وقال الشرقاوي إنه طلب من وزارة الثقافة منحه تصريح التشغيل أكثر من مرة خاصة بعد حصوله على إحكام قضائية والتي يعتبرها بمثابة أمر بتشغيل المسرح إلا أن القطاع الثقافي بالوزارة برئاسة د. أشرف زكي تجاهل الرد عليه أكثر من مرة.
وتأتي معاناة الشرقاوي الذي كان عضوا أو رئيسا لشعبة ولجنة المسرح بوزارة الثقافة منذ الستينات في عهد د. عبد القادر حاتم وفي عهد كل وزراء الثقافة السابقين، إلا أنه خرج منها في عهد الوزير فاروق حسني لسبب انه يهاجم مهرجان المسرح التجريبي منذ إنشائه قبل 23 عاما على يد الوزير الحالي أقدم وزراء الحكومة المصرية وأكد الشرقاوي أن المهرجان التجريبي يقوم باستضافة فرق الشوارع الأوروبية ويتكلف ملايين الجنيهات دون عائد حقيقي لعدم عرض مسرحية تجريبية واحدة من عروضه في التليفزيون المصري، كما هاجم الشرقاوي المهرجان القومي للمسرح والذي كان قد فاز فيه في أول دورة له قبل 15 عاما بلقب أحسن مسرحية وأحسن إخراج وأحسن تأليف لمسرحيته " دستور يا أسيادنا "، إلا أن الجوائز لم تمنح له بحجة تسريب نتائج المسابقة وتوقف المهرجان 12 عاما إلى أن عاد مؤخرا .
الشرقاوي وفرقته على الرصيف
ورفض الشرقاوي الانصياع لأوامر الشرطة المصرية بمغادرة مسرحه وظل يقاوم محاصرة المسرح حتى وقف أمام أبوابه ، وأعلن أنه يملك أحكام قضائية تتيح له تشغيل المسرح طالما وزارة الثقافة ومحافظة القاهرة ورئاسة حي عابدين يرفضون تنفيذ الأحكام، وطالب الشرقاوي من الرئيس مبارك أن يتدخل لحماية الفن العريق وحماية مسرح مشرف قدم عليه أكثر من 40 مسرحية أفضل من مسرحيات قدمتها وزارة الثقافة نفسها على شاكلة " النمر " لمحمد نجم و " روايح " لفيفي عبده.
وأشار الشرقاوي الأستاذ بالمعهد العالي للفنون المسرحية لأكثر من نصف قرن ، إلى أنه شيد هذا المسرح على حسابه الخاص، وسالت دمائه على جدرانه حين بدأ البناء ووضع فيه كل مدخراته من الفن طوال مشواره، وشدد على أنه يرفض التهديد والوعيد وأن مصر دولة قانون ويجب أن تحترم الجهات المسؤولة أحكام القضاء الواجبة النفاذ وأن هناك ثلاث دعاوى قضائية مازالت أمام القضاء ، ولا يجب تكييف المسألة على أنها خلافات شخصية بيني وبين وزير الثقافة فاروق حسني .
وطالب الشرقاوي بسرعة إنهاء الأزمة وإعادة فتح مسرحه، لأنه يعد أحد أهم أركان المسرح المصري الحديث، والذي أفنى حياته بين أركان جدرانه، بحسب تصريحاته لـ" العربية.نت".
مضمون المسرحية
يشار إلى أن المسرحية التي لعب بطولتها نجوم شباب وطلبة من المعهد العالي للفنون المسرحية، ومن بينهم هبة محمود ومحمد رمضان الشرقاوي ومازن الغرباوي والذي لعب الديكور دور البطل في العرض لتغيير لوحاته على مدار العرض الذي تزيد مدته عن ثلاث ساعات على فصلين، تناول المؤلف محمود الطوخي والمخرج الكبير جلال الشرقاوي كل الأحداث التي أفرزتها الأنماط السلوكية في المجتمع.
وقد هاجمت المسرحية الضريبة العقارية التي صدرت بقانون من وزير المالية بطرس غالي، وهاجمت مشايخ الفضائيات وفتاوى تلك القنوات، وانهيار جبل المقطم على سكان الدويقة. كما عرضت للجماعات الإرهابية وعمليات غسيل المخ التي يتعرض لها الشباب بسبب أزمة البطالة، كما تطرقت لأزمة اختبارات وزارة الخارجية والتي تعتمد مصطلح "غير لائق اجتماعيا".
كما ناقش العرض ضربة الحذاء الشهيرة لمنتصر الزيدي التي وجهها نحو الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش، وناقشت المسرحية في إطار فكرة الاراجوز كل سلبيات المجتمع المصري والحكومة المصرية كاشفا من خلالها بجرأة شديدة أوجاع مجتمع بإسره، ولهذه الجرأة دفع ثمنها الشرقاوي بإغلاق مسرحه وتشميعه بالشمع الأحمر طالبا من الرئيس مبارك التدخل لإنقاذ صرح مسرحي عريق حتى لايغلق آخر ضوء مسرحي حقيقي في مصر، بعد أن أغلقت المسارح الأخرى أبوابها بمحض إرادتها على حد قوله .
المسرح غير آمن
وفي اول رد فعل له حول اغلاق المسرح أكد محافظ القاهرة د. عبد العظيم وزير في بيان حصلت "العربية . نت" على نسخة منه أن مسرح الشرقاوي غير آمن من الناحية الإنشائية بحسب تقارير الجهات المعنية بالسلامة والأمان وهيئة الحماية المدنية وجهاز الأمن الصناعي وجهاز التفتيش الفنى على أعمال البناء التابع لوزارة الإسكان ومديرية أمن القاهرة التى قررت ايضا أن المسرح لا تتوافر له معايير الأمان ومتطلبات الدفاع المدنى اللازمة لمكافحة الحرائق وبالتالى تعريض أرواح المواطنين للخطر فى حالة وقوع أى كارثة إذ تتعذر أعمال الإنقاذ فيما لو حدث اي حريق داخل المسرح او المكاتب الخارجيةالتابعة له.
وتابع : حرصا منا على أرواح وسلامة جمهور المسرح والمنشآت المتاخمة له اتخذت محافظة القاهرة التدابير والاحتياطات الأمنية اللازمة حتى يكون هذا القرار سابقا لأي حدث مؤسف قد لا تحمد عقباه .
وأوضح محافظ القاهرة أنه لم يصدر حتى الآن أى حكم نهائى قطعى واجب النفاذ فى القضايا المتداولة بين المحافظة ومالك المسرح الذى لم يكترث لتقارير الجهات المعنية وضرب بها عرض الحائط رغم وجود خطورة على رواد المسرح والمبنى الأثرى لمعهد الموسيقى العربية الذى يعد جزء من تاريخ مصر، و يحق لأى مواطن الاستمتاع برؤيته دون أن يكون هناك أى عوائق تحجب الرؤية أو أى مخاطر تهدد هذا التراث باعتباره يمثل تحفة معمارية.
وأكد د. اشرف زكي رئيس قطاع شئون الإنتاج الثقافي بوزارة الثقافة لـ "العربية.نت" أن قرار تشميع المسرح بالشمع الأحمر جاء لعدم حصول جلال الشرقاوي على ترخيص بالتشغيل لعامي 2009 و 2010 ، و أن مسرح الفن بدأ يمارس نشاطه دون الحصول على رخصة تشغيل ومزاولة من قطاع شئون الإنتاج الثقافى وهو ما يتعارض مع تشغيل المسرح بدون أذن الوزارة التي منحته حق الانتفاع لسنوات طويلة.