من جعبة الحكايات - منتديات المطاريد
بسم الله الرحمن الرحيم
وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَٰهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَٰهٌ ۚ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (84) وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (85) "الزخرف"

منتديات المطاريد | الهجرة الى كندا | الهجرة الى استراليا

 


DeenOnDemand


BBC NEWS

    آخر 10 مشاركات

    Arabic Discussion Forum with a Special Interest in Travel and Immigration

    Immigration to Canada, Australia, and New Zealand

    Egypt and Middle East Politics, History and Economy

    Jobs in Saudi Arabia, USA, Canada, Australia, and New Zealand

    العودة   منتديات المطاريد > إعلام وثقافة وفنون > صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح

    صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح وسائل إعلام مسموع ومقروء ومرئى

    صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح

    من جعبة الحكايات


    الهجرة إلى كندا والولايات المتحدة واستراليا

    مواقع هامة وإعلانات نصية

    إضافة رد
     
    أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
    قديم 8th October 2020, 08:40 AM المستشار الصحفى غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 1
    Field Marshal
     





    المستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud of

    new من جعبة الحكايات

    أنا : المستشار الصحفى




    (1)

    مشكلة كثير من الشعراء الرديئين أنهم لم يُرزقوا في وقت مبكر بأصدقاء صادقين.
    أنقذتني الصداقة الصادقة من توهُّم نبوغي الشعري، وأنقذت الشعر مني. كنا وقتها على وشك أن ننهي دراستنا في كلية الإعلام، وكنت قد انتهيت من قرض ديوان كامل اخترت له عنواناً مراوغاً يهدف لجرّ رِجل القارئ قبل إغراقه في لُجّة المشاعر: (لا يفُلّ الحبيب إلا الحبيب).
    جمعت في الديوان نخبة من قصائدي التي تصور رحلة صعود وهبوط أحلامي العاطفية التي لم يكن قد تبين بعد أنها بلهاء، ثم انتخبت قصيدة منه تحمل عنواناً جليلاً متأثراً بمثلي الشعري الأعلى محمود حسن إسماعيل هو: (إلى ملائكية الوجه)، وقررت أن أبدأ بعرض القصيدة على أعز وأجهل أصدقائي، لأختبر رد فعله بوصفه نموذجاً للقارئ العادي الذي يطمع فيه الديوان.
    أمسك المخفي أوراق القصيدة بجدية وتهيّب من عُرضت عليه الأمانة، وبعد هُنيهة ندّت عنه شخرة، أقسم برأس أمه أنها لم تكن شخرة، بل كانت محاولة فاشلة لكتم الضحك الذي انفجر فيه، وبعد أن غالبه بصعوبة، اتضح أن دخلة القصيدة هي التي أوقعته من الضحك، لأنها كانت تقول:
    "وماذا بعدُ يا قلبي
    أيبقى نايك السحريّ
    ينشد غنوة الأشواق للأبدِ"

    كان ذلك قبل ظهور الداعية ذاكر نايك في الأجواء، لكن مجرد تراصّ حروف كلمة (نايك) في مطلع القصيدة كان كافياً لتحويلها إلى مسخرة، مع أنني الآن أعتقد أن كلمة (السحري) هي الأولى بالتمسخر، وأظنها لَزَقت بوجداني من تأثير ترديدي المستمر لإعلان: "ادّيني لبانة من السحري.. واشمعنى السحري مُصِرّ عليه". بالطبع التقط خيط المسخرة صديق أشد سفالة وجهالة، واقترح أن يتم تعديل عنوان القصيدة لتصبح "إلى منائكية الوجه"، ولقي الديوان الوليد حتفه في تلك الليلة الليلاء، ولم يبق من ذكراه إلا ضحكات منغمة تنفجر كلما قابلنا بعضنا بعد طول غياب، ليكون أول ما نقوله لبعضنا:
    "وماذا بعد يا قلبي؟".

    كان من السهل بعد ما قاله الأستاذ هيكل أن أفهم لماذا بدا الأستاذ أحمد بهجت أكبر من الأستاذ هيكل بكثير، مع أنه أصغر منه بتسع سنوات فقط، لأنه ظل لعقود طويلة ينتمي إلى مدرسة المحمّر والمشمّر التي تبدأ الأكل بعد الساعة الرابعة عصراً

    (2)

    ساقتني إلى هذه الحكاية دردشة دارت مع الصديق طلال فيصل وبعض صحبته على الفيس بوك عن الموسيقار محمد عبد الوهاب والنظام الغذائي الصارم الذي سار عليه أغلب حياته، حيث التزم بالأكل المسلوق والنباتي والجبنة القريش والفول الذي لا تكثر فيه التحابيش مع أكل الردّة بالمعلقة لكي تسهل عملية الهضم، في تطبيق مدهش لسياسة "البضن على النفس" وأخذها بالشدة، ساعده على أن يعيش طويلاً ويقترب من المئة عام، ولولا أنه كان في النهاية من أبناء باب الشعرية ومن تربية مشايخها ويعرف أن "كلنا لها" لراوده الطموح في المزيد.

