شيء عن الرحلة - منتديات المطاريد
بسم الله الرحمن الرحيم
وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَٰهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَٰهٌ ۚ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (84) وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (85) "الزخرف"

منتديات المطاريد | الهجرة الى كندا | الهجرة الى استراليا

 


DeenOnDemand


BBC NEWS

    آخر 10 مشاركات

    Arabic Discussion Forum with a Special Interest in Travel and Immigration

    Immigration to Canada, Australia, and New Zealand

    Egypt and Middle East Politics, History and Economy

    Jobs in Saudi Arabia, USA, Canada, Australia, and New Zealand

    العودة   منتديات المطاريد > إعلام وثقافة وفنون > صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح

    صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح وسائل إعلام مسموع ومقروء ومرئى

    صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح

    شيء عن الرحلة


    الهجرة إلى كندا والولايات المتحدة واستراليا

    مواقع هامة وإعلانات نصية

    إضافة رد
     
    أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
    قديم 4th October 2020, 11:03 AM المستشار الصحفى غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 1
    Field Marshal
     





    المستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud of

    new شيء عن الرحلة

    أنا : المستشار الصحفى




    على بعد خطوات من كنيسة "سان جوست إي باستور"، في قلب المدينة التاريخية، سكنت في بيت قديم، ما زالت آثار الحرب الأهلية، واضحة على بعض جدرانه.

    سكنت مع السيدة كارلوتا ذات الثمانية والسبعين عاماً، والمولودة في المنزل، وتتشارك العزلة مع كلبتها صغيرة الحجم "نينا"، بعد أن فارقتها ابنتها الوحيدة، لما تزوّجت من حرفي مغربي.

    كانت غرفتي واسعة بسقف عال من خشب، كما هو الشائع في نمط بناء ذلك الوقت، في الحيّ القوطي ببرشلونة: الحيّ الوحيد الباقي، من بين جميع الأحياء القوطية في قارّة أوروبا.

    الحيّ الذي ما يزال مخرجو السينما يؤثرونه للتصوير، ولا تعدم أن تراهم بفريقهم ومعدّاتهم وصخبهم، بين وقت ووقت، يصوّرون مشاهدَ في الحيّ، ويدورون في شوارعه كفصيل النمل.

    كانت سكناي قد تيسّرت بفضل قسيس يساري، بأجرة 270 يورو شهرياً، بينما الغرفة المواجهة لي، وهي نسخة عن غرفتي بذات المساحة والأوصاف، كان يستأجرها صحافي أميركي متزوّج من عارضة أزياء روسية، بأجرة قدرها 1000 يورو شهرياً.

    لم أجد عنتاً مع كارلوتا، فهي عجوز وحيدة قوية الشكيمة، وبلا أمراض، وتهفو للرفقة وتدمن الويسكي الاسكتلندي.

    تدبّرت أموري معها جيداً، واضعاً حدوداً للعلاقة ومساحات التحرّك، فلم آلف منها إلّا كل احترام، ولطف.

    كانت بين وقت وآخر تسأل: هل أنت مرتاح معي؟ هل ثمّة منغّصات؟ وكنت أجيبها دوماً بأني مرتاح جدّاً، وهذا حق وواقع.

    إبريل ببرودته البلجيكية القارسة أعطانا انطباعاً مُغِمِّاً

    شهور مرّت، كتبتُ خلالها كتابَ يوميات عن حي الغوتيكو، وبعض القصائد، وعشت لحظات شغف وقيامة بألوان مبهجة ومشرقة، حتى جاء أولادي، وتعالج ابني الصغير في مشفى برَّاكير للعيون، ثم حملنا أمتعتنا ويمّمنا وجوهنا نحو بروكسل.

    فلا مستقبل للأولاد في هذا البلد، لأنه ما من فرص عمل، إلا بشق الأنفس، وبراتب ضئيل.

    وعليه، فالبحث عن عمل ومستقبل للأولاد، كان دافعنا الأوحد نحو الرحيل إلى بلجيكا، إذاً.

    ركبنا الباص من المحطة المركزية بالقرب من قوس النصر، وبعد نحو عشرين ساعة سفر متواصلة، مررنا خلالها على قبر الشاعر القائل: "الخطى تصنع الطريق"، وصلنا مدينة غِنْتْ، ومن هناك جاء صهري بسيارته وأخذنا لبيته الكائن في مدينة أنتويرب.

    كانت رحلة السفر شاقّة، وليلية، فلمّا وصلنا بيته الصغير الضيّق، غفونا على الكنب، وبعد أربع ساعات قمنا، كي نتوجّه إلى العاصمة، وهناك نسلّم أنفسنا كطالبي لجوء إلى الكومساريا.

