قال كاتب تركي، إن الولايات المتحدةتمارس لعبة "القط والفأر" مع السعودية، مشيرا إلى أنها تعتبرها أداة لهافي تحقيق مصالحها في المنطقة.
وأضاف الكاتب بيرجان توتار في مقالنشرته صحيفة "صباح" التركية، وترجمته "عربي21"، أن الولاياتالمتحدة عندما تتعثر أو ترغب في اللجوء إلى استراتيجية جديدة في العالم الإسلامي،فقد كانت السعودية دائما عنوانها وأداتها الاقتصادية والسياسية الأفضل.
وأشار إلى أن التقاط الرئيس الأمريكيالجديد جو بايدن، تقرير مقتل الصحفي السعودية جمال خاشقجي في إسطنبول في 2 تشرينالأول/ أكتوبر 2018، "من على الرفوف وبعد ثلاث سنوات"، يثبت مرة أخرىأهمية النظام السعودي بالنسبة للولايات المتحدة.
وشدد على أن إظهار التقرير الأمريكيالذي يشير إلى أن ولي العهد محمد بن سلمان هو مرتكب جريمة قتل خاشقجي، يعني أنالاستثمار أو الاستغلال السياسي والعسكري والاقتصادي للسعوديين سيستمر من حيثتوقف.
وتابع: "بالنظر إلى تاريخالعلاقات بين البلدين، نرى لعبة القط والفأر المبنية على الاستغلال من جانب واحدقائمة"، موضحا أنه بعد الثورةالإيرانية عام 1979، وغزو الاتحاد السوفييتي لأفغانستان، أصبح السعوديون الممولوالمقر العسكري والأيديولوجي لجميع العمليات القذرة للبنتاغون ووكالة المخابراتالأمريكية"CIA"،ضد العالم الإسلامي.
اقرأ أيضا: ما تداعيات "تقرير خاشقجي" على علاقات واشنطن والرياض؟
ولفت إلى أنه تم الدفع بالعديد من المقاتلين من الدول الإسلامية إلى الجبهة الأفغانية بدعم لوجيستي من السعودية في الحرب الأمريكية ضد روسيا السوفييتية، وفي الفترة ذاتها كان السعوديون أكبر ممولي مشروع "الحزام الأخضر" التابع لوكالة المخابرات الأمريكية.
ورأى الكاتب التركي أنه بعد الثورةالإيرانية، أصبح السعوديون محرك الصراع السني الشيعي، والذي حولته الولاياتالمتحدة إلى مكسب جيوسياسي مع الحرب العراقية والتدخلات الخليجية، لتزداد قوتها فيالشرق الأوسط والخليج العربي عبر الرافعة السعودية.
وأضاف أنه عندما انتهت الحرب الباردة،وتفكك الاتحاد السوفييتي، فقد انخرط السعوديون في استراتيجية "الحرب علىالإرهاب"، والتي كانت مشروعا أمريكيا، لإعادة تصميم وتفكيك العالم الإسلامي.
وأشار إلى أنه كما الحال في العملياتضد صدام حسين في بداية التسعينيات، والحرب الأمريكية على العراق عام 2003، فقد فتحالسعوديون المملكة للقواعد الأمريكية، ولكن مع انهيار استراتيجية مكافحة الإرهاب،حمّلت الولايات المتحدة العبء للسعوديين، وفي عام 2011، عندما بدأ الربيع العربيكان السعوديون القلقون بشأن بقاء عرشهم، مشروطين بمشروع إدارة تنظيم الدولة لباراكأوباما.
وذكر أنه بالإضافة إلى احتلال العراقوأفغانستان، فإن الفوضى تعمقت في اليمن وليبيا ومصر وسوريا بشكل أكبر بفضل التعاونالسعودي الأمريكي.
واستدرك بأن السعودية عندما وقعتالولايات المتحدة اتفاقا نوويا مع إيران عام 2015، فقد انخرطت في علاقات سياسيةوعسكرية متعددة مع تركيا وروسيا والصين، ولكن مع حقبة الرئيس الأمريكي دونالدترامب، ومقتل خاشقجي، فقد عاد الاستغلال الأمريكي من جديد للسعودية يظهر مرة أخرى.
اقرأ أيضا: عبد الله العودة: لا أستبعد عقوبات أمريكية على ابن سلمان
وأوضح أن ترامب الذي قام بأول رحلةخارجية إلى الرياض، استهدف إيران مرة أخرى، بالإضافة إلى ذلك، فإنه تم تكليف السعوديينالذين أصيبوا بالذعر الشديد من الاتفاق النووي الإيراني خلال عهد أوباما، بمهمةتطبيع الدول العربية مع الاحتلال الإسرائيلي وقيادة المعسكر المناهض لتركيا.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة التيتتمكن من كسر النفوذ الروسي والصيني والتركي في المنطقة، وجدت الفرصة السانحة لهامع مقتل الصحفي خاشقجي، لتعيد وضع السعودية تحت "الوصاية الكاملة".
وحول إعادة فتح الولايات المتحدةلملف مقتل خاشقجي، فقد بيّن الكاتب أن بايدن أراد أن يحافظ على استمرار "علاقةالوصاية القذرة" في كافة جوانبها مع السعودية.
وأردف قائلا: "الولايات المتحدةليس هدفها محاسبة جريمة القتل الوحشية للصحفي خاشقجي، بل إن الأولوية لديهااستخدام هذه الورقة الرابحة في استمرار عملية نهب السعوديين، فهي تريد عاملين لهالمشاريعها القذرة إقليميا ودوليا (..)، إنه الحساب الوحيد"، وفق قوله.
مزيد من التفاصيل