يبدو حميداً (2 من 3) - منتديات المطاريد
بسم الله الرحمن الرحيم
وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَٰهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَٰهٌ ۚ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (84) وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (85) "الزخرف"

منتديات المطاريد | الهجرة الى كندا | الهجرة الى استراليا

 


DeenOnDemand


BBC NEWS

    آخر 10 مشاركات

    Arabic Discussion Forum with a Special Interest in Travel and Immigration

    Immigration to Canada, Australia, and New Zealand

    Egypt and Middle East Politics, History and Economy

    Jobs in Saudi Arabia, USA, Canada, Australia, and New Zealand

    العودة   منتديات المطاريد > إعلام وثقافة وفنون > صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح

    صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح وسائل إعلام مسموع ومقروء ومرئى

    صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح

    يبدو حميداً (2 من 3)


    الهجرة إلى كندا والولايات المتحدة واستراليا

    مواقع هامة وإعلانات نصية

    إضافة رد
     
    أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
    قديم 15th November 2020, 11:49 PM المستشار الصحفى غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 1
    Field Marshal
     





    المستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud of

    new يبدو حميداً (2 من 3)

    أنا : المستشار الصحفى




    فيما بعد وعندما وضعوها على السرير الذي سيصعد بها إلى غرفة العمليات قالت لي أمي بجدية: «وَلَه يا بلال.. عايزة أعترف لك بحاجة»، ظننت أن روح الدعابة ستتملكها وتعترف لي بأنها خالتي وليست أمي، وهي لم تتركني أترجم ظني إلى تعليق ساخر، فقالت لي سريعًا بنفس الجدية: «بصراحة الضغط كان عالي.. عشان وإحنا جايين إمبارح من عندك خبيت في الشنطة حتتين جبنة تركي وكام زتونة.. كنت هاتجنن لو ما كلتهمش.. ماحدش عارف إيه اللي ممكن يحصل»، وأنا قررت قمع رغبتها في التصعيد الدرامي فقلت لها: «بالهنا والشفا.. طب ماكنت جبت لك حتتين بسطرمة بالمرة».

    دكتور التخدير الذي شاركني في تلقّي الاعتراف توقف عند تفصيلة لم أتوقعها: «جبنة تركي.. أنتي إسكندرانية يا مدام؟»، وأنا شعرت أنه رجل ذوق جدًّا لأنه لم يقل لها ياحاجّة، ثم أضاف: «شايفة آديني عرفت أول سر من حضرتك قبل التخدير»، بصراحة لم أجد أنه من اللطيف أن يمزح أحد مع أمي حتى لو كان طبيب تخدير في عمر والدي، أو ربما لم أسترح لذلك المزاح لأنه لم يكن في عمري أنا، وأمي بدورها ردت ردًّا مباغتًا: «يا دكتور صعب على واحدة خلفت حداشر عيل إنه يكون عندها أي أسرار». ضحكنا أنا والطبيب والممرضة من أعماق قلوبنا، قبل أن تعاودني الرغبة الملحة في البكاء. أخذ الدكتور البارع الذي يفيض بالإنسانية يشرح لها أهمية أن تحصل على مسكنات بعد إفاقتها من العملية لأن بعض المرضى يقلقون من الحصول على مسكنات ويتخلون عن حقهم في عدم الشعور بالألم، كان يتحدث معها ببراعة كأن العملية تمت ونجحت خلاص، بدا خبيرًا جدًّا في التعامل مع الذين يبدون واثقين وهم ليسوا كذلك، والأهم أنه كان لطيفًا جدًّا لدرجة أنك تحب أن يتم تخديرك على يديه، لا أدري إذا كان يقول تلك الجمل اللطيفة التي يقولها لكل المرضى أم أنه يختار منها حسب طبيعة المريض، لكن لفت انتباهي أن شعره الأبيض وصلعته المهيبة يمنحان كل ما يقوله مصداقية عالية لعلها عجّلت بنوم أمي قبل أن أسألها: هل تبقّى شيء من الزيتون والجبنة التركي؟

    ليتها كانت أطول؛ تلك الثواني التي قضيتها متأملًا في وجه أمي الجميل قبل أن يصحبوها إلى غرفة العمليات، لو كانت أطول لربما حققت حلمي الطفولي القديم في عد الحسنات التي تُزين وجهها القمحيّ المشرق، وهو الحلم الذي لم تتعامل معه أبدًا بتقدير لائق، بل كانت تستخف به بعبارات من نوعية «ليه يعني؟ هتعمل لهم جرد؟! إذا كان أبوك ماعملهاش.. أصلك ما شفتش أنت الحسنات دي زمان.. كانوا حَبّ شباب»، قبل أن تختم بالعبارة التي تُشبع بها رغبتها الدائمة في تذكيري بالآخرة: «وبعدين مش دي الحسنات اللي هتنفعنا يوم القيامة يا فالح».

