوى على إنتهاك لحقوق الملكية الفكرية للآخرين أو نشر برامج محمية بحكم القانون ونرجو من الجميع التواصل مع إدارة المنتدى للتبليغ عن تلك الموضوعات والمشاركات إن وجدت من خلال البريد الالكترونى التالى [email protected] وسوف يتم حذف الموضوعات والمشاركات المخالفة تباعاً.

      كذلك تحذر إدارة المنتدى من أى تعاقدات مالية أو تجارية تتم بين الأعضاء وتخلى مسؤوليتها بالكامل من أى عواقب قد تنجم عنها وتنبه إلى عدم جواز نشر أى مواد تتضمن إعلانات تجارية أو الترويج لمواقع عربية أو أجنبية بدون الحصول على إذن مسبق من إدارة المنتدى كما ورد بقواعد المشاركة.

     إن مشرفي وإداريي منتديات المطاريد بالرغم من محاولتهم المستمرة منع جميع المخالفات إلا أنه ليس بوسعهم إستعراض جميع المشاركات المدرجة ولا يتحمل المنتدى أي مسؤولية قانونية عن محتوى تلك المشاركات وإن وجدت اى مخالفات يُرجى التواصل مع ادارة الموقع لإتخاذ اللازم إما بالتبليغ عن مشاركة مخالفة أو بالتراسل مع الإدارة عن طريق البريد الالكترونى التالى [email protected]