قال كاتب إسرائيلي إن "هناك الكثير من القلق في النقاش الوزاريبسبب أداء الجيش الإسرائيلي، لكن المشاكل الأساسية في قطاع غزة باقية، ويبقى السؤال:كيف ترد إسرائيل في الجولة المقبلة؟ وكيف نتعامل مع تقوية حماس في الشارع الفلسطينيأمام أبي مازن؟".
وأضاف باراك رابيد في مقال بموقع ويللا ترجمته "عربي21"،أن "11 يومًا من القتال في غزة أحدثت أضرارًا جسيمة لحركة حماس، لكن الأضرارلم تستثن إسرائيل، والأهم من ذلك كله، أن الحرب لم تساهم بأي شكل من الأشكال في حلالمشاكل الأساسية في قطاع غزة، رغم أنه بعد كل جولة، يدرك نتنياهو والوزراء أنه يجبصياغة استراتيجية شاملة لقطاع غزة، والعلاقات مع الفلسطينيين بشكل عام".
وأكد أنه "في كل مرة يتم نسيان مشاكل غزة، أو تنحيتها جانباً فيغضون أسابيع قليلة، بانتظار التدهور القادم، ولا يوجد سبب للاعتقاد بأن الأمر سيكونمختلفا هذه المرة، فبغض النظر عن المراجعات المطولة للأضرار التي لحقت بالحرب، فقدظلت قضايا السياسة والاستراتيجية مفتوحة لمزيد من المناقشة، وأظهرت الحرب الأخيرة مرةأخرى أن سياسة نتنياهو في غزة قد فشلت".
وأشار إلى أن "نتائج الحرب شملت الحفاظ على قوة حماس، وإضعاف السلطةالفلسطينية، وضخ الأموال من قطر، والامتناع عن إعادة إعمار القطاع، وخلق حوافز اقتصاديةلمنع تدهور الصراع من جهة، والموافقة الضمنية على استمرار حيازة حماس الصاروخية والأسلحةالمتطورة، وفي نهاية اجتماع مجلس الوزراء الذي صادق على وقف إطلاق النار، تم إغراقالمزيد من الأسئلة المفتوحة أكثر مما تمت الإجابة عليه".
وأوضح أنه "أولا وقبل كل شيء، لم تتقرر سياسة رد إسرائيل إذا استأنفتحماس عملياتها ضدها، سواء بإطلاق الصواريخ أو البالونات الحارقة أو المظاهرات داخلالسياج، وهل سترد إسرائيل بحدة، أم ستعود لضبط النفس، وهل ستسمح إسرائيل لقادة حماسبأخذ الحصانة من الاستهداف خشية من رد الحركة، وهل ستعمل إسرائيل على منع حماس من إعادةتسليحها، وستفتتح مناقشة جادة ومؤثرة مع مصر حول المعدات والمواد الخام التي تدخل الحدود،ودورها في تحسين قدرات حماس".
وأكد أن "الحرب التي انتهت في غزة، لم تطو صفحة التوترات في القدس،ففي غضون أقل من ثلاثة أسابيع ستعود المحكمة لمناقشة ترحيل العائلات الفلسطينية منحي الشيخ جراح، ومجلس الوزراء لم يناقش هذا الموضوع إطلاقا، وفي الواقع السياسي الإسرائيليلحكومة انتقالية، من المشكوك فيه ما إذا كان يمكن اتخاذ قرارات بشأن مثل هذه القضاياالمصيرية على الإطلاق".
وأضاف أنه "عندما لا تكون هناك قرارات ولا سياسات، فإن الشخصياتالمتطرفة مثل إيتمار بن غفير تملي الأحداث، وإذا حدث هذا مرة أخرى، فإن التصعيد التاليمجرد مسألة وقت، علاوة على ذلك، فإن الحرب في غزة عجلت من تقوية حماس أمام الرأي العامالفلسطيني، ما دفع وزير الحرب بيني غانتس إلى المطالبة عدة مرات بإعادة العلاقات مع السلطةالفلسطينية، عقب إضعافها المتعمد من إسرائيل".
وأشار إلى أن "الضغط الذي مارسه الرئيس بايدن لإنهاء العملية في غزة،بجانب الإدانات الشديدة من الكثيرين في الكونغرس الأمريكي، ووصلت إلى حد إصدار دعواتلوقف تزويد إسرائيل بالسلاح، يجب أن تكون مصدر قلق كبير للمستوى السياسي الإسرائيلي،ولكن يبدو أن الحكومة لم تستوعب بعد التغيير السياسي في أمريكا بشكل كافٍ، وإذا لميحدث ذلك بسرعة، فقد يكون الضرر كبيرا في المستقبل".
وأوضح أن "السؤال الأكبر الذي بقي مفتوحا عقب الحرب الأخيرة يتعلقبالوضع الداخلي في إسرائيل، بين اليهود والعرب، وحول هذه المسألة لم تجر الحكومة حتىالآن نقاشًا مهمًا، رغم أن الحرب أعادت فتح الجروح التي اعتقد الكثير من الإسرائيليينأنها تلتئم مع العرب، وتسببت في فتح جروح جديدة، وكشفت عن كراهية شديدة للدولة من جانبشرائح المجتمع العربي، وعنصرية مخيفة في قطاعات من المجتمع اليهودي".
مزيد من التفاصيل