مشاعر مسبقة الصنع - منتديات المطاريد
بسم الله الرحمن الرحيم
وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَٰهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَٰهٌ ۚ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (84) وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (85) "الزخرف"

منتديات المطاريد | الهجرة الى كندا | الهجرة الى استراليا

 


DeenOnDemand


BBC NEWS

    آخر 10 مشاركات
    العملة الرقمية Tether ورمزها USDT
    (الكاتـب : حشيش ) (آخر مشاركة : MauricePromo)

    Arabic Discussion Forum with a Special Interest in Travel and Immigration

    Immigration to Canada, Australia, and New Zealand

    Egypt and Middle East Politics, History and Economy

    Jobs in Saudi Arabia, USA, Canada, Australia, and New Zealand

    العودة   منتديات المطاريد > إعلام وثقافة وفنون > صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح

    صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح وسائل إعلام مسموع ومقروء ومرئى

    صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح

    مشاعر مسبقة الصنع


    الهجرة إلى كندا والولايات المتحدة واستراليا

    مواقع هامة وإعلانات نصية

    إضافة رد
     
    أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
    قديم 9th May 2021, 12:14 AM المستشار الصحفى غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 1
    Field Marshal
     





    المستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud of

    new مشاعر مسبقة الصنع

    أنا : المستشار الصحفى




    لا يمتلك زميلي المحرّر الصحافي ترف الوقت، فهو مضطرٌ إلى مغادرة الصحيفة باكراً؛ لأنّه وعد زوجته وأطفاله بأن يشاركهم وجبة العشاء، غير أنّ تزامن العشاء مع موعد مباراةٍ مهمةٍ بين فريق بلده وفريق أجنبيّ هذا اليوم كان مدعاةً لاضطرابه، وهو مضطرٌّ، بحكم عمله مسؤولاً عن القسم الرياضي، أن يكتب تحليلاً عن المباراة التي ينتظر نتيجتها الجميع بشوق عارم، فالنصر سيترتب عنه كثير من الغبطة والهيجان الفائق، والخسارة لن تقلّ فداحتها عن خسارة حرب مصيرية بالنسبة إلى الجماهير المتحلقة حول أجهزة التلفزيون... والأمر ليس صعباً لو كان زميلي سيشاهد المباراة، لكنّه لن يفعل للسبب السابق.

    ابتكر زميلي حلاً بارعاً للخروج من مأزقه ما زال يستوقفني، على الرغم من مرور سنوات عديدة عليه، فقد وجدتُه يُخرج من جيب قميصه رزمتي أوراق، ويسلّمها لمخرج الصفحات، الأولى تحمل تحليلاً في حالة الفوز، مزدانةً بعنوان "حربيّ" بارز يحتفي بالنصر المجلجل، وبسطورٍ ملتهبة كأنّها حقل ألغام، فرطَ ما حفلت به من إثارة وثناء على "الجنود" والمدرّب الذين قادوا المعركة، وأبادوا "العدو" عن بكرة أبيه. ويحمل التحليل الآخر مشاعر الهزيمة بكلّ أبجدياتها الكئيبة، مع تحميل الجنود والمدرّب أنفسهم مسؤولية الهزيمة النكراء، ونكسة الجماهير بفريقها وطريقة لعبه. ثم غادر زميلي الجريدة مسرعاً، بعدما أدّى عمل يومه بنجاحٍ يُحسد عليه.

    آنذاك، تساءلت طويلاً: كيف يمكن المرء أن يقدّم مشاعر مسبقة لوقائع لم تحدُث بعد؟ بل الأنكى أن يكون على استعداد لتقديم طرازين متعاكسين من المشاعر لحدثٍ واحد، كأن يكون "ضدّ" و"مع" شرط أن تظهر النتيجة أولاً، وعندها يُبرز طرازاً ويخبئ آخر.

    أغلب الظن أنّ تصرّف زميلي مفهوم ضمن الواقع الصحافي المضلّل في مجتمعاتنا العربية، الذي غدت فيه المشاعر مؤجّرة كالأقلام نفسها، ولم يعد أسهل على عيون الصحافي في بلادنا من سفح الدمع أو قدْح الشرر، بحسب الإيعاز الذي يتلقاه من رئيس تحريره، المرتبط هو الآخر بأوامر عليا تحملها إليه مكالمة هاتفية من "الذئب"، وفق ما كنا نسمّي الرجل الغامض الذي يتصل برئيس التحرير للتوجيه أو التقريع.

    قليل منّا من نجا بمشاعره من هذا التضليل، وتمنّيت لو أن ضحايا "الذئاب" العربية اقتصر أمرهم على الوسط الصحافي وحسب، غير أنّ "المباراة" غير المتكافئة بينهم وبين شعوبهم أوجدت شرائح مجتمعية عريضة، باتت تحمل في جيبها هاتين الرزمتين المتناقضتين من المشاعر "مسبقة الصنع"، لإظهارهما وفق نتيجة المباراة طبعاً، ووفق التضاريس والألوان التي تقتضي منهم تبديل جلودهم وموافقهم بحسبها.

    هذا ما أظهرته حادثة الأمير حمزة في الأردن، مثلاً، التي أراهن أنّ جمهوراً عريضاً كان يحمل رزمتي المشاعر إياها، منتظراً ما سيسفر عنه النزاع في القصر الملكي، وهو ما بدا أيضاً إبّان انقلاب عبد الفتاح السيسي المشؤوم، حين كانت جوقاتٌ عديدةٌ تضمر طرازي المشاعر بانتظار نجاح الانقلاب من عدمه.

