كثفت قوات الاحتلالالإسرائيلي مؤخرا، من حملة الاستدعاءات بحق نشطاء وقيادات ومحررين فلسطينيينبالضفة الغربية المحتلة، لتحذيرهم من الترشح للانتخابات التشريعية المقررة في 22أيار/ مايو المقبل.
ورأى مراقبون أن "هذهالممارسات من شأنها عرقلة العملية الديمقراطية، خاصة بعد تهديد الاحتلال بعرقلتهاواعتقال مرشحيها"، مشددين على ضرورة تدخل العالم، من أجل الحد من هذهالتهديدات، التي تطال وجوها بارزة في الضفة الغربية، وتسعى لتقليص دورها في أيمشهد سياسي قادم.
سقف الانتخابات
الشيخ المحرر عمر البرغوثي منرام الله والذي كان أحد الذين استدعاهم الاحتلال وهددهم بعدم الترشح؛ أكد أن "هذاهو الشيء الطبيعي في ظل الاحتلال، الذي لا يمكن أن يسمح لانتخابات تشارك فيها مقاومة،تريد دحره وطرده من أرضها".
وقال البرغوثيلـ"عربي21" إن الاحتلال "مستحيل أن يسمح للمقاومة بالمشاركة فيالانتخابات، وسيقوم بكل الوسائل ليبقى موجودا مدة أطول"، مشيرا إلى أن"الفلسطينيين خاضوا تجربة الانتخابات في ظل الاحتلال عام 2006، ويجب استخلاصالعبر منها".
وتابع: "خلف الكواليسيقول الخصوم، إذا نجحت حركة حماس في الانتخابات، فسيتربص الاحتلال لها ويقومباعتقال نوابها ويضعهم بالسجن، وتذهب بذلك الشرعية للآخرين، وهذا معناه إعطاؤهمالشرعية، ليمارسوا ما هو مرفوض ضد الفلسطينيين وباسمهم"، وفق قول البرغوثي.
وأضاف أن "سقف الشرعيةفي الضفة من الرئاسة والتشريعي وغيره، هو سقف ضابط الأمن الإسرائيلي في مستوطنةبيت إيل، حتى أنه ليس وزيرا في حكومة الاحتلال، والذي يدير السلطة التي هي تقومبدور الضابط المشرف عليها"، بحسب تقديره.
وأوضح البرغوثي أن"دور السلطة الفلسطينية يتبع للإدارة المدنية الإسرائيلية، وفي بعض القضايايكون أسوأ منها (..)، وهذه حقائق وليست اتهامات"، منوها إلى أن"الانتخابات في ظل الاحتلال يجب أن تُدرس جيدا وبعمق، خاصة فيما يتعلقبالتحالفات، لأن الاحتلال لن يسمح لمقاومين أن ينتخبوا قيادة مقاومة".
اقرأ أيضا: MEE: الانتخابات الفلسطينية تهدد بشرعنة الوضع القائم
وأردف قائلا: "الانتخاباتستجري تحت سقف اتفاقية أوسلو، المخصصة لإعطاء الفلسطينيين فقط سلطة حكم ذاتي في أقصاها،وحتى ذلك لم يتم إعطاؤه لهم"، معتبرا أن "الدخول في الانتخابات لغرضإجراء إصلاحات تعليمية وصحية وغيرها من الأمور الحياتية للفلسطينية ممكن".
واستدرك: "مع وجودالاحتلال لا توجد ضمانات، ففي الانتخابات الماضية حضرها كل العالم وشهد بنزاهتها،لكن حين نجحت حماس كان الحل جاهزا؛ فكل الذين احترموا الانتخابات وقالوا عنها ديمقراطية، حاصروا الحكومة المنتخبة وهربوا من الديمقراطية".
وأشار على أن بعض النواب لايزالون في سجون الاحتلال ودون رواتب، مضيفا أن "الوضع صعب ويحتاج لمخارج، لكنليس من الصعوبات هو الاستسلام".
