الترحيل.. أخطر المخاطر
- في ظل ازدياد دوركم، هناك مجموعة من المخاطر التي تواجه فلسطينيي الداخل هل لك أن تضعنا على أبرزها؟ وهل الترحيل هو الخطر الوحيد ؟
-الترحيل هو أخطر المخاطر ، فلا أتصور أنّ هناك خطراً أشدّ من أن يُرحَّل الإنسان عن أرضه وعن بيته وعن مقدساته إلى واقع جديد مجهول غير معروف ، وهذا أقرأه بكل مرارة في الواقع الحالي ، وفي الخطاب الإسرائيلي الرسمي ، بالإضافة إلى التأييد الإسرائيلي الشعبي ، وهذا يجعلني أقول إنّ المخاطر الأخرى تبقى مخاطر وتضاعف من المعاناة التي نعيشها ، بمعنى أن مخاطر استمرار مصادرة أرضنا واستمرار مصادرة هدم بيوتنا ، واستمرار التضييق على أهلنا بشكل خاص في النقب ، واستمرار التضييق على أهلنا بشكل خاص في المدن الساحلية هي عبارة عن مقدمات نحو الترحيل ، هي عبارة عن تمهيد نتيجته المرة واضحة جدا ، وهي دفع الإنسان منا أن يشعر بأن الأرض ضاقت عليه بما رحبت ، في النقب أو المدن الساحلية ، ويبدأ بالتفكير بالرحيل.
فنحن الآن أمام مشهد، في تصوري بإيجاز، إذا أردت أن اختصر هذا المشهد ، يمكن أن اقول أن المؤسسة الاسرائيلية بدأت ترتكب حماقات كثيرة ، بدأت تتبنى مشاريع صدامية ضدنا ، تضيّق علينا فيها ، وفي محصلتها هي تطمع من كل هذه المشاريع الصدامية ضدنا أن تصب في خانة الترحيل لنا ، وهو ما باتت تطمع به المؤسسة الإسرائيلية .
-فكرة استهدافك تبدو للكثيرين أمر مؤكدا ماذا ستفعل في سبيل المحافظة على سلامتك الشخصية؟
-حقيقة إن استهدافي لم يكن لمرة واحدة، وإذا فشلت محاولة إغتيالي مرة فهذا لا يعني أن محاولة الإغتيال قد توقفت، أنا أدرك ذلك ، ولذلك أنا أدرك أنّ هناك قراراً لا يزال في دائرة الموقف الإسرائيلي الرسمي وهو اغتيالي ، وستكون محاولات قادمة ، هذا لا أشك فيه ، وهذا يعني بإذن الله رب العالمين أننا مطالبون بعد التوكل على الله وبعد اليقين بأن الله هو الحافظ أن نتخذ كل تدبير مناسب لدفع هذا الخطر بإذن الله تعإلى.
-هل ستشاركون في النشاطات المقبلة لكسر الحصار عن غزة؟ وما هي الخطط التي تقومون عليها؟
-طبعاً سنشارك في كل خطوة واضحة ومشروعة من أجل كسر الحصار عن غزة، لأن هذا الموقف لم يكن لمرة واحدة، وما دام هناك حصار فيجب أن تبقى جهود كسر الحصار مستمرة، وهذا مما لا شك فيه ولا جدال عليه، ولعل من أهمّ الخطوات التي تمّ الإتفاق عليها هو تجديد دور لجنة كسر الحصار عن غزة إحدى لجان لجنة المتابعة العليا في الداخل الفلسطيني ، وفي تصوري من خلالها سنواصل جهودنا على صعيد محلي، وسنواصل جهودنا المبذولة مع كل الجهات العالمية من أجل كسر الحصار عن غزة ، وهذا يعني أنّ أسطول الحرية رقم 2 القادم لا شك سيكون لنا الدور فيه، كما كان لنا الدور في اسطول الحرية رقم 1 .