    نحن أناس لا نخاف الموت، لكننا نعشق الحياة؛ ولذلك سنضحك كلما استطعنا إلى ذلك سبيلًا. سنضحك لأننا لا نحب المشي، ليس لنا ثقل عليه، والضحك يحرك عضلات الجسم كلها؛ ولذلك سنضحك بدلًا من أن نمشي. سنضحك لأن الضحك هو العلاج الوحيد الذي لا يزال ببلاش. وأخيرًا سنضحك لأننا لحُسن الحظ مرة من نِفسنا ننزل في مستشفى «آدمية» يمكن فيها أن تضحك إذا أردت، أو بمعنى أصح إذا استطعت.

    نحن أناس لا نخاف الموت، لكننا نعشق الحياة؛ ولذلك سنضحك كلما استطعنا إلى ذلك سبيلًا. سنضحك لأننا لا نحب المشي، ليس لنا ثقل عليه، والضحك يحرك عضلات الجسم كلها؛ ولذلك سنضحك بدلًا من أن نمشي

    والضحك بدأ بعد ساعتين من إفاقة أمي الكاملة من تأثير البنج، لم أُرد أن أخبرها بما قاله لي الطبيب تاركًا تلك المهمة العسيرة لحنكته، هنأتُها على نجاح إزالة الورم، فسألتني: «سجدت لله شكر لأنه طلع حميد؟»، قلت لها: «الحقيقة لأ.. لأني نسيت السجادة في البيت»، وعندما قالت لي: «ده عذر أقبح من ذنب». ثم راحت في النوم، اطمأننت على تماثلها للشفاء، وفرشت ملاية على الأرض وسجدت لله شكرًا. بعد ساعات وعندما أصبح متاحًا لها أن تأكل «حاجة خفيفة»، نظرت باستعلاء إلى الصينية التي كان بها «علبتين» زبادي وطبق جيلي وموزة، طلبتْ مني أن أزيح طبق الجيلي بعيدًا، وعندما استغربت قالت لي: «في حد ياكل جيلي في مستشفى يابني»، ثم طلبت طبقًا فارغًا وعندما سألتها: «ليه»، لم تُعَبِّرني، أحضرت لها الطبق فأفرغت فيه (علبتين) الزبادي ثم قامت بتقطيع الموزة وهرسها وقلبتها مع الزبادي، وطلبت قالبَيْ سكر وأضافتهما إلى ما سبق واستمرت في التقليب، ثم نظرت إلى الناتج الإجمالي بسعادة، وبدأت تأكل بتلذذ بعد أن قالت: «أهوه كده الواحد يحس إنه مابياكلش أكل عيانين.. ماتجيب موزة عشان أعمل لك طبق».

    بعد أن شربتْ الشاي وحمدتْ الله وأثنتْ عليه، دخلنا في الجد، وبدأت تسألني عن العملية أسئلة يحتاج الكذب في الإجابة عنها إلى تركيز شديد كشف لي أنني لست ماهرًا في الكذب كما كنت أظن، حاولت الهروب بأن قلت لها: «على فكرة الدكتور مانعك من الكلام عن العملية إلا لما هو ييجي»، فقالت لي «يا سلام! على أساس إني ماعملتش عمليات قبل كده.. هو أنت مخبي عليا حاجة يا وَلَه»، وأنا ضربت جبهتي بكفي بقوة قائلًا: «ياه كنت هانسى العصر»، وعندما شعرت أن ذلك بالضرورة سيُفهم خطأً قلت لها: «هاخبي عليكي إيه يا أمي.. ماهي رجلك زي الفل أهيه.. حد يصدق إن دي كان فيها ورم طوله عشرة سنتي وعرضه تمانية سنتي.. ده الدكتور مش مصدق إن العملية نجحت أوي كده»، باغتتني بالسؤال: «أنت شفت الورم بعد ماطلعوه؟»، انقبض قلبي وقلت لها: «أعوذ بالله.. الدكتور كان عايز يوريهوني بس أنا مارضيتش.. هي دي حاجة تتشاف»، ازدان وجهها بابتسامة في غير محلها وقالت لي: «أنت عارف أنا حلمت بإيه من شوية.. خير اللهم اجعله خير إن الورم ده زي مايكون تلات حتت سمك متقطعين ومحطوطين في صينية.. هو أنا مش ممكن أشوفه؟ ماتعرفش هم ودّوه فين؟»، حاولت أن أصنع إفيهًا للهروب من تركيب الموقف وعبثيته وقلت لها: «الدكتور خده البيت عشان يعمله صيادية»، ومع أنها استسخفت الإفيه السخيف فعلًا، إلا أنها قالت لي ساخرة: «ماكانش هيعرف يطبخه زي الصيادية اللي بتعملها أمك.. روح الحق العصر يا خفيف».

