طرحتالاجتماعات الموسعة الجديدة التي أعلنت عنها اللجنة العسكرية الليبية المعروفة بلجنة"5+5" في مدينة سرت مدى نجاح اللجنة في حسم بنود الاتفاق والملفات العالقةوعلى رأسها إخراج المرتزقة وفتح الطرق بين الشرق والغرب وتبادل المعتقلين من الجانبين.
ووصلأعضاء اللجنة المشكلة من عسكريين يتبعون حكومة الوفاق وآخرين يتبعون قوات حفتر إلىالمدينة لعقد اجتماعات تستمر مدة 4 أيام بحضور ممثلين عن البعثة الأممية إلى ليبيا،لبحث العقبات أمام استكمال تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار، وسبل دعم المراقبين الدوليينوحمايتهم.
"ترحيبودعم"
من جهتها،رحبت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بانعقاد الجولة السابعة من محادثات اللجنةالعسكرية المشتركة (5+5)، مؤكدة في بيان –وصل "عربي21" نسخة رسمية منه- أنالاجتماع يتمحور حول الإسراع في فتح الطريق الساحلي بين مصراتة وسرت وإزالة الألغام.
وجاءتالاجتماعات بالتزامن مع اجتماعات لملتقى الحوار الليبي في جنيف من أجل حسم تشكيل السلطةالتنفيذية الجديدة والمقرر التصويت عليها، الجمعة، وسط حالة ترقب وتساؤلات عن تأثيرالأمر على باقي المسارات ومنها المسار العسكري.
فمامدى نجاح اللجنة العسكرية في حسم ملف المرتزقة وفتح الطرق؟ وما تأثير مخرجات جنيف علىاللجنة وخطواتها؟
"تفاهماتوإصرار"
وأكدوزير الدفاع الليبي السابق، محمد البرغثي أنه "رغم العراقيل إلا أن لجنة (5+5)مصرة على الحفاظ على وقف إطلاق النار التي نجحت في إقناع الأطراف به ومصرة أيضا علىإجلاء القوات الأجنبية وطرد المرتزقة ويؤيدهم في ذلك بعض الدول وبمساعدة البعثة الأمميةفي ليبيا".
وأوضحفي تصريحات لـ"عربي21" أن "نجاحات اللجنة العسكرية يرجع إلى أن أعضاءهامن العسكريين المشهورين بنزاهتهم واستقلاليتهم وقد تم اختيارهم لبعضهم من الجيش لمعرفةالجميع بتميزهم بالحيادية واحترام القوانين وحب الوطن والجيش لذا توصلوا لاتفاق وقفإطلاق النار وتفاهمات بفتح الطريق الساحلي"، وفق كلامه.
وبخصوصتأثير مخرجات جنيف على اللجنة وتحركاتها، قال الوزير الليبي: "أتوقع نجاح اللجنةفي حسم ملف المرتزقة وفتح الطرق إذا استمر دعمهم من الدول المساندة، وخاصة بعدما تعلننتائج السلطات الجديدة، لذا تؤيد كل من أميركا وفرنسا وإيطاليا عقيلة صالح وفتحي باشاغالتولي هذه السلطة"، وفق تقديره.
"لنتنجح"
لكنالضابط الليبي العقيد سعيد الفارسي رأى أن "لجنة (5+5) مجرد لجنة صورية ولن تنجحفي إخراج المرتزقة أو فتح الطريق الساحلي، لذا فإن تطبيق الاتفاق الموقع بين الطرفينوبنوده على أرض الواقع يحتاج إلى وجود لجنة دولية محايدة وكذلك ضغط دولي كبير".
وأشارخلال تصريحاته لـ"عربي21" إلى أن "ما يحدث في جنيف سيؤثر على عمل هذهاللجنة، خاصة أنها لجنة غير مستقلة كما يسوق لها كون الطرف الممثل لحفتر لا يتحرك إلابأوامر من الأخير وهو لازال يراوغ لكسب الوقت، ولن ينفذوا أي بند إلا بالقوة"،حسب رأيه.
"إرادةدولية وإقليمية"
الكاتبالصحفي الليبي، محمد الصريط قرقر رأى أن "هناك إرادة إقليمية ودولية ستعمل علىإيجاد حل للمسائل الشائكة في عمل هذه اللجنة خاصة ملف المرتزقة، وحتى إن لم يكن حلامثاليا لكنه أفضل من حالة الجمود التي تخفى وراءها الكثير من الضبابية المريبة".
وأضاف:"أعتقد أن هناك تفاهم بأن ينسحب المرتزقة إلى نقطة جغرافية قريبة من منطقة الجفرةوهنا سيعمل الطرفان على إيجاد صيغة تعطي الثقة بينهم - المعدومة أصلاً- مساحة يمكنوصفها بالجيدة وهي أساس لأي اتفاق وتفاهم، أما فتح الطريق فسيكون مرتهن للتوافق حولالمراقبين الدوليين وكيفية تثبيت اتفاق اللجنة لكن في المجمل المؤشرات تقول إن التفاهماتداخل اللجنة العسكرية تتقدم"، كما قال لـ"عربي21".
"مهاممستحيلة"
في حينأكد المتحدث السابق باسم قوة حماية وتأمين سرت، طه حديد أن "إخراج المرتزقة ملفشائك ومعقد جدا وليس بإمكان اللجنة العسكرية حسمه، كون مرتزقة فاغنر المتواجدين فيسرت والجفرة والجنوب هم من يملكون الأسلحة المتطورة ومنظومات الدفاع والطائرات الحربيةبقوة دفاعية وهجومية أقوى مما يملكه حفتر شخصيا بل ولا يتلقون الأوامر منه الآن".
وتابعلـ"عربي21": "الفاغنر تمددوا جنوبا وقاموا بعمل نقاط دفاعية جديدة فيقاعدة براك الشاطئ أقصى الجنوب ونصب رادارات جديدة نوع P-18 مع تجنيدهم لسوريين من السويداء وغيرها لوضعهم في حماية الحقول النفطيةما يدل أنهم يسعون للبقاء وليس الخروج"، وفق معلوماته.
وأضاف:"لو تم تشكيل حكومة موحدة ستطلب مساعدة دولية وضغط لإخراج المرتزقة لأنه محليايستحيل إخراجهم وخاصة بعد تمركزهم وسيطرتهم على القواعد الجوية في الجنوب وسرت والحقولالنفطية"، كما صرح.
مزيد من التفاصيل