اليوم الثالث للحوار الليبي في المغرب: إعلان عن تفاهمات مهمة للتسوية

[المستشار الصحفى]

الصحف المصرية والعربية

انطلقت الجولة الثالثة من جلسات الحوار بين وفدي برلمان طبرق والمجلس الأعلى للدولة الليبي، صباح اليوم الثلاثاء، في مدينة بوزنيقة المغربية (جنوب الرباط)، بعد أن كان قد تقرر، مساء أمس، تمديد الجلسات ليوم إضافي، في وقت أعلن الفرقاء الليبيون عن "تحقيق تفاهمات مهمة تتضمن معايير واضحة للقضاء على الفساد وإنهاء حالات الانقسام المؤسساتي"، وتأكيدهم أن الحوار يسير بشكل إيجابي وبناء، والجميع يأمل بتحقيق نتائج طيبة وملموسة من شأنها إتمام التسوية في البلاد.

وكشف عضو وفد مجلس الدولة الأعلى الليبي محمد خليفة نجم، في نهاية الجلسة الصباحية لليوم الثالث من جلسات الحوار الليبي، عن تحقيق تفاهمات وصفها بـ "المهمة".
وقال نجم، خلال الإيجاز الصحافي الذي عقده بمعية عضو برلمان طبرق يوسف العقوري، إن "الفرقاء الليبيين يعلنون تحقيق تفاهمات مهمة تتضمن معايير واضحة للقضاء على الفساد وإنهاء حالات الانقسام المؤسساتي".
وأعلن نجم، الذي تحدث باسم وفدي برلمان طبرق والمجلس الأعلى للدولة الليبي، أن "الحوار السياسي الذي تحتضنه مدينة بوزنيقة المغربية يسير بشكل إيجابي وبناء، والجميع يأمل بتحقيق نتائج طيبة وملموسة من شأنها إتمام التسوية السلمية في ربوع البلاد".

وفي ختام جلسات اليوم، قرر الوفدان تأجيل المفاوضات إلى بعد غد الخميس، من دون مزيد من ذكر التفاصيل.
وحسب مصدر متابع لسير جلسات الحوار، فإن قرار التأجيل جاء بطلب من الفرقاء الليبيين من أجل الاستفاضة في النقاش وتحقيق المزيد من التفاهمات، لافتا إلى أن المفاوضات ما زالت تحتاج إلى تعميق النقاش حول بعض القضايا الخلافية، لا سيما المناصب السيادية وطرق توزيعها، بأفق التوصل إلى تفاهمات بخصوصها.
وكانت مصادر "العربي الجديد" قد رجحت أمس أن يتم التمديد ليوم إضافي ثان لاستكمال المفاوضات، لا سيما في ظل الأجواء الإيجابية التي سادت، إلى حد الساعة، الجلسات، وحرص الفرقاء على إبداء رغبة واضحة في التوافق، وكذا توصلهم إلى تفاهمات.



وعرفت الجلسة الافتتاحية للحوار الليبي حضور تسعة ممثلين لبرلمان طبرق يتقدمهم يوسف العقوري، فيما قاد عبد السلام الصفراني وفد المجلس الأعلى للدولة الليبي المكون من أربعة ممثلين.
وكان ممثل وفد المجلس الأعلى للدولة الليبي قد أكد، في الجلسة الافتتاحية للحوار، أن "المجلس الأعلى ومجلس النواب بطبرق يلتزمان بمسؤولية للإسراع بإيجاد حل وتجنب الانقسام ونشوب حرب جديدة"، مضيفاً "نتطلع في اللقاء إلى كسر حالة الجمود واستئناف العملية السياسية".
إلى ذلك، حظي احتضان المغرب لجلسات الحوار بين وفدي برلمان طبرق والمجلس الأعلى للدولة الليبي، التي انطلقت أول من أمس الأحد في أحد المنتجعات بمدينة بوزنيقة (جنوب الرباط)، بإشادة دولية، وذلك بالتزامن مع إبداء الفرقاء الليبيين، ساعات قبل انتهاء الجولة الثالثة من الحوار، تفاؤلهم بإمكانية الإعلان عن نجاح مسار التفاوض.
وعبر الاتحاد الأوروبي، اليوم الثلاثاء، عن امتنانه للدور المغربي في حلحلة الملف الليبي، باستضافته محادثات الفرقاء في بوزنيقة. وقال بيتر ستانو، الناطق الرسمي باسم الاتحاد الأوروبي، إن الاتحاد "ممتن للمغرب لدوره النشيط والفعال في إيجاد حل للنزاع الليبي".
وأضاف المتحدث الرسمي باسم الاتحاد في تصريح له: "نحن ممتنون للمغرب لدوره النشيط والفعال مع الطرفين في دعم ومساندة العملية التي تقودها منظمة الأمم المتحدة".

وأوضح بيتر ستانو أن الاتحاد الأوروبي "يرحب بأية مبادرة تهدف إلى دعم عملية الوساطة التي تقودها الأمم المتحدة، والمضي قدماً في حل النزاع الليبي من خلال عملية سياسية".
في السياق ذاته، أشاد الاتحاد الأفريقي بجهود المغرب من خلال جمع ممثلي البرلمان والمجلس الأعلى للدولة في ليبيا، بهدف إعادة تنشيط مسلسل إيجاد حل سياسي للأزمة الليبية.
وقال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي محمد، في تغريدة نشرها مساء أمس الاثنين، "أشيد بجهود المغرب من خلال جمع ممثلي البرلمان والمجلس الأعلى للدولة في ليبيا، بهدف إعادة تنشيط مسلسل إيجاد حل سياسي للأزمة الليبية"، مؤكداً أنه "يشجع الأطراف بقوة على الانخراط في هذا المسار لما فيه صالح الشعب الليبي".

Je salue les efforts du #Maroc en réunissant les représentants du Parlement + du Conseil d’Etat libyen en vue de relancer le processus d’une solution politique à la crise libyenne.J’encourage vivement les parties à s’engager dans cette voie pour le salut du peuple libyen. #Libye

— Moussa Faki Mahamat (@AUC_MoussaFaki) September 7, 2020

وكان المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، قد أعلن أمس، أن "الأمين العام للأمم المتحدة يؤيد جميع المبادرات التي من شأنها أن تعزز وتكمل جهود السلام الجارية".
وأوضح المسؤول الأممي، في تصريح صحافي، أنه "منذ بداية الأزمة الليبية، لعب المغرب دوراً بناء، وساهم في جهود الأمم المتحدة الهادفة إلى تحقيق حل سلمي للصراع الليبي".
وحسب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فإن الاتفاق السياسي الليبي الذي تم توقيعه في سنة 2015، في مدينة الصخيرات، يعد دليلاً على مشاركة المغرب الحازمة في إيجاد حل للأزمة الليبية إلى جانب الأمم المتحدة، مبدياً ثقته في أن "المبادرة المغربية الجديدة سيكون لها تأثير إيجابي، وستيسر مهمة الأمم المتحدة".
من جهته، أعرب رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي خالد المشري، في تغريدة له، عن شكره "للمغرب ملكاً وحكومةً وشعباً على ما يبذلونه من جهود كريمة باستضافة أشقائهم الليبيين، وتقديم كل الدعم لحوارات يأمل منها المساهمة في توحيد المؤسسات وإنهاء الانقسام، والمضي في أسرع وقت نحو الاستفتاء على الدستور والانتخابات البرلمانية والرئاسية".






مزيد من التفاصيل