أعلنت وزارة الثقافة والرياضة القطرية، أسماء الفائزين بجائزة الدوحة للكتابة الدرامية، في نسختها الأولى، خلال حفل شهده مسرح قطر الوطني، مساء اليوم الجمعة، ونقل عبر قناة "دوحة 360" على اليوتيوب، والمنصة الرقمية "زووم" وغيرهما.
وفاز في فئة السيناريو التلفزيوني، حلمي الأسمر من الأردن، عن نصه "العشب الأسود"، وفي السيناريو السينمائي عمر قرطاح من المغرب، عن نصه "البحث عن جولييت"، وفي فئة النص المسرحي فاز الجزائري بوري مصطفى عن نصه "ذكريات من الزمن القادم".
الفائز عمر قرطاح عن فئة السيناريو السينمائي المشارك بنص "البحث عن جولييت"#جائزة_الدوحة_للكتابة_الدرامية#وزارة_الثقافة_والرياضة#نحو_مجتمع_واعٍ pic.twitter.com/dT6Xzd1MHO
— وزارة الثقافة و الرياضة (@MCSQA) November 13, 2020
وتبلغ القيمة الإجمالية لجائزة الدوحة للكتابة الدرامية في فئاتها الثلاث 300 ألف دولار أميركي، إذ يمنح الفائز بكل فئة 100 ألف دولار، إضافة إلى شهادة ودرع الجائزة.
وقال رئيس لجنة أمناء الجائزة، مرزوق بشير، في كلمة خلال الحفل، إن "الجائزة أطلقت قبل عامين، بهدف تعزيز دور الكتاب في مختلف مجالات الدراما للقيام برسالتهم النبيلة تجاه مجتمعاتهم من خلال تطوير الكتابة الدرامية بوصفها أداة لتنمية الوعي بقضايا الإنسان، ومصدراً للأعمال الدرامية التي ترتقي بالوجدان وتمد من مساحة الوعي في المجتمعات".
سعادة السيد صلاح بن غانم العلي وزير الثقافة والرياضة خلال حفل #جائزة_الدوحة_للكتابة_الدرامية:
“سعدنا ونحن نطمح إلى تحريك سواكن الكتّاب من الجيل الجديد بالخصوص، بمدى تفاعل كتّاب الدراما مع الجائزة، حتى أن المشاركات فاقت كل التوقعات، وهذه علامة على استمرار النبض الحي في أمتنا” pic.twitter.com/0pfVNXbVIv
— وزارة الثقافة و الرياضة (@MCSQA) November 13, 2020
وأشار إلى أن الجائزة فتحت أبوابها لكل الكتاب العرب داخل وخارج الوطن العربي، وتستهدف تعزيز الكتابة الدرامية لقيم الحرية والعدل والكرامة الإنسانية والابتعاد عن سطح الظواهر لتناول المشكلات الحقيقية للمجتمعات من خلال الاستئناس بالدراسات الاجتماعية والنفسية من أجل فهم طبيعة المجتمع واحتياجاته الحقيقية.
ولفت بشير إلى أن الجائزة لن تتوقف عند تقديم القيمة المالية، بل ستعمل على إثراء المجالات المختلفة عبر الملتقيات والورش وتسعى إلى تعزيز وتشجيع الدراسات والنصوص الميدانية، وستكرس اهتماما خاصا بدراما الطفل.
الفائز حلمي الأسمر عن فئة السيناريو التلفزيوني المشارك بنص "العشب الأسود"#جائزة_الدوحة_للكتابة_الدرامية#وزارة_الثقافة_والرياضة#نحو_مجتمع_واعٍ pic.twitter.com/oPhKKzAHKt
— وزارة الثقافة و الرياضة (@MCSQA) November 13, 2020
وأعلن رئيس مجلس الأمناء، قرار منح الجائزة كل عامين، وذلك لإفساح المجال لمشاركة أوسع.