ترويع
الحقوقي ومدير مركز حريات للحقوقالمدنية حلمي الأعرج، قال لـ"عربي21" إن "الاحتلال يحاول إرهابالفلسطينيين، حتى يكونوا بعيدين عن العمل الوطني والاجتماعي والسياسي والقانونيوكل المجالات"، معتقدا أن "هذه الممارسات تتم حتى يبقى الاحتلال هوالمتحكم بمصير الشعب الفلسطيني وفي حياته اليومية وقراراته، ومن ضمنها الانتخاباتالفلسطينية، التي دوما يتدخل بها وبنتائجها".
ولفت الأعرج إلى أن"الاحتلال يحاول منع أهالي القدس من المشاركة في العملية الانتخابية ترشيحاوتصويتا، إلى جانب ملاحقته أعضاء المجلس التشريعي المنتخبين بالاعتقال والاعتقالالإداري، ليشل حركتهم ويمنع دورهم ويرهب غيرهم".
ونوه إلى أن "الاحتلاليبعث برسالة واضحة للنشطاء الذين استدعاهم مؤخرا، ويحذرهم من ترشيح أنفسهم"،مشددا على أن "هذا الأمر غير قانوني على الإطلاق، وكان ينبغي ألا يحدث لولا هذاالإخلال في ميزان القوى الواضح والاتفاقيات المجحفة التي تم توقيعها مع الاحتلال".
وقال الأعرج إن "هؤلاءالناس كلهم ينبغي أن يرشحوا أنفسهم إن رغبوا بذلك؛ وليفعل الاحتلال ما يفعل، لأنه منالممكن أن يقدم على اعتقالهم دون ترشيح ودون تحذير، بعد مشاركتهم في العملية الانتخابيةوفوزهم أو عدمه".
وأشار إلى أن المواجهة مع الاحتلالفي هذا الموضوع وعدم الرضوخ له، تكون بممارسة هذا الحق الطبيعي الديمقراطي والقانونيالمشرع في كل أرجاء العالم؛ وأنه يجب ألا يقبل أي مواطن أن يساوم عليه أو يتراجع عنه،لأن التراجع يعني كمن يتراجع عن المواطنة.
وتابع: "إذا جاء الاحتلالوقال لهذا المواطن أو ذاك إذا لم تقل إنك لست فلسطينيا فسأقوم باعتقالك أو إبعادك أوأي إجراء عقابي بحقك؛ فلن يقبل هذا الفلسطيني أن يتنازل عن مواطنته، وهذا الفلسطينيينبغي ألا يقبل أن يساوم على حقه الطبيعي في المشاركة بالعملية الانتخابية ترشيحا أوتصويتا".
اقرأ أيضا: الاحتلال يستدعي شخصيات بالضفة ويحذرها من الترشح
وأردف: "يجب علىالعالم أن يعرف أن إسرائيل التي تدعي الديمقراطية، بعيدة عن هذه الممارسة لأنهاتحتل شعبا آخر (..)، فعلى العالم أن يعلم هذه الحقيقة وتنقل له الصورة التي يروعفيها الاحتلال الفلسطينيين، لمنعهم من ترشيح أنفسهم في انتخابات مشروعة وتشريعيةيدعو إليها العالم ويباركها ويسعى لحمايتها".
وذكر أنه "حين يقدمالاحتلال على منع الفلسطينيين من المشاركة في هذه الانتخابات، يجب أن يكون هناكتدخل دولي، قائم على أساس حق الإنسان في ممارسة حقه الطبيعي بالانتخاب والترشيح"،معتقدا أن "هذا الأمر ربما يردع الاحتلال، ولكن الرادع الأساسي هو الإجماعالوطني الفلسطيني على خوض هذه المعركة الديمقراطية حتى النهاية".
ورأى الأعرج أن "عدمإجراء الانتخابات هو دليل فشل على قدرة الشعب على ممارسة حياته الديمقراطية،وإدارة شؤونه بنفسه"، داعيا الشعب والقيادات والفصائل الفلسطينية إلى التصميمعلى حماية الانتخابات واحترام نتائجها.
مزيد من التفاصيل