    كان إبريل، ببرودته البلجيكية القارسة، وخصوصاً في الفجر، قد أعطانا انطباعاً مُغِمِّاً، ولما وصلنا بروكسل، تُهنا، حيث ذهبنا لمقر الكومساريا القديم الذي أُغلق، وبعد لأيٍ وتعرّضٍ لشفشفة الصقيع، الذي يكهرب العظم، وصلنا إلى المبنى الجديد في الثامنة، وصففنا في الطابور الطويل على بابه الأشبه بباب قلعة من تلك القلاع المشيدة أيامَ النازي.

    لفتتني جهامة المبنى واسوداد واجهته، فذكّرتني فوراً بما رأيته في معتقل أوشفتس، قبل سنوات.

    وفي نحو التاسعة، فُتح الباب، وبدأ اللاجئون الجدد يدخلون ويبصمون.

    وهكذا، بعد عصر السابع عشر من إبريل، ظفرنا بغرفة واسعة، في المبنى نفسه المسمّى "بيتي شاتو"، حيث نمنا كالمقتولين من التعب، ولم نستيقظ إلا صباح اليوم التالي.

    وهكذا بدأت رحلة لجوء جديدة لي، وما زالت مستمرّة، حتى اللحظة.

    إذ قابلنا، أولادي وأنا، المقابلة الثانية الحاسمة، وقابل ولدي الأكبر مقابلة ثالثة، والآن نحن في خضم انتظار الرد، إمّا سلباً أو إيجاباً.

    والحق، أنني لم أحبب بلجيكا، ولا الجانب الفلاماني (فلاندرز) منها، منذ واجهت أوّل علامة على العنصرية وكره اللاجئين، مِن أحد مواطنيها في الشارع.

    ثم بعد ذلك لاحظت العنصرية المتفشّية في إدارة مخيّم بروخم، حيث نقيم منذ سنة ونصف، وفي تعامل موظّفيه وموظّفاته معنا، الأمر الذي لم أمر به ولا رأيت له مثيلاً، طوال سبع سنوات من الإقامة في برشلونة، والتجوال في باقي مدن وأقاليم إسبانيا الدافئة.

    ومن المحتمل جدّاً أن نجد المزيد من المفاجآت، فنحن نعرف فقط الجزء الذي عشناه من القصّة.

    أي نعم يا محترم.

    فهذه بلاد ربّها الأعلى هو السنت، وشطر منها بثقافته ولغته الهولنديتين (الفلاندرز)، يكره الشطر الثاني بثقافته ولغته الفرنسيتين (والونيا)، وتطالب أحزاب اليمين النافذة فيه، بالاستقلال، وتكوين دولة خاصة بهم.
    هل يمكن أن تبرأ كشخص من ركلات العنصرية وندوبها؟

    أمّا في دروس الإدماج المفروضة قسراً على اللاجئين، فيعلموننا كيف أنهم يحقدون على الجانب الوالوني، الذي كان قديماً يملك مقاليد كل شيء في البلد، ويستخدم أطفالهم كعبيد في العمل ـ وكان الفلاندرز، آنَها، فقراء معدمين: مجرّد فلاحين لا يفهمون من الدنيا إلا شؤون عالمهم الصغير وكيف يفلحون الأرض ويرعون الغنم، ويحلبون لا غير.

    ولأن العالم دولاب، وما من عالٍ يبقى عالياً، وما من واطىء كذلك، فلقد انقلبت الأمور، وها هم الفلامانيون يملكون المال ـ مصدر السلطة الرئيس، وباتوا هم الجانب الأغنى والأثرى في المملكة، وثمّة في خبايا الجيل القديم منهم، نوازع ليست سارة تجاه الوالونيين.

    أما بعد: فيقال إن الفلاماني بطبيعته ونتيجة ظروفه التاريخية، هو إنسان معتم قاتم. عملي جداً وجاد جداً في عمله وفي حياته الشخصية معاً، دون ظل دعابة أو إشراقة مرح.

    ويقال إنه يكره، في دخيلته، لا الوالونيين ولا اللاجئين من أمثالنا فحسب، بل يكره نفسه أيضاً.

    ويأتي هذا التأويل كتبرير لبعضٍ من مشاهد الموقف العنصري عندهم تجاه الآخر (الشريك الوطني، والغريب).

