اتّهمت أرمينيا، اليوم الأحد، جيش أذربيجان بالهجوم على مناطق مدنية في ناجورنو قره باغ، في حين قالت باكو من جهتها إنها تعرضت لهجوم من "انفصاليين".
وقال رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان، في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأحد، إن أذربيجان المجاورة هاجمت مناطق مدنية في منطقة ناجورنو قره باغ، مشيراً إلى أن الجيش يسيطر على الوضع بنجاح.
وأفادت وزارة الدفاع الأرمينية بأن قواتها أسقطت طائرتين مروحيتين وثلاث طائرات مسيرة لأذربيجان رداً على هذا الهجوم.
من جانبها، أكدت أذربيجان أنها شنّت "عملية مضادة" بعدما تعرّضت لهجوم من انفصاليي قرة باغ.
وذكرت وزارة الدفاع الأذرية أن أرمينيا قامت بقصف مكثف لمواقع الجيش الأذري والبلدات الواقعة قرب خط التماس، مشيرةً إلى سقوط قتلى وجرحى.
وأضافت وزارة الدفاع، في بيان، أن الجيش الأرميني بدأ عملية استفزاز واسعة النطاق في ساعات الصباح الأولى، عبر إطلاق النيران بالأسلحة الخفيفة والثقيلة ضد مواقع أذربيجانية عسكرية ومدنية.
وأشار البيان أن النيران الأرمينية أوقعت خسائر في الأرواح بين المدنيين، بجانب إلحاق دمار كبير بالبنية التحتية المدنية في عدد من القرى التي تعرضت لقصف أرميني عنيف.
وأكدت الوزارة أن الجيش الأذربيجاني رد بالمثل على الاستفزازات الأرمينية من أجل حماية المدنيين على خط الجبهة بالمنطقة.
وأضافت أن الجيش قرر إطلاق هجوم معاكس على طول خط الجبهة للرد على الهجوم الأرميني. وأشارت إلى أن قواتها تمكنت من تدمير عدد كبير من المرافق والمركبات العسكرية الأرمينية في عمق خط الجبهة، بينها 12 منظومة صواريخ مضادة للطائرات من طراز "OSA".
لا حاجة للتعبئة
وفي وقت لاحق، قال جيش أذربيجان إنه لا حاجة للتعبئة العامة في البلاد بسبب تصاعد التوتر مع أرمينيا لأن قوام الجيش مكتمل تماماً.
"قره باغ" لنا
من جهته، قال الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، الأحد، إن بلاده تدافع عن أراضيها، وإن إقليم قره باغ تابع لها، عقب هجوم أرميني عل مواقع بأذربيجان.
وأضاف، في تصريح: "لن تذهب دماء شهدائنا هدرا. دمرنا معدات عسكرية للجيش الأرميني".
وأوضح علييف أن أرمينيا تحاول التمركز بشكل غير قانوني في أراضي أذربيجان المحتلة.
تركيا تندد
إلى ذلك، أعربت تركيا، عن دعمها المطلق لأذربيجان. وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، في تغريدة على "تويتر"، إن على المجتمع الدولي أن يوقف فوراً "الاستفزاز الخطير في إقليم قره باغ"، مشدداً على "أن هجوم أرمينيا على المدنيين في قره باغ انتهك وقف إطلاق النار وأظهر معارضتها للسلام"، مؤكداً إدانة تركيا لهذه الهجمات ووقوفها دوماً إلى جانب أذربيجان في هذا النزاع.
Ermenistan’?n Azerbaycan’a y?nelik sald?r?s?n? ?iddetle k?n?yoruz.
Ermenistan sivil yerle?im birimlerine sald?rarak ate?kesi ihlal etmi? ve bar?? ve istikrara kar?? oldu?unu bir kez daha g?stermi?tir. Uluslararas? toplum bu tehlikeli provokasyona derhal dur demelidir.
— Ibrahim Kalin (@ikalin1) September 27, 2020
كذلك دانت وزارة الخارجية التركية الهجمات، معتبرة الحادث دليلاً على أن أرمينيا هي العقبة الكبرى أمام السلام في المنطقة.
وقال بيان للخارجية إن تركيا تقف إلى جانب أذربيجان بشكل كامل في هذا النزاع، داعية المجتمع الدولي "إلى الوقوف مع الحق".
كما قال المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم عمر جليك في سلسلة تغريدات على "تويتر"، "إن أرمينيا ارتكبت من جديد استفزازاً ينتهك القانون، وإن شبكات المذابح المرتبطة بأرمينيا ترتكب جريمة ضد الإنسانية"، وطالب المجتمع الدولي برفع الصوت عالياً ضد أرمينيا.
Ermenistan’?n #Azerbaycan’a y?nelik sald?r?s?n? ?iddetle k?n?yoruz.
Ermenistan bir kere daha hukuk tan?maz bir provokasyon gerçekle?tirdi.
Ermenistan’a ba?l? katliam ?ebekeleri bu sald?r?larla insanl?k suçu i?liyor
Ermenistan’a kar?? uluslararas? toplum sesini yükseltmelidir.
— ?mer ?elik (@omerrcelik) September 27, 2020
وأضاف أن تركيا ستقف كما هي دوماً إلى جانب أذربيجان في هذا النزاع، محذراً أرمينيا من أنها تلعب في النار وتضع أمن المنطقة على المحك.
روسيا قلقة
وفي أول رد فعل منها على التصعيد في إقليم قره باغ المتنازع عليه بين أرمينيا وأذربيجان، أعربت موسكو، عن قلقها من الوضع، داعية طرفي النزاع إلى الوقف الفوري لإطلاق النار.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان: "حسب المعلومات المتوفرة، ازدادت حدة الوضع في منطقة نزاع قره باغ بشكل كبير. تجري عمليات قصف مكثفة على امتداد خط التماس من الجانبين، وتتوارد معلومات عن خسائر".
وأضاف البيان: "ندعو الطرفين إلى الوقف الفوري لإطلاق النار وبدء المفاوضات بهدف تحقيق استقرار الوضع".
ومنذ عام 1992 سيطرت أرمينيا على نحو 20 في المائة من الأراضي الأذربيجانية، التي تضم إقليم " قره باغ" (يتكون من 5 محافظات)، و5 محافظات أخرى غربي البلاد، إضافة إلى أجزاء واسعة من محافظتي آغدام، وفضولي.
ومنذ ذلك الحين تسبب الوجود الأرميني في تهجير نحو مليون أذربيجاني من أراضيهم ومدنهم، فضلاً عن مقتل نحو 30 ألف شخص من جراء النزاع بين الجانبين.
مزيد من التفاصيل