    بعد الصلاة أصرت على أن أتصل بالطبيب الجليل الدكتور طارق الغزالي حرب لكي أطمئنه أننا «شلنا الورم الحميد»، كان الدكتور طارق جزاه الله عني خير الجزاء هو الذي اكتشف الورم بالصدفة وأدرك خطورته، كانت أمي قد ذهبت إليه بصحبة زوج أختي الذي كان يعاني من آلام في رقبته، لا أدري ما الذي جعلني أستحلفها بالله أن تجعل الدكتور طارق يفحص قدمها اليسرى التي ظلت لأشهر تقول لي في التليفون إنها «تزك» عليها، وكلما سألتها: «والدكتور قال إيه؟» أخذت تحكي لي كل مرة قصة عن عشب جديد أو وصفة خطيرة أو طريقة مدهشة في التدليك، ولولا أن سخَّر الله لنا الدكتور طارق لكان هذا الورم الخبيث قد فتك بقدمها. كلما سألتني: «ماكلمتوش ليه يابني؟! عايزه أشكره» أخذت أراوغها، وعندما جاء موعد فحص مساعد الطبيب لقدمها أخذت تسأله ببراءة تمزق القلب: «بس في حاجة غريبة يا دكتور.. أنا مش حاسة ببطن الرجل خالص.. ومش عارفة أحرك القدم.. هو ده من تأثير البنج ولا أنا فاهمة غلط؟»، نظر الرجل إليّ مستغربًا سؤالها، وأنا نظرت في عينيه نظرة حاولت أن أضع فيها كل ما أملكه من استعطاف وقلت لها: «متهيأ لي الدكتور وليد هو اللي هيقدر يجاوبك عن سؤال زي ده.. مش كده يا دكتور؟»، والشابّ الجميل هز رأسه موافقًا وخرج بعد أن قال لي هامسًا: «بس كده مش صح.. ماتنساش إن الراجل اللي هيجيب لها دعامة القدم زمانه على وصول».

    ...

    نختم غدا بإذن الله



    مزيد من التفاصيل

     

    الموضوع الأصلي : يبدو حميداً (2 من 3)     -||-     المصدر : منتديات المطاريد     -||-     الكاتب : المستشار الصحفى

     

     


     
    رد مع اقتباس


    Latest Threads By This Member
    Thread Forum Last Poster Replies Views Last Post
    أميركا تتجه للإبقاء على الفائدة المرتفعة وسط عناد... صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح المستشار الصحفى 0 1 19th March 2024 08:28 AM
    مسؤول أممي: أطفال غزة سيموتون جوعاً بالمئات... صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح المستشار الصحفى 0 1 19th March 2024 08:28 AM
    فرنسا تدعو مجلس الأمن للتحرك بشأن غزة خلال يومين صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح المستشار الصحفى 0 1 19th March 2024 08:28 AM
    عهد جديد للعلاقات بين مصر وأوروبا.. كيف ينعكس على... أخبار متفرقة ينقلها لكم (المستشار الصحفى) المستشار الصحفى 0 1 19th March 2024 08:28 AM
    عودة الجيش الإسرائيلي إلى مجمع الشفاء تعني تراجع... أخبار متفرقة ينقلها لكم (المستشار الصحفى) المستشار الصحفى 0 1 19th March 2024 08:28 AM

    إضافة رد

    مواقع النشر (المفضلة)


    أدوات الموضوع
    انواع عرض الموضوع

    الانتقال السريع

    Currency Calculator
    Your Information
    RSS RSS 2.0 XML MAP HTML


    Powered by vBulletin® Version 3.8.8
    .Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
    (جميع الأراء والمواضيع المنشورة تعبِّر عن رأي صاحبها وليس بالضرورة عن رأي إدارة منتديات المطاريد)
    SSL Certificate   DMCA.com Protection Status   Copyright  


    تنبيه هام

     يمنع منعاً باتاً نشر أى موضوعات أو مشاركات على صفحات منتديات المطاريد تحتوى على إنتهاك لحقوق الملكية الفكرية للآخرين أو نشر برامج محمية بحكم القانون ونرجو من الجميع التواصل مع إدارة المنتدى للتبليغ عن تلك الموضوعات والمشاركات إن وجدت من خلال البريد الالكترونى التالى [email protected] وسوف يتم حذف الموضوعات والمشاركات المخالفة تباعاً.

      كذلك تحذر إدارة المنتدى من أى تعاقدات مالية أو تجارية تتم بين الأعضاء وتخلى مسؤوليتها بالكامل من أى عواقب قد تنجم عنها وتنبه إلى عدم جواز نشر أى مواد تتضمن إعلانات تجارية أو الترويج لمواقع عربية أو أجنبية بدون الحصول على إذن مسبق من إدارة المنتدى كما ورد بقواعد المشاركة.

     إن مشرفي وإداريي منتديات المطاريد بالرغم من محاولتهم المستمرة منع جميع المخالفات إلا أنه ليس بوسعهم إستعراض جميع المشاركات المدرجة ولا يتحمل المنتدى أي مسؤولية قانونية عن محتوى تلك المشاركات وإن وجدت اى مخالفات يُرجى التواصل مع ادارة الموقع لإتخاذ اللازم إما بالتبليغ عن مشاركة مخالفة أو بالتراسل مع الإدارة عن طريق البريد الالكترونى التالى [email protected]