-التحريض على العنف والعنصرية على رأس الاتهامات الجديدة التي أعدتها هذه المرة السلطات الإسرائيلية ضدك أضافت إليها دعوته إلى انتفاضة ثالثة للدفاع عن القدس.. كيف تقرا هذه الاتهامات، والملاحقات المتواصلة؟
-أنا أنظر إلى هذه الإتهامات بأنها اتهامات تافهة ، واتهامات مصطنعة ، واتهامات مفرغة من أي محتوى ، وما هي إلاّ فخاخ معدة سلفاً من قبل المؤسسة الإسرائيلية لمحاولة الزجّ بي في السجن أطول مدة زمنية ممكنة ، ومواصلة سجني ومحاكمتي في نفس الوقت ، ولذلك أنظر إلى كل هذه الاتهامات بعين الإزدراء ، وأنا ماضٍ في طريقي والله سبحانه وتعإلى هو الحافظ .
حصار معاكس
-ما أبرز الإسقاطات او النتائج التي تقرأونها مما جرى معكم في أسطول الحرية؟
-هناك إسقاطات على أكثر من جهة، ودعني أقول على صعيد الدور الإسرائيلي فإنّ ما كان في أسطول الحرية رقم 1 أبرز للعالم حقيقة هذه القرصنة التي قامت بها المؤسسة الإسرائيلية، والتي جعلتها مدانة بكل لغات العالم والتي جعلتها مدانة بأنها ارتكبت جريمة حرب دولية، ولذلك هذا الأمر لا شك جعل من المؤسسة الإسرائيلية محاصرة في نفس الوقت الذي تصر فيه على محاصرة قطاع غزة من طرفها، فإن كان قطاع غزة محاصراً من قبل الإحتلال الإسرائيلي فهناك حصار عالمي بدأ يزداد ويضيق على المؤسسة الإسرائيلية.
ولذلك أتوقع أن الخطوات التي نقرأ عنها أو نسمع عنها في العالم، وهي السعي لإقامة لجنة تحقيق دولية أو السعي لتقديم المؤسسة الإسرائيلية إلى المحاكمة ففي تصوري أن مثل هذا الأمر لا شك سيكون له الإسقاطات الإيجابية على مستقبل قطاع غزة، وسيعجل بقطع الحصار عن قطاع غزة، وسيعجل بزوال الإحتلال الإسرائيلي وقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
- يقال أن تجربة أسطول الحرية حررت الجماهير العربية وربطتها بمرجعيات سياسية تدافع عن القضية الفلسطينية في الضفة والقطاع والقدس.. هل سيتم البناء على ذلك؟
-أنا أوافق على هذا الإستنتاج الهام جداً ، وأؤكد أن أسطول الحرية كان من نتائجه الفورية إيقاظ الدور الإسلامي العربي الشعبي والمؤسساتي بقوة ، وهذا بات واضحا جدا ً ، وهذا بدأ يترجم على صورة الحراك الشعبي الذي بدأ يشهده العالم الإسلامي العربي، لا بل الحراك العالمي في كل أنحاء الدنيا واستعدادات ارسال سفن كسر حصار إلى قطاع غزة ، بأرقام بدأت تصل إلى مئات السفن ، وبأعداد بدأت تصل إلى عشرات آلاف، وفي ذلك الخير ، وفي ذلك تأكيد أن القضية الفلسطينية باتت محل إجماع عالمي باتجاه الانتصار لهذه القضية ، وعدم شطبها من إهتمامات الشعوب الإسلامية والعربية والعالمية قاطبةً ، ولا شك أن أسطول الحرية ساعد على هذا الحراك ، أبعد من ذلك في تصوري أن أسطول الحرية كان له الأثر الأساس على رفع معنويات الناس في قطاع غزة المحاصر ، وجدد لهم الثقة بأن هناك من يهتم بهم ، ومن يستعدّ أن يضحي من أجلهم ، وهذا أمر مهمّ جداً.
يتبع...........