وحول نصه" العشب الأسود"، الفائز في فئة السيناريو التلفزيوني، يقول الأردني حلمي الأسمر في تصريح عبر الهاتف لـ"العربي الجديد"، إن أحداث القصة تدور في مخيم طولكرم، وقرية الشيخ مؤنس، من ضواحي يافا، وبعض المناطق من فلسطين التاريخية، وتسجل بشكل أساسي تفاصيل الحياة اليومية في المخيم منذ وقعت الضفة العربية بيد الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضح أنها تلقي الضوء على جوانب غير معروفة من حياة الناس في المخيم، بتفصيل دقيق، وتركز على التغيرات التي طرأت عليها بعد العام 1967، وكيف انخرط أهل المخيم في مشروع "الاحتلال" دون أن يشعروا، ودون أن يكونوا خططوا لهذا طبعا.
وأشار الأسمر إلى أن القصة ترصد بشكل مفصل تحول حياة الناس من أناس يعتمدون على الزراعة والتجارة إلى مجرد عمال في ماكينة الاقتصاد الإسرائيلي، كما ترصد التحولات الاجتماعية التي ضربت مجتمع المخيم، من مجتمع مسالم وطيّع، وقانع بالاحتلال، إلى مجتمع متململ، وصولا إلى تنامي الوطنية الفلسطينية، بعد أن استلم حزب الليكود السلطة في إسرائيل، وبالتالي نشوء الانتفاضات الفلسطينية الصغيرة، التي كانت روافد للانتفاضة الأولى، بعد الاحتفال بأول يوم أرض فلسطيني في العام 1976.
الفائز بوري مصطفى عن فئة النص المسرحي المشارك بنص "ذكريات من الزمن القادم"#جائزة_الدوحة_للكتابة_الدرامية#وزارة_الثقافة_والرياضة#نحو_مجتمع_واعٍ pic.twitter.com/1TEzxEjYO1
— وزارة الثقافة و الرياضة (@MCSQA) November 13, 2020
وقال الأسمر إنه تبرز في القصة تفاصيل انفصال المجتمع الفلسطيني عن سلطة الاحتلال، بعد تغير سياسة حزب العمل الاحتلالية، بعد خروجه من السلطة، واستلام الليكود، عبر رصد حياة أسرة فلسطينية، هاجرت من قرية الشيخ مؤنس إلى مخيم طولكرم.
وعما يعني الفوز بجائزة الدوحة للكتابة الدرامية، قال الأسمر إن "الفوز جميل، والأجمل منه أن يكون للقضية التي هي لب المسلسل، قضية فلسطين التي ظلمت كثيرا في هذا الزمن خاصة من ذوي القربى. واعتبر فوز مسلسل "العشب الأسود" بمثابة رد اعتبار ولو كان صغيرا لهذه القضية؛ وأضاف "هو فوز لبلدي الأردن الذي أعشق؛ شقيق فلسطين ورئتها وصنوها".
وشكر الأسمر وزارة الثقافة القطرية، التي سنّت سنّة حسنة في الانتصار للدراما العربية، موضحا أنه لعل هذه الجائزة تساهم في انتشال الدراما العربية، مما تعانيه من مصاعب ومشكلات ونصوص ربما لا يرقى بعضها للمستوى المأمول والمطلوب خاصة في هذه الظروف الصعبة التي تعيشها الأمة.
واعتبر جائزة الدوحة وغيرها محفزا جيدا للكتاب الجادين كي لا يبقوا بعيدين عن ساحة العمل الفاعل في صناعة الدراما العربية.
وخلال الحفل وعبر عرض مرئي، كرّم وزير الثقافة والرياضة القطري، صلاح بن غانم العلي، الكاتب والمخرج المسرحي القطري، عبدالرحمن المناعي، وذلك تقديراً لمسيرته وجهوده في إثراء وخدمة الفضاء المسرحي المحلي.
كرّم سعادة صلاح بن غانم العلي وزير الثقافة والرياضة الفنان عبدالرحمن بن إبراهيم المناعي بـ #جائزة_الدوحة_للكتابة_الدرامية 2020.#دوحة_360 #الدوحة #قطر #Doha #Qatar@qeventc@mcsqa pic.twitter.com/JTGxTfeeoF
— Doha 360 - دوحة 360 (@Doha360qa) November 13, 2020
تجدر الإشارة إلى أن عدد المشاركات في الدورة الأولى لجائزة الدوحة للكتابة الدرامية وصل إلى 819 مشاركا، يمثلون 29 بلدا، وأسفرت عملية التحكيم عن انتقاء 5 متأهلين في فئات السيناريو التلفزيوني، والسيناريو السينمائي، والنص المسرحي.
مزيد من التفاصيل