قالت صحيفة "فايننشال تايمز" إنالسبب وراء الأزمة الجارية في الأردن، هو التنافس القديم والمستحكم بين الأخوينالملك عبد الله الثاني وولي العهد السابق الأمير حمزة، والذي يصل إلى مرحلة"العدائية".
وأوضحت الصحيفة في تقرير ترجمته"عربي21" أن في قلب الأزمة اتهامات للأمير حمزة باستغلال الأزمةالاقتصادية والسخط من النظام لتحقيق طموحة بالملك، وهو ما ينفيه أنصار ولي العهدالسابق.
ولفت التقريرإلى "حرب التسجيلات"، التي دارت بين الطرفين، ومنها تسجيل المقابلةالحادة، مع رئيس الأركان يوسف الحنيطي، والتي رأى فيها الأمير حمزة أنها حملتتهديدا له في حال اختلط بالناس.
وأضافتالصحيفة: "الدراما في عمّان، أعادت للذهن مشاهد من مسرحيات شكسبير، فعندماأصدر اللواء الحنيطي بيانه المقتضب بشأن الطلب من الأمير وقف نشاطات تهدد أمنواستقرار المملكة، رد حمزة بشريط مصور يزعم فيه أنه تحت الإقامة الجبرية".
وأشارت إلى أن الأحداث تتابعت في اليومالتالي لدى اتهام السلطات أن الأمير جزء من مؤامرة لنشر الفوضى في المملكة واعتقال18 شخصيا، وأثيرت شكوك حول 60 زيارة إلى شيوخ العشائر، هذا بالإضافة إلى اعتقالباسم عوض الله رئيس الديوان الملكي السابق ومستشار ولي العهد السعودي محمد بنسلمان.
وقالت الصحيفة إنه "يعتقد أن القصر لايثق بباسم عوض الله الذي يحمل الجنسيتين الأردنية والسعودية". ونقلت عن أحدمسؤولي القصر "أن عوض الله هو الذي أشرف ونصح الأمير حمزة".
ولفتت الصحيفة إلى أن شخصا مطلعا قال إنالسعوديين طلبوا من الأردنيين تسليم عوض الله وتم رفض الطلب، في حين نفى شخص آخرمطلع على الموقف السعودي حدوث هذا الطلب.
اقرأ أيضا: تداول تسجيل قديم للأمير حمزة: "يبحثون عن ذريعة" (استمع)
وأشارت الصحيفة إلى إثارة تساؤلات بشأنالعلاقة بين الأمير وعوض الله، وقال حسن البراري المحاضر في جامعة قطر إنه غيرصحيح "فحمزة شخص ذكي ويعرف أن عوض الله غير محبوب في الأردن. وكان الأميريتجول في البلاد يتحدث ضد الفساد والوصفة الليبيرالية الجديد التي دعا إليها عوضالله".
وأضاف: "لو كانت لديه طموحات فسيكون من غبياإذا ارتبط به.. لقد ارتكب النظام خطأ في طريقة تعامله مع الأمير، لأنه يحظى بشعبيةبين الأردنيين".
وشددت الصحيفة على أنه، "رغم أن الأمرلا يتعلق بانقلاب، إلا أن الجيش الذي يسيطر عليه الملك بقوة، اعتراض بعد لقاءاتقادة العشائر والضغوط المحلية المتزايدة التي تفاقمت بفعل تفشي كورونا، وهو ماأثار مخاوف الأجهزة الأمنية والقصر".
وقالت الصحيفة إن "معسكر حمزة يصورهبأنه ضحية للملك الذي يبدي بشكل متزايد عدم تسامح مع الأصوات المعارضة، إلا أنالمقربين من القصر يصورون ولي العهد السابق، بالمهووس بالعرش، ويحاول استثمارمشاكل البلد لإضعاف أخيه الملك".
ونقلت عن أحد المقربين من القصر أن حمزة"لم يتجاوز حقيقة أنه لن يصبح ملكا، ويفكر على ما يبدو أنه صنع للملك"،بالمقابل نفى أحد المقربين من حمزة هذا وقال: "كل مخاوفه كانت على العائلةوإرثها، ولن يفعل أي شيء يعرضهم للخطر".
وقالت الصحيفة إن "مظاهر العداء بينالأخوين تعود لسنوات عديدة، ومنذ صغر حمزة ربي على أنه سيصبح الملك، خاصة أنهيتحدث بطريقة تشبه والده الملك الراحل حسين، والذي قرر قبل وفاته بأسبوعين تعيينابنه الأكبر عبد الله وليا للعهد، مجردا شقيقه الحسن منها".
ونقلت الصحيفة عن شخص مقرب من حمزة بأنهعلاقته مع الملك "عدائية" بدأت "بقبول متذمر" لقرار إعفائه منولاية العهد، لكن بعدما "كبر اعتقد أن الناس حول الملك فاسدون ويسرقون كلشيء".
وأضاف الشخص المقرب: "من المعروف أنحمزة وعبد الله لا يتكلمون مع بعضهما البعض وعزل حمزة من الجيش قبل عدة سنوات، وهوقرار زاد من غضبه بالإضافة لتغيير حرسه الذي أعتقد أنهم لم يكونوا لحمايته بلللتجسس عليه" حسب الشخص نفسه.
وقالت الصحيفة إن الأشخاص حول الملك أشارواإلى أن "صبره نفد، وعندما اندلعت تظاهرات ضد الحكومة عام 2018 وعزل الملكرئيس الحكومة، دعا الأمير عبر تويتر إلى مكافحة الفساد".
وقال أحد المقربين من القصر: "إن الملك كانرحيما، لكن حمزة دفع بالأمر وحكم الدولة وتجول بحمايتها مستخدما امتيازاته كأميرللعمل ضد الملك".
ورغم وساطة عم الطرفين الأمير الحسن، الذي"همشه شقيقه قبل سنوات" وخروج قرار بحظر النشر في وسائل الإعلام عنالقضية، إلا أن أحد المصادر قال: "تلك ليست نهاية القصة".
مزيد من التفاصيل