    الحكاية التي تذكرتها دارت ذات يوم من أيام سنة 2007، حين حضرت حفلة غداء أقامتها دار الشروق في فندق (سوفيتيل) بالجزيرة لتكريم الكاتب الكبير أحمد بهجت بمناسبة عيد ميلاده السابع والسبعين، وطلب مني المهندس إبراهيم المعلم أن ألقي كلمة في الحفلة بوصفي "أشبب" الحاضرين أو أصغرهم سناً لأن الشباب مسألة نسبية في نهاية المطاف، وكنت في غاية السعادة بتلك الفرصة التي أتيحت لي للمشاركة في تكريم كاتب كان من أوائل من أحببت القراءة له وأنا طفل في كتبه الدينية الجميلة، ثم أحببته أكثر حين قرأت أسلوبه القصصي الساخر الذي لم يلق الاهتمام النقدي الذي يليق به.

    شاء حظي الحسن أن أجلس في قاعة الاحتفال الدائرية ما بين الأستاذين محمد حسنين هيكل وفهمي هويدي، وكنا بعد أن انتهت الكلمات والسلامات والتحيات قد أصبحنا على مشارف الرابعة عصراً، وكنت أكاد أن أقع من الجوع، واستبشرت خيراً ببدء نزول أطباق الغداء، لكني سرعان ما صدمت حين اكتشفت طبيعة الأكل الذي قدمه المطعم الفرنسي الذي كنا نجلس فيه، فقد كان في الطبق الأول قطعتا جمبري مشوي انزويتا في ركن من الطبق الفسيح وهما غارقتان في سائل أصفر مخاطي القوام، اتضح أن له علاقة بالمسطردة، وبدلاً من أن يملأ الشيف التافه فضاء الطبق بالجمبري، قرر أن يملأه برسومات بلهاء استخدم فيها الصوص الذي كان طعمه أرحم من شكله.

    أجهزت على "الجمبريايتين" بضربتين متتابعتين توفيراً للوقت واستعجالاً لما هو قادم، وحين نظرت إلى طبق الأستاذ هيكل، وجدت أنه لم يلمسه، فظننت أنه لا يحب الجمبري أو ربما قرف من السائل الغريب، فاستكملت حديثي معه ومع الأستاذ فهمي، لينزل بعد قليل الطبق الثاني الذي كان عبارة عن خليط غير متجانس من أشياء خضراء مسلوقة وكتل صلبة يرجح أنها لحوم، ودون الانشغال بتبين كنهه، تم التعامل معه على الفور، وحين نظرت إلى الأستاذ هيكل وجدته محتفظاً بمسافة من الطبق ومستمراً في الحديث، فقررت أن أسأله عما إذا كان لديه موقف من المطبخ الفرنسي، ربما كان يعود إلى علاقته السابقة بشارل ديجول أو جورج كليمنصو أو شيء من هذا القبيل.

    أجاب الأستاذ هيكل على تساؤلي بهدوء شديد قائلاً: "لا ما فيش موقف من المطبخ الفرنسي، أنا عندي موقف من الأكل بعد الساعة أربعة العصر أيا كان نوع المطبخ اللي طالع منه الأكل، ولإني لسه متغدي الساعة اتنين فمش جعان دلوقتي"، ولأن ما قاله لم يكن من السهل على أمثالي استيعابه فقد أعدت سؤاله عن الموعد الذي يتوقف فيه عن الأكل، وحين أكد أنه يتوقف عن الأكل بعد الساعة الرابعة مساءً، سألته: "طيب حضرتك بتنام الساعة كام؟"، متخيلاً أنه سيقول لي إنه ينام في الثامنة مساءً، ليتمكن من الاستيقاظ فجراً للعب الجولف مع صنّاع القرار وشهود العصر، لكنه قال إنه ينام في الحادية عشرة ليلاً وأنه كان ينام من قبل في التاسعة والنصف أو العاشرة مساءً، لكن نومه أصبح أقل في السنوات الأخيرة.

    قلت له محاولاً إخفاء ذهولي مما أسمعه: "طيب حضرتك ما بتصحاش مثلاً بالليل تعدّي على التلاجة وتنأنأ أي حاجة"، فرد بتعبير بديع كعادته قائلاً: "أنا مصمم ضد النأنأة"، فقلت له إنني يمكن أن أطبق نفس نظامه وأتوقف عن الأكل بعد الساعة الرابعة، بشرط أن أنام في الخامسة عصراً، وأصحو في الواحدة ليلاً لكي أتناول إفطاراً مبكراً أو عشاءً متأخراً، لكي أتمكن من مغالبة الحرمان الذي لن يقوى عليه جسمي، فقال الأستاذ هيكل بابتسامة هادئة لا أثر فيها للفخر، إنه لا يشعر بأي حرمان لأنه تعود على هذا النظام من سنين طويلة، فتآلفت معه معدته، ولم يعد يحس بأي تضحية، وقد اكتشفت بعدها أن الأستاذ أحمد رجب كان يسير على نفس الطريقة، ويتوقف عن الأكل من العصر مهما سهر، لكن الأستاذ هيكل كان أكثر انضباطاً من الناحيتين الغذائية والمائية، ولذلك لم تتدهور صحته بسرعة كما حدث لأحمد رجب.

