اعتقلت "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) 20 شخصاً أثناء مداهمات قامت بها، فجر اليوم الجمعة، في ريف دير الزور شرقي سورية، فيما سجل الشهر الماضي ارتفاعاً ملحوظاً في عمليات الاغتيال في محافظة درعا (جنوباً)، حيث قتل 38 شخصاً، وسط فوضى أمنية تصاعدت وتيرتها منذ عملية التسوية بين النظام السوري وفصائل المعارضة برعاية روسيّة في يوليو/تموز 2018.
وقال الناشط، أبو عمر البوكمالي، لـ"العربي الجديد"، إن قوات "قسد" اعتقلت نحو 20 شخصاً أثناء مداهمات قامت بها، فجر اليوم الجمعة، في قرية أبو نيتل التابعة لمدينة الصور في ريف دير الزور، شرقي البلاد.
وأشار البوكمالي إلى أن قوات "قسد" فرضت طوقاً أمنياً على المنطقة، قبل أن تبادر إلى شن حملة اعتقالات شملت أشخاصا كبارا في السن، وشخصا واحدا على الأقل من ذوي الاحتياجات الخاصة.
كذلك عبثت "قسد" بمحتويات المنازل والملكيات الخاصة، وأحرقت سيارة عائدة لأحد الموقوفين، دون أن تعرف أسباب هذه الاعتقالات حتى الآن، لكن يرجح أنها على خلفية عمليات القتل التي شهدتها المنطقة قبل نهاية العام، حيث كان قتل 5 أشخاص في يوم واحد في مناطق متفرقة من ريف دير الزور.
إلى ذلك، ذكر موقع "تجمع أحرار حوران " المحلي، في تقرير، نشر اليوم الجمعة، أن 38 شخصاً قتلوا في محافظة درعا جنوبي سورية في الشهر الأخير من العام المنصرم، مشيراً إلى أن من بين القتلى طفلين، فيما قتل 5 أشخاص في محافظة القنيطرة المجاورة، إضافة لشخصين من أبناء محافظة درعا قُتلوا خارجها.
في التفاصيل، أحصى مكتب التوثيق التابع للموقع مقتل سبعة أشخاص تحت التعذيب في مراكز احتجاز تابعة لقوات النظام، ستة منهم اعتُقلوا بعد إجرائهم تسوية مع النظام، من بينهم ثلاثة من المنشقين السابقين عن النظام.
كما قتل طفل نتيجة انفجار قنبلة عنقودية من مخلفات الحرب، وطفل آخر قضى بطلق ناري إثر استهداف مسلحين مجهولين لوالده، في حين قتل شخص برصاص قوات النظام أثناء ملاحقتهم له، وعثر على شخص من خارج المحافظة مرمي بالرصاص، وتوفي رجل مسن متأثراً بجراحه التي عانى منها نتيجة ضربه بعنف من قبل مجهولين سرقوا منزل أحد أبنائه، كما قضى شاب من أبناء درعا إثر استهدافه بغارة جوية من قبل الطيران الروسي في ريف اللاذقية.
وسجّل المكتب مقتل 17 من قوات النظام، منهم ضابطان أحدهما برتبة مقدم والآخر برتبة نقيب واثنان من صف الضباط، و7 مجندين في صفوف قوات النظام بهجمات متفرقة في محافظة درعا، في حين قتل ضابط و4 مجندين في قوات النظام بمحافظة القنيطرة، إضافة لضابط من أبناء محافظة درعا قتل خارج المحافظة.
وحول عمليات الاغتيال في المحافظة، وثق المكتب 15 عملية ومحاولة اغتيال أسفرت عن مقتل 15 شخصاً وإصابة 3 آخرين بجروح متفاوتة، حيث قضى 3 مدنيين جراء عمليات الاغتيال، من بينهم اثنان متهمان بالعمل لصالح الأجهزة الأمنية التابعة للنظام، في حين قتل 11 قيادياً وعنصراً سابقاً في فصائل المعارضة، من بينهم قيادي واحد وثلاثة عناصر لم ينخرطوا ضمن تشكيلات عسكرية تابعة للنظام عقب دخول المحافظة في اتفاق التسوية، إضافة لمقتل عنصر سابق في تنظيم "داعش".
وبحسب الموقع، فإن معظم عمليات ومحاولات الاغتيال التي تم توثيقها في الشهر المنصرم، جرت بواسطة إطلاق النار بأسلحة رشاشة روسية من نوع كلاشنكوف، باستثناء عملية واحدة بواسطة عبوة ناسفة، مشيراً إلى أن أية جهة لم تتبن عمليات الاغتيال هذه، في حين يتهم أهالي وناشطو المحافظة الأجهزة الأمنية التابعة للنظام والمليشيات الموالية بتدبير معظمها من خلال تجنيد مليشيات محلية لتنفيذها بهدف إيقاع أبناء المحافظة ببعضهم البعض.
كما وثق الموقع 26 حالة اعتقال، على يد قوات النظام في محافظة درعا، أُفرج عن 2 منهم خلال الشهر ذاته، لافتاً إلى أن من بين المعتقلين 18 شاباً من أبناء المحافظة تم سوقهم إلى الخدمة العسكرية عقب اعتقالهم على حواجز قوات النظام.
وأوضح أن أعداد المعتقلين الفعليّة في المحافظة أكبر من هذا الرقم الموثق لدى المكتب، نظراً لامتناع أعداد من أهالي المعتقلين عن الإدلاء بمعلومات عن أبنائهم بسبب مخاوفهم الأمنية، مشيراً أيضاً إلى حالتي اختطاف لشابين، أفرج عن أحدهما في اليوم نفسه.
وأضاف التقرير أن قوات النظام تواصل تعزيز حواجزها العسكرية بين مدن وبلدات محافظة درعا بالعناصر والآليات المتوسطة والثقيلة، خاصة استقدام مليشيات الفرقة الرابعة تعزيزات عسكرية إلى الريف الشرقي من المحافظة في محاولة لقطع أوصال المناطق عن بعضها البعض، وتضييق الخناق عليها أكثر، في حين شهدت منطقة الحارة في الريف الشمالي الغربي حملة مداهمات لمنازل المدنيين بحثاً عن مطلوبين.
مزيد من التفاصيل