شهدت خطوط التماس بين فصائل المعارضة من جهة، وقوات النظام السوري ومليشيا "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) من جهة أخرى، عمليات قصف متبادلة، فيما اعتقلت قوات النظام عدداً من الأشخاص في مناطق مختلفة من البلاد، بهدف سوقهم للخدمة العسكرية أو بسبب كتابات على الجدران مناهضة للنظام.
وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن محاور بلدات وقرى البارة والفطيرة وفليفل بجبل الزاوية جنوبي إدلب، شهدت تبادلاً للقصف بالمدفعية والرشاشات الثقيلة، بين قوات النظام والفصائل العاملة في المنطقة، فيما قصفت قوات النظام فجر اليوم محيط منطقتي قليدين والعنكاوي بسهل الغاب شمال غربي حماة، وذلك وسط تحليق لطيران الاستطلاع الروسي في أجواء جبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي.
وكان وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، قد تفقد أمس السبت الوحدات العسكرية التركية في ولاية شرناق قرب الحدود مع كل من سورية والعراق. وذكرت وكالة "الأناضول" أن أكار والوفد المرافق له من كبار قادة الجيش عقدوا اجتماعاً مع قادة الوحدات العاملة على الخط الحدودي وخارجه، كما تفقد كتيبة "الكوماندوز" التابعة للدرك.
إلى ذلك، دارت اشتباكات فجر اليوم على محاور صيدا ومعلق بريف عين عيسى شمالي الرقة، بين "قسد" والقوات التركية وفصائل الجيش الوطني بالتزامن مع قصف متبادل.
وفي شرق البلاد، اعتقلت القوات التابعة لـ"قسد" 4 أشخاص بتهمة الانتماء إلى تنظيم "داعش" الإرهابي داخل مخيم الهول في ريف الحسكة، وذلك بعد أن أدلى معتقلون خلال الحملة الأمنية الأخيرة في المخيم باعترافاتهم عن أماكنهم.
وذكرت وسائل إعلام مقربة من "قسد" أن المعتقل أبو كرار العراقي، القيادي في "داعش" الذي اعتُقل خلال الحملة، اعترف بإعطاء أمر القتل بحق رجل وامرأة من جنسية عراقية مطلع العام 2020، حيث قُتلا باستخدام المطرقة بحسب اعترافاته، وعُثر على الجثتين أمس مرميتين في مجرور الصرف الصحي في القسم الأول الخاص باللاجئين العراقيين ضمن مخيم الهول.
وفي سياق متصل، اعتقلت "قسد" عدداً من المدنيين أمس السبت في ريف دير الزور الشرقي، بحسب موقع "نهر ميديا" المختص بنشر أخبار المنطقة الشرقية، حيث داهم عناصر "قسد" عدة منازل في بلدة الرز، واعتقلوا ثلاثة من أبناء البلدة إضافة إلى عدد من النازحين، مشيراً إلى أن دوريات "قسد" ما زالت تعمل على تفتيش المنازل، خصوصاً القريبة من نهر الفرات، دون أن يحدد سبب هذه الاعتقالات.
حملات اعتقال لقوات النظام
وفي ريف العاصمة دمشق، شهدت بلدة حفير الفوقا الواقعة في القلمون الشرقي حملة دهم واعتقالات من قبل قوات النظام، وذلك بعد انتشار عبارات مناهضة للنظام مكتوبة على جدران المنطقة.
وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور من حفير الفوقا لعبارات كتبت على جدران البلدة مثل "ونحن على مشارف الموت جوعاً يحدثونك عن الانتخابات" و"اتركوا هذا البلد واعتقونا" و"لا للأسد"، وغيرها.
وشنت قوات النظام حملة اعتقالات في مدينة البوكمال طاولت عدداً من الشبان من أجل سوقهم للخدمة الإلزامية والاحتياطية.
وذكرت شبكة "نهر ميديا" أن قوات النظام أصدرت قراراً، ضمن محافظة دير الزور، باعتقال أي عنصر من عناصر مليشيات (الدفاع الوطني، جيش العشائر ولواء القدس) من الذين تتناسب أعمارهم مع السن القانونية للخدمة الإلزامية، بهدف سوقهم للخدمة. وحسب مصادر الشبكة، فقد طلب النظام من قادة المليشيات تخفيض عدد العناصر في كل مليشيا، إلى الحد الذي يسد حاجتها في أعمالها العسكرية، مع ترك باب عودة بعض العناصر إلى مليشياتهم بعد انتهاء الخدمة، إذا كان هناك طلب حصري من قائد المليشيا بهذا الخصوص.
هجمات على النظام في درعا
وفي جنوب سورية، ذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن مجهولين هاجموا بالأسلحة الرشاشة حاجز المخابرات الجوية التابع لقوات النظام بين بلدتي الكرك الشرقي ورخم في ريف درعا الشرقي.
ويأتي هجوم الشبان على الحاجز بعد يوم على استهداف عناصره حافلة تقلّ شاباً وخطيبته، بطلق ناري، ما أدى إلى إصابة الفتاة بجروح نُقلت على إثرها إلى المشفى.
إلى ذلك، نجا رئيس فرع "مكافحة المخدرات" التابع للنظام من عملية استهداف لسيارته بعبوة ناسفة في حيّ الكاشف بمدينة درعا، فيما أصيب ثلاثة من عناصر الفرع بجروح نتيجة التفجير.
إلى ذلك، قالت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان"، في تقرير لها أمس، إن 85 مدنياً، بينهم 28 طفلاً، قضوا في مناطق متفرقة من سورية بسبب الألغام، منذ مطلع العام الجاري.
وسجل التقرير مقتل 51 مدنياً، بينهم 6 أطفال و20 سيدة، خلال شهر مارس/ آذار الفائت، مضيفاً أن الشهر شهد استمراراً بوقوع ضحايا مدنيين بسبب الألغام في محافظات ومناطق متفرقة في سورية. واعتبر التقرير أن ذلك مؤشر على عدم بذل أيٍّ من القوى المسيطرة جهوداً في عملية إزالة الألغام، أو محاولة الكشف عن أماكنها وتحذير السكان المحليين منها.
مزيد من التفاصيل