"أنا هنا" لعباس أميني: إيماءات سريعة تؤكّد وجوداً مُغيّباً - منتديات المطاريد
بسم الله الرحمن الرحيم
وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَٰهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَٰهٌ ۚ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (84) وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (85) "الزخرف"

منتديات المطاريد | الهجرة الى كندا | الهجرة الى استراليا

 


DeenOnDemand


BBC NEWS

    آخر 10 مشاركات

    Arabic Discussion Forum with a Special Interest in Travel and Immigration

    Immigration to Canada, Australia, and New Zealand

    Egypt and Middle East Politics, History and Economy

    Jobs in Saudi Arabia, USA, Canada, Australia, and New Zealand

    العودة   منتديات المطاريد > إعلام وثقافة وفنون > صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح

    صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح وسائل إعلام مسموع ومقروء ومرئى

    صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح

    "أنا هنا" لعباس أميني: إيماءات سريعة تؤكّد وجوداً مُغيّباً


    الهجرة إلى كندا والولايات المتحدة واستراليا

    مواقع هامة وإعلانات نصية

    إضافة رد
     
    أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
    قديم 16th October 2020, 10:31 PM المستشار الصحفى غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 1
    Field Marshal
     





    المستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud of

    new "أنا هنا" لعباس أميني: إيماءات سريعة تؤكّد وجوداً مُغيّباً

    أنا : المستشار الصحفى




    يُشكّل الإيراني عباس أميني (1982) من حكايتين متداخلتين، مكتوبتين من وحي إعلان عمّال حوض بناء السفن في أطراف مدينة عَبادان، إضراباً عن العمل، مشهداً سينمائياً شاحباً للمدينة. التدقيق في تفاصيله يُحيل إلى التفكير في أحوال مدن التخوم الجغرافية المتحرّكة، مُختلطة الإثنيات والثقافات، والمثيرة غالباً في نفوس قادة المراكز "النقية" الجذور قلقاً وتوجسّاً من صدق ولائها. لذا، يكون الإهمال عادة مصيرها. عَابدان ("آبادان" بالفارسية)، في روائيّ أميني "أنا هنا" (2020)، مدينة مُهمَلة ومنسية ومتروكة لمواجهة مصيرها لوحدها.

    تَداخُل الحكايتين يُخبّئ أكثر مما يُعلن. مردّ ذلك حيطة وحذر من مصارحة ربما تُفسِد مشروعاً سينمائياً، ينشد الوصول إلى تخوم عوالم مسكوت عنها، يُراد لها أنْ تبقى مجهولة. هذا الإحساس متأتٍ من السرد الروائيّ نفسه، لا من "وثائقيّته"، مع أن الحكاية الأولى تتحمّل ثقل التوثيق، بانشغالها في تجسيد وقائع إضراب العمّال، احتجاجاً على سوء ظروف عملهم. تداخلُ الحكاية الثانية مع الحراك العمّالي ناشِئ من تشابك علاقات أبطالها، وصلتهم المباشرة مع نقابيّ ناشط، يموت في ظروفٍ غامضة.

    نص أميني (سيناريو مشترك مع حسين فرخاده) حذر، يعوّض عن الفكرة المباشرة بـ"ميتافورات" وإيماءات سريعة، يمرّرها بين اللقطات. يجد في المكان فرصته للتعبير عن أحوال المدينة وسكّانها. هذا واقع بائس، سهل الالتقاط. بقليل من الذكاء، يمكن جعله مسرحاً تجري فيه أحداثٌ. الرهان على نقل الإحساس في العيش وسط البؤس والفقر والعزلة متروكٌ للكاميرا (تصوير محمد حدادي)، في سياق التقاطها الموازي للعلاقة العاطفية الملتبسة، القائمة بين شقيق العامل القتيل إبراهيم (أفشين هاشمي) وأرملته سلوى (شيرين إسماعيلي)، ولحدّة الصراع المتصاعد بين العمّال وأصحاب المصنع، بينما يظلّ موت أمين ممرّاً خفياً، يمكن عبره رصد تعقيدات اجتماعية وسياسية.

    موت أمين يأخذ السرد إلى مواقع تتجاوز غموضه. لا ينشد عباس أميني تحويل نصّه، المهموم بأحوال مكانٍ مُهمَل، إلى مغامرة بحث وتقصّ بوليسيين. هناك علاقات خفية، يفضحها موت أمين، تُحيل إلى تشابك مصالح بين الدولة وأصحاب مصانع وشركات، تعاونوا معها في إطار توجّه غير معلن إلى خصخصة الإنتاج الصناعي. التسترّ يفضحه غياب صاحب حوض بناء السفن من الصورة. محاميه يقوم بما يريد، عارضاً تعويضاً مالياً للزوجة عن موت زوجها، مقابل تنازلها عن المُطالبة بمعرفة قاتله.

    موته يُحيي مشاعر مكتومة يحملها أخوه لزوجته. اضطراب مشاعر يعقّد علاقات، ويُنشئ توتراً يشجّع على هروب بعيد. بعد موت شقيقه، لم تعد مشاعره تتحمّل الخفاء، ولا يمكن للمكان، بتحفّظاته وشروطه الأخلاقية، قبول تلك العلاقة.





