شهد الشرق الليبي أحداث عنف وخطف واغتيالات فياليومين الماضيين ليطرح الأمر أسئلة حول سر عودة هذه الأحداث الآن في ظل حكومة جديدة، وما إذا كان"حفتر" يريد عرقلة هذه الحكومة كون الشرق يخضع لسيطرته.
واغُتيل الضابط في قوات "حفتر"والمعروف بضابط الإعدامات، محمود الورفلي على يد مجهولين عبر استهداف سيارته بوابلمن الرصاص، ليتم دفنه خلال ساعات قليلة دون التوصل للجناة.
"خطف"
في حين تم اختطاف ابنة الناشطة والمحامية، حنانالبرعصي من وسط شوارع بنغازي على يد مسلحين بعد ظهورها عبر بث مباشر تفضح فيهالمتورطين في قتل والدتها وتذكرهم بالأسماء، ليتم اتهامها فيما بعد بأنها وراء قتلالورفلي وحيازة سلاح دون ترخيص".
وطرح تسارع الأحداث في مناطق نفوذ حفتر الكثيرمن التساؤلات عن دلالة وأهداف هذه الفوضى؟ وهل يمكن أن تكون مفتعلة من قبل حفترلعرقلة وتعجيز الحكومة الجديدة خاصة بعد رفضها منحه وزارة الدفاع؟.
"سياسة قديمة"
من جهته، وصف وزير الدفاع الليبي السابق، محمدالبرغثي ما يحدث في شرق البلاد من اغتيالات أو خطف بأنه "مسلسل وسياسة قديمةلدى من يفرضون البقاء رغما عن معارضيهم".
وأكد في تصريحات لـ"عربي21" أن"الاغتيالات وأعمال العنف والفوضى زادات الآن لدى هذه المعسكر بعدما تزايدتعندهم المخاوف لشعورهم بالخطر والإبعاد خاصة بعد تأييد حكومة الوحدة الوطنيةالجديدة داخليا وخارجيا"، وفق تقديره.
"تصفية عصابات"
وقال عضو مجلس الدولة الليبي، عادل كرموس إن"هذه النتائج حتمية لكل وضع غير قانوني كون عملية الكرامة –كما أخبرنامراقبون في الشرق- عبارة عن مجموعة عصابات تشتغل تحت مظلة الجيش وتتخذ منه ستارالممارسة جرائمها ومنها الاغتيالات التي وصلت لرتب كبيرة في الجيش ثم نسب هذهالجرائم لما يسمى بالتنظيمات الإرهابية".
وأوضح خلال تصريحات لـ"عربي21" أن"هذه الجرائم اختفت لفترة عندما توجه هؤلاء للقتال على تخوم العاصمة وبعدانهزامها رجعت إلى سابق عملها في الجرائم والاغتيالات وذلك لأن ما يسمى بالقيادةالعامة للجيش ليس لها أي سيطرة على هؤلاء بل يهددون حتى وجود هذه القيادة، أماالحكومة فلن تتدخل إلا بدعم دولي"، كما صرح.
"عزل الشرق"
لكن الضابط من الشرق الليبي، العقيد سعيدالفارسي أكد أن "حفتر يريد بهذه الأفعال عزل شرق البلاد عن السلطه الشرعيةالجديدة وإن حدث ذلك فلن تتمكن الحكومة من توحيد المؤسسات مثل الجيش والشرطة، لذايجب على الحكومة أن تتواصل مع الأجهزة الأمنية المنضبطة هناك وتغير قادتها وتطردالخارجين عن القانون".
وأشار إلى أن "هذه الخطوات تحتاج إلىتعيين وزير دفاع قوي يعمل على الأرض وكذلك تعاون دولي قوي لأن أغلب كتائب حفتر هيمن تقوم بالاغتيالات في المدينة وكل الفوضى في الشرق تأتي بتعليمات مخابرات أجنبيةوحفتر مجرد بيدق في أيديهم"، وفق وصفه وتصريحاته لـ"عربي21".
"حفتر غير متورط"
واستبعد الصحفي من شرق ليبيا، محمد الصريط أن"يكون حفتر وقياداته متورطون في هذه الأحداث أو زعزعة الأمن في مناطق نفوذهملأن الانتقادات المحلية والدولية ستوجه لهم، بل سيفسر الأمر على أنه عمل مصطنع،لكن الانفلات في الشرق حتى لو كان محدودا فهو يعكس حالة الصراع هناك".
وأضاف في تصريح لـ"عربي21":"ويمكن تفسير ما يحدث في عدة سيناريوهات منها: خلط الأوراق لبعض القوى التيتريد جس النبض لمعرفة مواقعها ومكاسبها في التشكيلة الجديدة، ويمكن أن تكون تصفياتتهدف إلى إعادة صياغة المشهد الأمني بما يتوافق مع الاتفاقات والتطورات السياسيةالجديدة".
وتابع: "ويمكن أن نذهب لما يقوله البعض من المسؤولين بالشرق أن ما يحدث هو ضمنعمليات إرهابية، لكن في المجمل هي صورة أمنية سيئة يفترض على الأجهزة الأمنيةالمحلية أن تقابلها بمتابعة وتضع أسس لمعالجتها"، كما رأى.
مزيد من التفاصيل