    كان من السهل بعد ما قاله الأستاذ هيكل أن أفهم لماذا بدا الأستاذ أحمد بهجت أكبر من الأستاذ هيكل بكثير، مع أنه أصغر منه بتسع سنوات فقط، لأنه ظل لعقود طويلة ينتمي إلى مدرسة المحمّر والمشمّر التي تبدأ الأكل بعد الساعة الرابعة عصراً، وهي المدرسة التي ظللت أتشرف بالانتماء إليها، وغادرتها مضطراً بحكم المرض إلى مدرسة "اتعشى خفيف وما تاكلش قبل أربع ساعات من النوم"، عملاً بقول الحكيم كونفوشيوس: "من جار على شبابه شخّت عليه شيخوخته"، صحيح أن كونفوشيوس لم يقل هذا الكلام، لكن أتمنى ألا يجعلك ذلك تتعامل مع نظامك الغذائي باستخفاف، وأن تدرك أهمية أن تبضن على نفسك قبل أن يبضن عليك جسمك.



    مزيد من التفاصيل

     

    الموضوع الأصلي : من جعبة الحكايات     -||-     المصدر : منتديات المطاريد     -||-     الكاتب : المستشار الصحفى

     

     


     
    رد مع اقتباس


    Latest Threads By This Member
    Thread Forum Last Poster Replies Views Last Post
    وسائل إعلام فلسطينية: جيش الاحتلال الإسرائيلي... صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح المستشار الصحفى 0 1 28th March 2024 08:02 AM
    الكويت على حدود فلسطين: توثيق سبع سنوات في حرب... صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح المستشار الصحفى 0 2 28th March 2024 08:02 AM
    وسائل إعلام فلسطينية: طائرات الاحتلال تشن غارات... صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح المستشار الصحفى 0 1 28th March 2024 08:02 AM
    أبرز ملفات رئيس الاستخبارات الروسية إلى كوريا... صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح المستشار الصحفى 0 2 28th March 2024 08:02 AM
    تفاصيل عملية إطلاق النار قرب بلدة العوجا في... صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح المستشار الصحفى 0 2 28th March 2024 08:02 AM

    إضافة رد

    مواقع النشر (المفضلة)


    أدوات الموضوع
    انواع عرض الموضوع

    الانتقال السريع

    Currency Calculator
    Your Information
    RSS RSS 2.0 XML MAP HTML


    Powered by vBulletin® Version 3.8.8
    .Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
    (جميع الأراء والمواضيع المنشورة تعبِّر عن رأي صاحبها وليس بالضرورة عن رأي إدارة منتديات المطاريد)
    SSL Certificate   DMCA.com Protection Status   Copyright  


    تنبيه هام

     يمنع منعاً باتاً نشر أى موضوعات أو مشاركات على صفحات منتديات المطاريد تحتوى على إنتهاك لحقوق الملكية الفكرية للآخرين أو نشر برامج محمية بحكم القانون ونرجو من الجميع التواصل مع إدارة المنتدى للتبليغ عن تلك الموضوعات والمشاركات إن وجدت من خلال البريد الالكترونى التالى [email protected] وسوف يتم حذف الموضوعات والمشاركات المخالفة تباعاً.

      كذلك تحذر إدارة المنتدى من أى تعاقدات مالية أو تجارية تتم بين الأعضاء وتخلى مسؤوليتها بالكامل من أى عواقب قد تنجم عنها وتنبه إلى عدم جواز نشر أى مواد تتضمن إعلانات تجارية أو الترويج لمواقع عربية أو أجنبية بدون الحصول على إذن مسبق من إدارة المنتدى كما ورد بقواعد المشاركة.

     إن مشرفي وإداريي منتديات المطاريد بالرغم من محاولتهم المستمرة منع جميع المخالفات إلا أنه ليس بوسعهم إستعراض جميع المشاركات المدرجة ولا يتحمل المنتدى أي مسؤولية قانونية عن محتوى تلك المشاركات وإن وجدت اى مخالفات يُرجى التواصل مع ادارة الموقع لإتخاذ اللازم إما بالتبليغ عن مشاركة مخالفة أو بالتراسل مع الإدارة عن طريق البريد الالكترونى التالى [email protected]