    فماذا يفعل شاعر، رأسماله الوحيد هو إنسانيته فحسب، في هول هذا الخضم؟

    هل يمكن أن يحب البلد، حتى لو حصل على إقامة وخرج من سجن المخيّم، الذي هو بالفعل، وكما قالها ذات جلسة غاضبة، لمديرته العنصرية: ليس أكثر من معسكر اعتقال نازي ولا أقل؟

    وهل يمكن أن تبرأ كشخص، بعد عامين أو نحوهما من تلقّي ركلات العنصرية وندوبها، فلا تنعكس على ردود أفعالك، فتنقلب أنت الإنساني عنصرياً بدورك؟

    يا للهول! وأما بعد:

    فمن قال إن برشلونة ليست ست الدنيا وسيّدة مدن العالم؟

    ومن قال إن لها شبيهاً بين شقيقاتها الأوروبيات الكبريات، وهي حقاً بلا شبيه؟

    باريس؟ برلين؟ لندن؟ هيهات... هيهات.

    فما من مدينة زرتها وأقمت فيها، لها مزايا روح هذه المدينة، وطيبة شعبها عموماً، كشعب متوسّطي وجنوبي، قريب جدّاً منّا.

    تحية إلى برشلونة، إلى باي دي برون والغوتيكو، إلى أيام كتالونيا الحلوة وأمسياتها الجميلة، إلى أصدقاء كثر، عزيزين على القلب، من مواطنيها وغربائها... وأما خطأ مجيئنا هنا، فقدّر اللهُ وما شاء فعل!


    * شاعر من فلسطين




    مزيد من التفاصيل

     

    الموضوع الأصلي : شيء عن الرحلة     -||-     المصدر : منتديات المطاريد     -||-     الكاتب : المستشار الصحفى

     

     


     
    رد مع اقتباس


    Latest Threads By This Member
    Thread Forum Last Poster Replies Views Last Post
    بعد عملية رفح.. مسؤول إسرائيلي يكشف "الوجهة... أخبار متفرقة ينقلها لكم (المستشار الصحفى) المستشار الصحفى 0 1 29th March 2024 12:39 AM
    فلسطين تعلّق على أوامر محكمة العدل الدولية... أخبار متفرقة ينقلها لكم (المستشار الصحفى) المستشار الصحفى 0 1 29th March 2024 12:39 AM
    دراسة: الكلاب تفهم كلام البشر أكثر مما نظن أخبار متفرقة ينقلها لكم (المستشار الصحفى) المستشار الصحفى 0 1 29th March 2024 12:39 AM
    أزمة تجنيد "الحريديم".. طلب جديد من نتنياهو... أخبار متفرقة ينقلها لكم (المستشار الصحفى) المستشار الصحفى 0 1 29th March 2024 12:39 AM
    "داعش" يشيد بهجوم موسكو الإرهابي.. وروسيا تتهم... أخبار متفرقة ينقلها لكم (المستشار الصحفى) المستشار الصحفى 0 1 29th March 2024 12:39 AM

    إضافة رد

    مواقع النشر (المفضلة)


    أدوات الموضوع
    انواع عرض الموضوع

    الانتقال السريع

    Currency Calculator
    Your Information
    RSS RSS 2.0 XML MAP HTML


    Powered by vBulletin® Version 3.8.8
    .Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
    (جميع الأراء والمواضيع المنشورة تعبِّر عن رأي صاحبها وليس بالضرورة عن رأي إدارة منتديات المطاريد)
    SSL Certificate   DMCA.com Protection Status   Copyright  


    تنبيه هام

     يمنع منعاً باتاً نشر أى موضوعات أو مشاركات على صفحات منتديات المطاريد تحتوى على إنتهاك لحقوق الملكية الفكرية للآخرين أو نشر برامج محمية بحكم القانون ونرجو من الجميع التواصل مع إدارة المنتدى للتبليغ عن تلك الموضوعات والمشاركات إن وجدت من خلال البريد الالكترونى التالى [email protected] وسوف يتم حذف الموضوعات والمشاركات المخالفة تباعاً.

      كذلك تحذر إدارة المنتدى من أى تعاقدات مالية أو تجارية تتم بين الأعضاء وتخلى مسؤوليتها بالكامل من أى عواقب قد تنجم عنها وتنبه إلى عدم جواز نشر أى مواد تتضمن إعلانات تجارية أو الترويج لمواقع عربية أو أجنبية بدون الحصول على إذن مسبق من إدارة المنتدى كما ورد بقواعد المشاركة.

     إن مشرفي وإداريي منتديات المطاريد بالرغم من محاولتهم المستمرة منع جميع المخالفات إلا أنه ليس بوسعهم إستعراض جميع المشاركات المدرجة ولا يتحمل المنتدى أي مسؤولية قانونية عن محتوى تلك المشاركات وإن وجدت اى مخالفات يُرجى التواصل مع ادارة الموقع لإتخاذ اللازم إما بالتبليغ عن مشاركة مخالفة أو بالتراسل مع الإدارة عن طريق البريد الالكترونى التالى [email protected]