أمر الرئيس الأميركي جو بايدن معاونيه بتحديد منشأ فيروس كورونا، الذي يسبب كوفيد-19، قائلا الأربعاء إن أجهزة المخابرات الأميركية تطرح نظريات متضاربة قد تشمل احتمال تسربه بسبب حادث في مختبر.
وقال بايدن إن أجهزة المخابرات تدرس احتمالين مرجحين، لكنها لا تزال تفتقر إلى الثقة القوية في استنتاجاتها، وتجري نقاشا ساخنا بشأن أيهما أكثر ترجيحا.
وجاء في بيان الرئيس المكتوب أن النتائج وردت بالتفصيل في تقرير لبايدن، الذي طلب من فريقه في مارس/ آذار أن يقدم تفاصيل عما إذا كان ذلك الفيروس "نشأ نتيجة مخالطة إنسان لحيوان مصاب أو من حادث بمختبر".
وكشف حديث بايدن العلني وغير المعتاد عن تقييمات سرية وغير حاسمة للمخابرات الأميركية عن جدل يعتمل داخل الإدارة بشأن منشأ فيروس كورونا. كما أنه أعطى مصداقية لنظرية مفادها أن الفيروس ربما نشأ من مختبر أبحاث صيني وليس في الطبيعة.
وأودت الجائحة بحياة أكثر من ثلاثة ملايين شخص في أنحاء العالم. ولا يزال منشأ الفيروس محل خلاف بين الخبراء. وظهرت الحالات الأولى المعروفة في مدينة ووهان في وسط الصين في ديسمبر/ كانون الأول 2019.
وفي تقرير صدر في مارس/ آذار بالتعاون مع علماء صينيين، قال فريق تقوده منظمة الصحة العالمية، قضى أربعة أسابيع في ووهان وحولها، في يناير/ كانون الثاني وفبراير/ شباط، إن الفيروس ربما انتقل من خفافيش إلى الإنسان عبر حيوان آخر، وإن "ظهوره نتيجة حادث مختبر يعتبر منحى غير محتمل بشدة".
وتصاعد إحباط واشنطن في الأسابيع القليلة الماضية بشأن ما تعتبره "تعاونا غير كاف" من الصين في التحقيق الدولي.
وقال بايدن: "لقد طلبت الآن من المخابرات مضاعفة جهودها لجمع وتحليل المعلومات التي يمكن أن تقربنا من التوصل إلى نتيجة نهائية، وإبلاغنا بذلك في غضون 90 يومًا".
وتسعى الوكالات الأميركية لتحديد منشأ كوفيد-19 بعد أن أدركت الحكومة لأول مرة أن الفيروس يمثل خطرا شديدا على الصحة في أوائل 2020.
بيكين ترد
واتهمت بكين واشنطن الأربعاء بنشر نظريات "المؤامرة" حول منشأ كوفيد.
ولطالما رفضت بكين بشدة النظرية القائلة بأنه يمكن أن يكون كوفيد-19 قد تسرّب من أحد مختبراتها، ولا سيما معهد يوهان لعلم الفيروسات الذي اتهمته إدارة دونالد ترامب السابقة.
وهذا الأسبوع، أثار مقال في صحيفة "وول ستريت جورنال" التكهنات في الولايات المتحدة مع تزايد الدعوات لإجراء تحقيق أكثر عمقًا، بما في ذلك في الأوساط العلمية.
وانتقد المتحدث باسم الدبلوماسية الصينية تشاو ليجيان، الأربعاء أمام الصحافيين، "البعض في الولايات المتحدة ينشرون نظريات المؤامرة ومعلومات مضللة مثل فرضية تسرب من مختبر".
تقول الصحيفة إنه استنادا إلى تقرير استخباراتي أميركي، نقل ثلاثة باحثين من المختبر الصيني إلى المستشفى مع "أعراض مشابهة" لكوفيد في نوفمبر/ تشرين الثاني 2019، أي قبل شهر من الظهور الرسمي للمرض، حسب بكين.
تشير الصحيفة إلى أن هذه الأعراض يمكن أن تكون أيضًا من "عدوى موسمية" تقليدية.
وقال تشاو: "إذا كانت الولايات المتحدة تريد حقًا أن تعتمد الشفافية فعليها مثل الصين دعوة خبراء منظمة الصحة العالمية للتحقيق في قاعدة فورت ديتريك العسكرية وجميع مختبراتها البيولوجية حول العالم".
ومختبر فورت ديتريك قرب واشنطن في قلب الأبحاث لمكافحة الإرهاب البيولوجي.
(رويترز، فرانس برس)

مزيد من التفاصيل