انعكس الهجوم الحوثي الواسع على مدينة مأرب النفطية، شرقي اليمن، بشكل سلبي على مفاوضات ملف الأسرى التي رعتها الأمم المتحدة بين طرفي النزاع طيلة شهر كامل، وتم رفعها اليوم الأحد من دون إحراز أي تقدم.
وأكد مصدر مقرب من المفاوضات، لـ"العربي الجديد"، أن الجولة التي استضافها الأردن منذ 23 يناير/كانون الثاني الماضي انتهت من دون نتائج حقيقية، إثر التطورات السياسية والعسكرية الحاصلة في اليمن، لافتاً إلى "وجود نقاشات يمكن البناء عليها مستقبلا"، من دون إضافة المزيد من التفاصيل.
وتبادل طرفا الأزمة اليمنية الاتهامات وراء فشل الجولة التي كان من المقرر أن تسفر عن تنفيذ تفاهمات سابقة تقضي بتبادل 300 أسير ومعتقل من الجانبين، بينهم شقيق الرئيس اليمني اللواء ناصر منصور هادي.
واتهم مصدر في الوفد الحكومي المفاوض جماعة الحوثيين بالتعمد في إفشال الجولة، وذلك من خلال القفز على تفاهمات "اتفاق عمان 3" الذي ينص على تبادل 300 أسير والمطالبة بأسماء وقوائم جديدة، بعضها وهمية.
وقال المصدر في تصريحات لـ"العربي الجديد": "الوفد الحوثي رفض إدراج الصحافيين الأربعة المحكوم عليهم بالإعدام في الصفقة الجديدة، وأصر على الانتقال إلى اتفاقات جديدة، من دون تنفيذ ما تم الاتفاق عليه قبل عام".
وأكد المصدر أن مكتب المبعوث الأممي مارتن غريفيث لم يحدد لأطراف النزاع اليمني أي موعد لجولة مفاوضات جديدة في الملف الإنساني، الذي كان قد حقق اختراقاً هاماً منتصف أكتوبر/تشرين الثاني الماضي، وذلك بتبادل 1056 أسيراً من الجانبين.
في المقابل، اتهم كبير المفاوضين الحوثيين في ملف الأسرى عبد القادر المرتضى الجانب الحكومي بالتسبب في إفشال مشاورات الأردن، وهو ما أدى إلى رفعها من دون إحراز أي تقدم.
وذكر المرتضى، في تغريدة على تويتر، أن الوفد الحوثي "حاول بكل الطرق إنجاح الجولة، وقدّم عدداً من المقترحات المنصفة لتجاوز الخلافات لكن دون جدوى".
انتهت المفاوضات على ملف الاسرى في العاصمة الاردنية (عمّان) دون احراز اي تقدم بسبب تعنت قوى العدوان ومرتزقتهم.
حاولنا بكل الطرق ?نجاحها وقدمنا عدد من المقترحات المنصفة لتجاوز الخلافات لكن دون جدوى.
— عبدالقادر المرتضى (@abdulqadermortd) February 21, 2021
ولم يصدر أي تعليق رسمي عن مكتب المبعوث الأممي حول فشل مفاوضات الأسرى، وما إذا كانت الأمم المتحدة ستعلن عن جولة قادمة بالملف أم أنها ستعمل على المضي في سبيل إيجاد حل شامل للأزمة اليمنية بشكل عام، من دون الذهاب إلى حلول جزئية أو إجراءات بناء ثقة، كما كانت خططها سابقاً.
وكان المبعوث الأممي مارتن غريفيث قد ندد، في وقت سابق الأحد، بالقصف المدفعي الذي طاول أحياء سكنية في مدينة تعز أمس السبت، وأسفر عن مقتل طفل وجرح آخرين. ووصف غريفيث، في بيان صحافي على تويتر، " الهجمات على المدنيين بأنها انتهاك للقانون الإنساني الدولي، ويجب التحقيق فيها ومحاسبة مرتكبيها".
غريفيث: "أدين اعتداء الأمس على منطقة سكنية في #تعز والذي أسفر عن مقتل طفل وجرح آخرين. يستحق أطفال #اليمن العيش بسلام وأمان. الهجمات على المدنيين انتهاك للقانون الإنساني الدولي، يجب التحقيق فيها ومحاسبة مرتكبيها"
— @OSE_Yemen (@OSE_Yemen) February 21, 2021
مقتل 70 حوثياً في هجمات انتحارية
على الصعيد الميداني، شهدت الأطراف الغربية لمحافظة مأرب معارك ضارية، بعد هجمات حوثية جديدة على مواقع القوات الحكومية في جبهة المشجح، التي تسعى المليشيا للتوغل منها إلى مناطق الحكومة المعترف بها دولياً، بعد فشل محاولات التسلل من مناطق الكسارة وصرواح.
وقال الجيش الوطني، في بيان صحافي وصل إلى "العربي الجديد"، إن قواته مسنودة بالمقاومة الشعبية، صدت هجمات حوثية متتالية هي الأعنف على جبهات المشجح وهيلان والكسارة.
وأشار البيان إلى أن المعارك أسفرت عن مقتل 70 عنصرا حوثياً على الأقل، فضلاً عن عشرات الجرحى والأسرى، وإعطاب 7 دوريات وعربات عسكرية.
ولم يتسن لـ"العربي الجديد" التحقق من تلك الأرقام التي أعلنتها القوات الحكومية، لكن وسائل إعلام حوثية أذاعت اليوم بيانات تشييع 15 عسكرياً في محافظة حجة، شمالي البلاد، غداة تشييع 28 ضابطا في صنعاء وعدد من المحافظات الخاضعة لسيطرة الجماعة، ما يكشف حجم النزيف البشري الهائل جراء معارك مأرب.
#مارب
قوات الجيش الوطني مسنودة بالمقاومة الشعبية، كسرت عدّة هجمات انتحارية شنتها مليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، في عدة جبهات غرب محافظة مارب.
— المركز الإعلامي للقوات المسلحة #اليمن (@Yem_army_media) February 21, 2021
مزيد من التفاصيل