قال كاتب إسرائيلي إن"السباق بدأ للتو على خلافة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لقيادة السلطةالفلسطينية، ومن المتوقع أن يتصاعد، وربما يصبح عنيفًا أيضًا، فأبو مازن، 85عامًا، منهك، ولم يعد يعمل في بعض النواحي، تمامًا مثل سلطته ومقرها رام الله،التي يترأسها منذ 2005، ومنذ 2004 يقود رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، وكذلكزعامة حركة فتح، وبات معظم الفلسطينيين مهتمون باستقالته".
وأضاف جوزيف بودرةبمقاله على موقع ميدا، ترجمته "عربي21" أن نتائج استطلاعات الرأيالأخيرة أظهرت أن 64? من الفلسطينيين قلقون من أن خروج عباس من الساحة السياسيةسيؤدي لإشعال الاضطرابات، وانعدام الأمن، لأنه ليس لديه خليفة واضح، بجانب مشاكلالفساد، حيث يخفي مسؤولو منظمة التحرير والسلطة الأموال بحساباتهم المصرفيةالشخصية، أما الفلسطيني العادي فهو الأكثر تضرراً من الناحية المالية".
وأوضح أن "منينتظرون موت عباس يحاولون شغل واحد على الأقل من المناصب القيادية التي يشغلها،بالنظر إلى احتمالية تقسيم المناصب الثلاثة التي يشغلها، ومنحها لثلاثة أشخاصمختلفين، جبريل الرجوب من المرشحين لخلافته، وكان يأمل في أداء دور صائب عريقاتكرئيس لدائرة المفاوضات، لكن استئناف التنسيق الأمني مع إسرائيل أنهى تطلعاتهورحلته".
وأشار أن "الرجوبيشغل الآن منصب أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح، وترأس سابقا جهاز الأمنالوقائي في الضفة الغربية، وتقع "قاعدته" القوية في الخليل، مسقط رأسه،وفي 1970 حكمت محكمة إسرائيلية عليه بالسجن 17 عامًا، وأطلق سراحه عام 1988،وانتقل إلى تونس، حيث عمل مستشارا لخليل الوزير أحد مؤسسي حركة فتح، ثم عاد إلىالضفة الغربية بعد اتفاقيات أوسلو، وقاد جهاز الأمن الوقائي".
وأوضح أنه "كجزءمن وظيفته، كان الرجوب مسؤولاً عن التنسيق الأمني مع إسرائيل، وأصبح مرتبطًا جدًابالعلاقات معها، ثم ترأس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم منذ 2006، وفي 2017 قادحملة تدعو لمقاطعة إسرائيل من قبل الفيفا، ويشغل حاليا منصب رئيس اللجنة الأولمبيةالفلسطينية".
وانتقل للحديث عن"قادة آخرين مثل حنان عشراوي التي لن تتمكن أبدًا من الوصول لأعلى مستوى فيسلطة وقيادة منظمة التحرير الفلسطينية، فقد تم وضعها كوجه فلسطيني للعالم الغربي،لأنها مسيحية ومتحدثة بالإنجليزية بطلاقة، وتم استخدامها كوسيلة للترويج للدعايةللسلطة الفلسطينية، لكنها اتهمتها بتهميش المنظمة، وتجريدها من الصلاحيات، واشتكتمن إخراجها من دائرة صانعي القرار، ولذلك استقالت عسراوي من منصبها".
وأشار أنه "بينمالا يزال رئيس المخابرات العامة ماجد فرج، يأمل بالترشح لأحد المناصب القياديةالثلاثة التي يشغلها عباس، باعتباره من دوائره الداخلية، فإن شخصية أخرى تنافسهعلى صلة وثيقة به هي حسين الشيخ، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، والمكلف بالتنسيقمع إسرائيل، وقد اكتسبا الكثير من القوة في السنوات الأخيرة، وباتا في الدائرةالأقرب والأكثر حصرية في محيط عباس".
وأشار أن "محمودالعالول نائب رئيس فتح، هو الشخص الوحيد الذي يشغل منصب نائب عباس، وينتمي للجيلالأكبر من أعضاء التنظيم، وقاد سابقًا ميليشيا فتح التنظيم، التي لعبت دورًارئيسيًا في الهجمات ضد إسرائيل خلال الانتفاضة الثانية، ويعتبر من التيار المتشددفي فتح، لكنه أعرب مؤخرا عن دعمه لمؤتمر سلام دولي يحاول عباس الترويج له، رغمصوته المرتفع بمقاطعة المنتجات الإسرائيلية في الأسواق الفلسطينية".
وأضاف أن "النهايةالوشيكة لعهد أبو مازن، دفع بعدد متزايد من الشخصيات العامة الفلسطينية لمحاولةاتخاذ موقف قيادي، وأحدها هو رئيس وزراء السلطة محمد اشتية، 63 عامًا، الذي يحظىباهتمام كبير في وسائل الإعلام الفلسطينية حول تعامله مع أزمة كورونا، ويريد أنيحل محل عباس رئيسا للسلطة الفلسطينية، وناصر القدوة، ابن شقيقة ياسر عرفات،السفير الأسبق لدى الأمم المتحدة، وطرده عباس من فتح".
وأشار إلى "شخصينطموحين، لكنهما غير موجودين حاليًا على الأرض، أحدهما مروان البرغوثي، زعيم فتحالسابق، الموجود حاليًا في السجون الإسرائيلية، رغم أنه مشهور بين جيل الشباب،ومحمد دحلان، القائد السابق للأمن الفلسطيني في غزة، وقد طرده عباس من فتح بعد محاكمتهالتي اتهم فيها بالفساد، ونتيجة لذلل، هرب إلى الإمارات العربية المتحدة، لكنصدامه مع عباس أبعده عن موقع قوة في السلطة الفلسطينية".
وختم الكاتب حديثهبالإشارة إلى أنه "من المقرر إجراء جولة أخرى من الانتخابات لرئاسة السلطةالفلسطينية في 3 يوليو، لكن وفقًا لسجل عباس السياسي، الذي تضمن الكثير من الوعودبإجراء انتخابات، لكنه انتهكها في السنوات الخمس عشرة الماضية، فإن حدوثها أمرمشكوك فيه، مما يتطلب الدعوة لتغيير جذري في السلطة الفلسطينية، مما يؤكد أنالسباق بدأ لتوه على إرث عباس، ويتوقع أن يسخن، وربما يصبح عنيفًا أيضًا".
اقرأ أيضا: رئاسة السلطة الفلسطينية تعلق على صحة عباس وموعد عودته
مزيد من التفاصيل