علق النائب الثاني لرئيس المجلسالتشريعي الفلسطيني حسن خريشة، على مخرجات لقاء الفصائل الفلسطينية في القاهرة،مشددا على وجود بعض الملاحظات والأمور المقلقة التي تحتاج إلى معالجات سريعة.
وعلى مدار يومي الاثنين والثلاثاءالماضيين، اجتمع 14 فصيلا فلسطينيا بينها فتح وحماس، في العاصمة المصرية برعاية جهازالمخابرات العامة، لبحث العديد من القضايا وفي مقدمتها إجراء الانتخابات الفلسطينيةالعامة خلال العام الجاري وفق ما تم تحديده في مرسوم رئيس السلطة الصادر منتصف الشهرالماضي.
اقرأ أيضا: هذا ما توصلت إليه الفصائل الفلسطينية بعد اختتام حوار القاهرة
وعن تقييمه لمخرجات لقاء القاهرة،قال النائب حسن خريشة المقيم في الضفة الغربية المحتلة: "ننظر لما تم التوصل إليهفي القاهرة بين الفصائل الفلسطينية بشكل إيجابي، على اعتبار أن هذ كان هو المطلوب أنيتم، وجاء نتيجة وجود رغبة حقيقية لدى كافة الأطراف بالذهاب إلى إنهاء حالة الانقسام،بخطوة تبدأ بالانتخابات".
وأعرب في تصريح خاص لـ"عربي21"،عن أمله في أن "يتسم الأمر بالجدية والمصداقية، حتى نصل إلى تلك النتائج، لعل وعسىأن ننهي حالة الانقسام في الداخل الفلسطيني، وهذا أمر مهم".
ولقت خريشة إلى أن "البيانالختامي جاء بعموميات أكثر من الخوض في التفاصيل، ويبدو أن الأطراف المجتمعة لم تكنمعنية بالدخول في التفاصيل، التي يمكن أن تدخلها في متاهات كبيرة، وسبب ذلك أن الحواركان تحت رعاية السيسي وليس تحت رعاية المخابرات المصرية، برغم أن جهاز المخابرات هومن رتب كل هذه القضايا، وأما الجانب الآخر، أنه ليس أمام الفصائل الفلسطينية إلا أن تتفق على الحد الأدنى، وأعتقد أن ما تم التوصل إليه، هو الحد الأدنى لإجراء الانتخابات".
أمور مقلقة
وذكر أن "المقلق بعض الشيء،هو الاجتماع المقبل في آذار/ مارس المقبل لبحث استكمال انتخابات المجلس الوطني، بحضورلجنة الانتخابات المركزية، وهذه اللجنة ليست مخولة في البحث في هذا الموضوع، لأنهالجنة مركزية لانتخابات السلطة الفلسطينية وليس لمنظمة التحرير، باعتبار المجلس الوطنيعنوانا لها".
ومن بين الأمور المقلقة بحسبالنائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي، أنه "لم يرد أي شيء بخصوص المحكمة الدستورية،التي هي مشكلة خلافية كبيرة، حيث استخدمت في فترة سابقة لحل المجلس التشريعي، وبالتالي فإنه كان الأصل التركيز عليها بصورة أو بأخرى".
اقرأ أيضا: حماس تتحدث عن اتفاق القاهرة والانتخابات الفلسطينية (شاهد)
ورأى أنه "بدلا من تأجيلكل القضايا ووضعها أمام الحكومة المقبلة بعد تشكيل المجلس التشريعي الجديد، فقد كان بالإمكانحلحلة جزء منها قبل الذهاب إلى الانتخابات، كي لا يظهر الأمر وكأننا نضع العراقيل أمامالمجلس التشريعي، لأن هذا يضع عبئا كبيرا على المجلس القادم، ومع ذلك فإن النتائج إيجابيةوالناس متفائلون، مع وجود شيء من الحذر بسبب التجارب السابقة".
مطالب
وعن رؤيته للوصول إلى وضع أفضلللحالة الفلسطينية الراهنة، طالب خريشة الكل الفلسطيني بـ"التحلي بالجدية والموضوعيةوالإصرار على تنفيذ ما تم الاتفاق عليه، لأن وضعنا الفلسطيني لا يحتمل مزيدا من الانقسام أو تعميقه، بل الذهاب إلى الانتخابات بقلوب مفتوحة".
وشدد على ضرورة "تهيئةالأجواء الحقيقية لإجراء الانتخابات من خلال ما جاء في البيان في ما يتعلق بإطلاق الحرياتالعامة، ووقف الاعتقالات من أي جانب، وإبعاد الأجهزة الأمنية عن موضوع الانتخابات وضمانعدم تدخلها، وهذا بحاجة إلى لقرار سياسي، ومطلوب من أصحاب هذا القرار، أن يمنعوا تدخلالأجهزة الأمنية في العملية الانتخابية".
اقرأ أيضا: هكذا علق فلسطينيون على اتفاق الفصائل بالقاهرة (شاهد)
وتمنى النائب، على"الفصائل الفلسطينية أن لا تحاول الشعبطة لا على حماس ولا على فتح، لأن هناكالعديد من القوى في الساحة الفلسطينية تعتقد أنها قوى تاريخية، عليها أن تخوض الانتخاباتمنفردة أو بتجمعات، كي نعرف الحجوم الحقيقية لكل تنظيم فلسطيني، لأنه على أساس تلكالحجوم الحقيقية سيبنى البرنامج الفلسطيني الجديد في مواجهة الاحتلال".
وتابع: "أما أن نبقى نرددأن لدينا 14 فصيلا، وبعضهم ليس لديه رصيد على الأرض، فهذا أمر مهم ويحتاج إلى التعاملمعه"، مضيفا أن "كلي أمل أن نخوض انتخابات شفافة ونزيهة، بعيدا عن المهاتراتوالتشكيك وعن كل الأشياء التي يمكن أن تسيء لصورتنا أمام العالم".
وطالب خريشة، الأطراف الدوليةوالإقليمية والعربية الضامنة، بأن "تلتزم بما تعهدت به لنا، وأن تحترم نتائج الانتخاباتمهما كانت، وعلى الخاسر أن يسلم والفائز أن يستلم"، مؤكدا أن "تكرر تجربةانتخابات 2006 (رفض المجتمع الدولي فوز حماس)، سيكون كارثة على شعبنا الفلسطيني، ونأملألا نصل إلى ذلك".
وعن رأيه في رفض حركة الجهادالإسلامي المشاركة في الانتخابات، قال النائب الفلسطيني: "هذا موقف طبيعي من قبلحركة الجهاد، لأنها لم تشارك في أي انتخابات للسلطة، ونأمل أن نعمل جميعا بصورة أوبأخرى على توحيد شعبنا، وحركة الجهاد كانت دائما موحدة وجامعة للأطراف الفلسطينية،ونأمل أن يستمر دورها، وأن تنأى بنفسها عن أي إشكالات داخلية".
مزيد من التفاصيل