    "أنا هنا" إعلانٌ مبطّن عن قبول سلوى ككائن مستقلّ، لم تعد خاضعة ولا مجبرة على التوافق مع قواعد خنوع مجتمعي. الفقر وسوء الأحوال الاقتصادية يُمهّدان للشروع بأفعال متناقضة مع سائد مذهبيّ، يتجاهل التعددية، ويتنكّر لوجود الآخر المُغيّب. فقر الحال يدفع إبراهيم وصديقه إلى صيد الخنازير البرية، وبيع لحمها لمَنْ تسمح لهم ديانتهم بتناولها. هذا الحقّ يُقابله رجال الشرطة بالاستهجان والنكران. تعرّضهم للإهانة والضرب بسببها يمرّ في لقطة سريعة، تجسّد إذلالاً وجحوداً سلطوياً.

    وضعٌ مَرضي يجسّده ميتافورياً مرض بقرة إبراهيم. رفضه ذبحها وبيع لحمها يزيدان الضغط عليه لقبول المساومة. على طول الخط، هناك مساحة يفرضها الفقر والبؤس، تسمح بالمساومة والتنازلات. البطولات في "عَبادان" قليلة. العمّال المضربون يمثّلون جانباً منها، لكنّ الخيارات قليلة، لم تترك لسلوى سوى القبول بالمال مقابل السكوت عن موت زوجها. التواطؤ ليس خياراً. إنّه، في نصّ أميني، نوعٌ من مساومات حياتية، يترفع عن محاكمتها أو إدانتها، وبدلاً منها يبحث لها عن تفسير، أحياناً لا يتحمّله الواقع، فيذهب إلى الحُلمي المتخيّل للتعبير عنه. في مَشاهد متكرّرة، يظهر فيها إبراهيم وهو يتطهّر من رجس امرأة، يصطحبها بين الأحراش وتظهر من جسدها أصابع يديها فقط وهي تُداعب أغصاناً أو وريقات خضراء. يبوح لها بما يشعر به، وبما يعانيه من حرمان عاطفي وضغط خارجي يفرضهما المكان على روحه وجسده.

    "أنا هنا" صرخة تأكيد على وجودٍ في مكانٍ مُغيَّب، أو يُراد له التغييب. الحراك العمّالي والنهوض المتخيّل للبقرة من مرضها يُعبّران عن تأكيد وجودٍ، يأخذ أشكالاً تعبيرية عدّة في النصّ السينمائي، تُساعد على إيصاله موسيقى انفعالية ألّفها ميهران غايدي، تتكامل وظيفتها الدرامية مع أداء ممثلين رائعين، يؤدّون ـ كعادة السينما الإيرانية ـ أدوارهم كأنّهم يعيشونها في الحقيقة.

    يظهر من واقع المدينة جزءٌ بسيط، يكفي للتعبير عن أحوالها، ويمكن لعباس أميني التمويه على فجاجته وقسوته، وإظهار ما تحت سطحه، إلى درجة تبدو فيها "عَبادان" مكاناً مُقفراً، العيش فيها لا يُطاق.




    مزيد من التفاصيل

     

     

     


     
    رد مع اقتباس


    Latest Threads By This Member
    Thread Forum Last Poster Replies Views Last Post
    كوريا الشمالية تكشف تفاصيل زيارة رئيس استخبارات... صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح المستشار الصحفى 0 1 29th March 2024 02:23 AM
    فلسفة نشأة الجهاز المعرفي صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح المستشار الصحفى 0 1 29th March 2024 02:23 AM
    من كل محافظة ومخيم.. الأردن يستعد لجمعة "الزحف... صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح المستشار الصحفى 0 1 29th March 2024 02:23 AM
    هل مصر أكبر من أن تسقط فعلا؟ صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح المستشار الصحفى 0 1 29th March 2024 02:23 AM
    الاغتيالات السياسية والأدوار المشبوهة لليسار... صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح المستشار الصحفى 0 1 29th March 2024 02:23 AM

    إضافة رد

    مواقع النشر (المفضلة)


    أدوات الموضوع
    انواع عرض الموضوع

    الانتقال السريع

    Currency Calculator
    Your Information
    RSS RSS 2.0 XML MAP HTML


    Powered by vBulletin® Version 3.8.8
    .Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
    (جميع الأراء والمواضيع المنشورة تعبِّر عن رأي صاحبها وليس بالضرورة عن رأي إدارة منتديات المطاريد)
    SSL Certificate   DMCA.com Protection Status   Copyright  


    تنبيه هام

     يمنع منعاً باتاً نشر أى موضوعات أو مشاركات على صفحات منتديات المطاريد تحتوى على إنتهاك لحقوق الملكية الفكرية للآخرين أو نشر برامج محمية بحكم القانون ونرجو من الجميع التواصل مع إدارة المنتدى للتبليغ عن تلك الموضوعات والمشاركات إن وجدت من خلال البريد الالكترونى التالى [email protected] وسوف يتم حذف الموضوعات والمشاركات المخالفة تباعاً.

      كذلك تحذر إدارة المنتدى من أى تعاقدات مالية أو تجارية تتم بين الأعضاء وتخلى مسؤوليتها بالكامل من أى عواقب قد تنجم عنها وتنبه إلى عدم جواز نشر أى مواد تتضمن إعلانات تجارية أو الترويج لمواقع عربية أو أجنبية بدون الحصول على إذن مسبق من إدارة المنتدى كما ورد بقواعد المشاركة.

     إن مشرفي وإداريي منتديات المطاريد بالرغم من محاولتهم المستمرة منع جميع المخالفات إلا أنه ليس بوسعهم إستعراض جميع المشاركات المدرجة ولا يتحمل المنتدى أي مسؤولية قانونية عن محتوى تلك المشاركات وإن وجدت اى مخالفات يُرجى التواصل مع ادارة الموقع لإتخاذ اللازم إما بالتبليغ عن مشاركة مخالفة أو بالتراسل مع الإدارة عن طريق البريد الالكترونى التالى [email protected]