    نجحت الأنظمة العربية، فعليّاً، في إعادة تصنيع الشعور الجمعي على نحو متوازٍ قابل لحمل الشيء ونقيضه معاً، وراحت تطرب لرزمة هتافاتها عندما تدعو الحاجة إلى استعراض شعبويّ ما ضدّ المعارضة، أو لتكريس سلطتها واستبدادها. وفي المقابل، تستدرج رزمة الدموع والتعاطف عندما تجد نفسها في موقفٍ حرجٍ يحتاج مثل هذا التباكي. وفي المحصلة، غدونا أمام إنسان عربي قادر على تعليب مشاعر مسبقة لا تحتاج منه أزيد من التجوّل في متجره الداخليّ وانتقاء العلبة الملائمة للحدث، من دون أن تمسّ تلك المشاعر جذرها الفطريّ في شبكة أعصابه التي ضربها العطب.

    ندرك أنّ أنظمة الاستبداد لم تفلح إلّا في إنتاج شخصية عربية هلامية، سائلة، متكيّفة مع الكبت والقمع. لكن، لا أدري إذا ما كان يصح في علم النفس أن نضيف إلى تلك الأمراض وباءً لم يتنبّه له الباحثون، وأعني به الشخصيات التي تسبق ردّة فعلها الفعل نفسه، على خلاف ما قال به نيوتن وسواه... شخصيات غادرت مقاعد المتفرّجين باكراً، قبل أن تعرف نتائج المباريات حتى، لكنّها سكبت من الدموع والتطبيل ما يفوق بكثير ما تقتضيه النتيجة نفسها.




    مزيد من التفاصيل

     

    الموضوع الأصلي : مشاعر مسبقة الصنع     -||-     المصدر : منتديات المطاريد     -||-     الكاتب : المستشار الصحفى

     

     


     
    رد مع اقتباس


    Latest Threads By This Member
    Thread Forum Last Poster Replies Views Last Post
    سيول وفيضانات وانهيارات أرضية تضرب حضرموت باليمن أخبار متفرقة ينقلها لكم (المستشار الصحفى) المستشار الصحفى 0 1 18th April 2024 10:19 AM
    30 بالمئة تراجعاً محتملاً بأسعار "الخبز السياحي"... أخبار متفرقة ينقلها لكم (المستشار الصحفى) المستشار الصحفى 0 1 18th April 2024 10:19 AM
    الإمارات وكوستاريكا توقعان اتفاقية شراكة اقتصادية... أخبار متفرقة ينقلها لكم (المستشار الصحفى) المستشار الصحفى 0 1 18th April 2024 10:19 AM
    البنك الدولي يعلن شراكة لتوفير الكهرباء للملايين... أخبار متفرقة ينقلها لكم (المستشار الصحفى) المستشار الصحفى 0 1 18th April 2024 10:19 AM
    النفط يرتفع بعد إعادة فرض عقوبات أميركية على نفط... أخبار متفرقة ينقلها لكم (المستشار الصحفى) المستشار الصحفى 0 2 18th April 2024 10:19 AM

    إضافة رد

    مواقع النشر (المفضلة)


    أدوات الموضوع
    انواع عرض الموضوع

    الانتقال السريع

    Currency Calculator
    Your Information
    RSS RSS 2.0 XML MAP HTML


    Powered by vBulletin® Version 3.8.8
    .Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
    (جميع الأراء والمواضيع المنشورة تعبِّر عن رأي صاحبها وليس بالضرورة عن رأي إدارة منتديات المطاريد)
    SSL Certificate   DMCA.com Protection Status   Copyright  


    تنبيه هام

     يمنع منعاً باتاً نشر أى موضوعات أو مشاركات على صفحات منتديات المطاريد تحتوى على إنتهاك لحقوق الملكية الفكرية للآخرين أو نشر برامج محمية بحكم القانون ونرجو من الجميع التواصل مع إدارة المنتدى للتبليغ عن تلك الموضوعات والمشاركات إن وجدت من خلال البريد الالكترونى التالى [email protected] وسوف يتم حذف الموضوعات والمشاركات المخالفة تباعاً.

      كذلك تحذر إدارة المنتدى من أى تعاقدات مالية أو تجارية تتم بين الأعضاء وتخلى مسؤوليتها بالكامل من أى عواقب قد تنجم عنها وتنبه إلى عدم جواز نشر أى مواد تتضمن إعلانات تجارية أو الترويج لمواقع عربية أو أجنبية بدون الحصول على إذن مسبق من إدارة المنتدى كما ورد بقواعد المشاركة.

     إن مشرفي وإداريي منتديات المطاريد بالرغم من محاولتهم المستمرة منع جميع المخالفات إلا أنه ليس بوسعهم إستعراض جميع المشاركات المدرجة ولا يتحمل المنتدى أي مسؤولية قانونية عن محتوى تلك المشاركات وإن وجدت اى مخالفات يُرجى التواصل مع ادارة الموقع لإتخاذ اللازم إما بالتبليغ عن مشاركة مخالفة أو بالتراسل مع الإدارة عن طريق البريد الالكترونى التالى [email protected]