قال كاتبان إسرائيليانإن "تكرار إطلاق الصواريخ من غزة باتجاه المستوطنات الإسرائيلية يثير الكثيرمن التساؤلات حول أسبابها، سواء فيما يتعلق بتأخير المنحة القطرية، أو التأخير فيتطوير البنية التحتية في القطاع، أو تقليص مساحة الصيد، لكن ذلك قد يكون مرتبطا بإحياءحماس للذكرى العشرين لبدء إطلاق الصواريخ على مستوطنات غلاف غزة قبل عشرين عاما".
وأضاف أليئور ليفيويوآف زيتون في تقريرهما المشترك بصحيفة "يديعوت أحرونوت"، ترجمته"عربي21" أن "الجواب يكمن على الأرجح في رد حماس على المحاولةالإسرائيلية لمنعها من رفع رأسها في الضفة الغربية في الأيام الحرجة التي تسبقإجراء الانتخابات التشريعية".
وأوضحا أنه "علىمدار يومين متتاليين، أطلقت صواريخ من قطاع غزة على مناطق مفتوحة في مستوطنات غلافغزة، دون التسبب بأي أضرار، لكن عندما يتم إطلاق صاروخ لمرة واحدة، يبرزعلى الفور سؤال مشروع: لماذا، وما هي الرسالة التي يحاول الفلسطينيون إيصالها،ولمن؟".
وأكدا أن "هناكاحتمالان مرجحان، أحدهما يتعلق "بذكرى" حزينة من جانب إسرائيل، والآخرمتعلق بالضفة الغربية بشكل عام، يرتبطان بشكل غير مباشر بالانتخابات الإسرائيلية،وبالانتخابات الفلسطينية مباشرة، مع العلم أنه في 16 نيسان/ أبريل 2001، أطلقت حماسالصاروخ الأول من قطاع غزة إلى المستوطنات الإسرائيلية، رغم أن حماس ليست منظمةتخاطر بمقدراتها العسكرية لإحياء ذكرى رمزية، رغم أن تكرار إطلاق صواريخ ليومينمتتاليين، يجعل مثل ذلك السبب ضئيل للغاية".
وأشارا إلى أنه"بالتزامن مع استمرار إطلاق الصواريخ من غزة، فقد شهدت الضفة الغربية فيالأسابيع الأخيرة أحداثًا معقدة، وتداعيات من إمكانية أن يوقع أبو مازن على أمربإجراء الانتخابات التشريعية، خشية أن تفوز حماس فيها، خاصة بعد إحكام المؤسسةالعسكرية الإسرائيلية قبضتها على البنية التحتية المدنية لحماس في الضفة الغربية،بما يشمل اعتقال عشرات من أعضاء حماس، بعضهم ينتمي لأعلى مستويات التنظيم".
وأضافا أن"الاعتقالات تمت بحق نواب حماس وكبار أعضائها ومرشحيها للانتخابات التشريعيةالمقبلة وقادة الكتلة الإسلامية، رغم أن الاعتقالات في صفوف حماس لم تتركز فيمنطقة واحدة، ولكن في جميع المناطق والأحياء في الضفة الغربية، من جنين في الشمالإلى الخليل في الجنوب، وتم الإفراج عن معظم المعتقلين بعد وقت قصير من استجوابهم،وتهديد من جهاز الأمن الإسرائيلي العام-الشاباك".
وأكدا أنه "في بعضالحالات، جاء ضباط الأمن لمنازل كبار مسؤولي حماس بالضفة الغربية، حذروهم منالترشح في الانتخابات، أو المشاركة في الحملة الانتخابية، وقد أبلغوا أن الشيءالوحيد الذي يمكنه فعله في الانتخابات هو الذهاب لصناديق الاقتراع والتصويت فقط،ورغم أن الموجة الأولى من الاعتقالات ضد أعضاء حماس في الضفة الغربية بدأت في شباط/ فبراير، لكنها تحولت مع مرور الوقت لورقة مساومة، وهددت باستخدامها".
وأكدا أن "حماسالتي هددت علنا أنه إذا عطلت إسرائيل الانتخابات الفلسطينية، فإنها ستحرص علىتعطيل الانتخابات الإسرائيلية، ويبدو أن الرسالة تم استلامها، ولمدة شهر كامل، مننهاية شباط/ فبراير حتى يوم الانتخابات الإسرائيلية في 23 آذار/ مارس، ولذلك أوقفت المؤسسةالأمنية تمامًا الاعتقالات ضد أعضاء حماس حتى لا يتم الانجرار لتصعيد عسكري فيالانتخابات، أو قبلها".
وأشارا إلى أن "هذهأيام حاسمة تدخل فيها جميع الفصائل الفلسطينية، بما فيها حماس، ذروة المعركةالانتخابية، فإسرائيل من جهتها مصممة على عدم السماح لحماس برفع رأسها في الضفةالغربية، حتى لو من خلال الحملة الانتخابية، ولذلك فإن كلا الخطين، حماس وإسرائيل،يسيران في مسار تصادمي، وهو ما تم التعبير عنه في الـ 48 ساعة الماضية من خلالإطلاق الصواريخ على مستوطنات غلاف غزة".
وختما بالقول إن"ما شهدته غزة في الأيام الأخيرة من إطلاق صواريخ حماس على المستوطنات، وردودإسرائيل بإلحاق الضرر على قواعد حماس العسكرية، يعني أنهما تخوضان في قطاع غزةباعتباره صدى عن الصراع الدائر في الضفة الغربية، وطالما أن الانتخابات الفلسطينيةتقترب من استحقاقها، فإن فرص التصعيد في الجنوب قائمة، رغم أن هذه الانتخابات قدتلغى أو تؤجل لأسباب كثيرة".
اقرأ أيضا: الاحتلال يشن غارات على غزة بعد زعمه هجوما صوب مستوطنات
مزيد من التفاصيل