أكد صديق للإعلامي السعودي
جمال خاشقجي الذي قتل في عام 2018 في
إسطنبول، اليوم الثلاثاء، أن الأخير تلقى تهديدات من شخص مقرب من ولي العهد السعودي
محمد بن سلمان، وذلك مع استئناف المحاكمة بالقضية في تركيا.
ويحاكم 20 سعودياً، بينهم شخصان مقربان من محمد بن سلمان، غيابياً في إسطنبول في قضية مقتل خاشقجي في القنصلية السعودية في المدينة في تشرين الأول/ أكتوبر 2018. وعقدت الجلسة الثانية من هذه المحاكمة الثلاثاء.
وفي المحكمة، قال أيمن نور، وهو معارض مصري كان مقرّباً من خاشقجي، إن الأخير تعرض للتهديد من سعود القحطاني المستشار السابق لولي العهد، وهو من بين المتهمين في القضية، بحسب وسائل الإعلام. ونقلت صحيفة "صباح" التركية عن نور قوله إن "جمال أخبرني أنه تلقى تهديدات من القحطاني ومحيطه".
وقال ياسين أقطاي، عضو في حزب العدالة والتنمية بزعامة الرئيس رجب طيب أردوغان والذي كان من معارف خاشقجي، إنه لا يمكن توقع حكم عادل من محكمة سعودية تصدر أحكاماً على مسؤولين سعوديين كبار.
وأضاف بعد جلسة اليوم "دارت الأحداث فعلياً في تركيا. وإذا كان يساوركم القلق بشأن العدالة فما من سبيل آخر سوى الثقة بالمحاكم التركية".
وخلال جلسة الثلاثاء، رفضت المحكمة طلب منظمة مراسلون بلا حدود غير الحكومية أن تكون طرفاً مدنياً في القضية.
وقالت ريبيكا فنسان، مديرة الحملات الدولية في المنظمة أمام المحكمة "خاب أملنا (...) لكننا سنواصل متابعة هذه المحاكمة عن كثب والدعوة لاحترام المعايير الدولية". ورُفعت الجلسة إلى الرابع من آذار/ مارس.
ولم يعثر بعد على رفات خاشقجي الذي كان يكتب في صحيفة واشنطن بوست وقتل عن عمر ناهز 59 عاماً، وأغرقت قضية مقتله السعودية في إحدى أسوأ أزماتها الدبلوماسية.
وأكدت الرياض أن خاشقجي قُتل خلال عملية غير مصرح لها، لكن مسؤولين أتراكاً وأميركيين يرون أن الاغتيال ما كان لينفذ من دون موافقة محمد بن سلمان.
وأُجريت محاكمة غير شفافة في السعودية حُكم في نهايتها على خمسة أشخاص بالإعدام لكن أحكامهم خففت في أيلول/ سبتمبر إلى السجن 20 عاماً. ومنذ مقتل خاشقجي، تراجعت العلاقات بين الرياض وأنقرة، القوتين الإقليميتين المتنافستين.
وفي هذا السياق من التوتر، أجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والملك السعودي سلمان بن عبد العزيز اتصالاً هاتفياً قليل الحدوث قبل انطلاق أعمال قمة مجموعة العشرين نهاية الأسبوع الماضي.
وافتتحت المحاكمة في تركيا في تموز/ يوليو. وتقول السلطات التركية إن القحطاني وأحمد عسيري النائب السابق لرئيس المخابرات العامة، هما من أمرا بقتل خاشقجي. وذكرت وسائل إعلام رسمية أن محكمة تركية أضافت، اليوم الثلاثاء، متهمين جدداً إلى القضية المرفوعة ضد مسؤولين سعوديين بتهمة قتل خاشقجي، وذلك في محاكمة تقول أنقرة إنها يتعين أن تكشف الحقيقة الكاملة وراء الجريمة.
وكان خاشقجي معروفاً بانتقاده لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وشوهد لآخر مرة أثناء دخول قنصلية بلده في إسطنبول في الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول 2018. ويعتقد المسؤولون الأتراك أنه جرى تقطيع أوصاله ونقلها من المكان، ولم يتم العثور عليها إلى الآن.
وفي سبتمبر/ أيلول قضت محكمة سعودية بسجن ثمانية متهمين لما بين سبعة أعوام وعشرين عاماً في محاكمة قال منتقدوها إنها افتقرت إلى الشفافية. ولم تذكر أسماء أي من المتهمين. وقبلت المحكمة لائحة اتهام ثانية أضافت ستة متهمين إلى قائمة تضم 20 مسؤولاً سعودياً يحاكمون غيابياً. وتتهم أحدث لائحة نائباً للقنصل وملحقاً "بالقتل مع سبق الإصرار والترصد". ويواجه الأربعة الباقون، وهم سعوديون أيضاً، اتهاماً بإفساد أو طمس الأدلة أو التلاعب بها.
(فرانس برس، رويترز)

مزيد من التفاصيل