الوحدة كائن مستقل يعيش معي في بيتي - منتديات المطاريد
بسم الله الرحمن الرحيم
وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَٰهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَٰهٌ ۚ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (84) وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (85) "الزخرف"

منتديات المطاريد | الهجرة الى كندا | الهجرة الى استراليا

 


DeenOnDemand


BBC NEWS

    آخر 10 مشاركات

    Arabic Discussion Forum with a Special Interest in Travel and Immigration

    Immigration to Canada, Australia, and New Zealand

    Egypt and Middle East Politics, History and Economy

    Jobs in Saudi Arabia, USA, Canada, Australia, and New Zealand

    العودة   منتديات المطاريد > إعلام وثقافة وفنون > صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح

    صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح وسائل إعلام مسموع ومقروء ومرئى

    صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح

    الوحدة كائن مستقل يعيش معي في بيتي


    الهجرة إلى كندا والولايات المتحدة واستراليا

    مواقع هامة وإعلانات نصية

    إضافة رد
     
    أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
    قديم 30th May 2021, 01:50 PM المستشار الصحفى غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 1
    Field Marshal
     





    المستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud of

    new الوحدة كائن مستقل يعيش معي في بيتي

    أنا : المستشار الصحفى




    يقولون إن لكل إنسان أربعين شبيها، ولكن أشباهك الأربعين و7.8 مليارات بشري في هذا الكوكب، لا يمكن لهم أن يقتلوا شعورك بالوحدة، فالكائنات البشرية كائنات معطوبة مسكونة بالمخاوف والقلق، فمنذ أن غادر البشر كهوفهم قبل آلاف السنين، وهذّبَهم التطور وخلق لديهم مفهوماً جديداً يدعى "المشاعر"، وصار الحب عاملاً أساسياً يحركهم ويدفعهم باتجاه اصطفاء الشريك المناسب، ظهرت الوحدة كواحدة من أشيع المخاوف التي يعانون منها.

    بالنسبة إلي فالوحدة كائن مستقل يعيش معي في بيتي يرتدي ملابسي ويغير قنوات تلفازي كما يحلو له، وقد يستيقظ هذا الكائن ليلاً وهو يشعر بالقلق فيفتح باب برادي ويقتات على طعامي، وإذا كان مكتئباً لا يخجل من التهام علبة المثلجات التي ادخرتها لحالات الكآبة العابرة التي تعتريني بين الحين والآخر، الوحدة عجوز مجعدة الوجه، تعاني من آلام في الظهر تختبئ خلف انعكاسي في المرآة، هي صورة معلقة على جدار مستقبلي وضعتُ عليها وشاح شبابي لأتناساها ولكن ذلك لا يعني أنني ألغيتها، هي الضوء الذي ينتظرني في نهاية النفق ليقودني إلى ظلام دامس.

    في الحقيقة لقد تأقلمت مع وجود هذا الكائن في حياتي، وبدأت أستمتع بمجالسته بين الحين والآخر، فرغم كل شيء لا يمكنني تجاهل كائن يشاركني بيتي تجاهلاً تاماً، فكثيراً ما يحدث أن نتصادم في ممرات المنزل، أو نتجادل حول حرارة مكيف الهواء المناسبة لكلينا، وفي النهاية ليس شريكاً سيئاً أو لا يمكن التخلص منه، أو هذا ما تجعلني علاقات الحب أعتقد به! فمع بداية كل علاقة جديدة أحضر صندوقاً صغيراً أضع فيه وحدتي وأقفل عليها، ثم أخفي الصندوق تحت السرير كحذاء قديم، وأطمئن.

    كما في كل مرة أعود إلى دائرتي المغلقة وأحاول أن أتصرف بعقلانية، وأن أقنع وحدتي بضرورة عودتها إلى الصندوق، وبأنني فعلاً أريد لهذه العلاقة أن تنجح!

    لكن، بالرغم من تكرار الأمر، ومن المرات الكثيرة التي أثبتت لي الوحدة أن حضورها في حياتي أقوى من أي حضور آخر، وأن صناديقي الكثيرة المكومة تحت السرير لن تصمد طويلاً، لكنني أستمر بتكرار الأمر بسذاجة وكأنني لا أعرف أن هذا الكائن الذي خبأته سينمو، ويكبر، وأن صندوقي الصغير سينفجر ليصير حراً يتجول على راحته ويتصرف كما يحلو له، ولا أتذكر ذلك إلا عندما أستيقظ فجأة من نومي وأنا أشعر بثقل على صدري، تكون تلك وحدتي التي تجاهلتها فترات طويلة، تحررت من قيودها وجاءت لتنام بقربي تحضنني وتضع يدها الثقيلة على صدري، وتهمس لي: إنه وقت مناسب لإنهاء علاقتك الغرامية. أرتبك، أقوم من السرير لأنني أعرف لحظتها، ونتيجة تكرار الأمر، أن النوم قد غادر عينيّ إلى أجل غير مسمى، أفتح هاتفي وأحاول أن ألهي نفسي ببعض الموسيقا، أشغل قائمة "المقطوعات الأكثر تشغيلاً" في قوائم التشغيل الخاصة بي، فتصدح مقطوعة "Dark was the night, Cold was the ground" وأسمع همهمات Blind Willie Johnson فيبدأ عقلي باستحضار حكاية هذا الرجل، وأتذكر أن وحدته كانت سبباً في موته، إذ قضى نحبه في بيته محترقاً، لأنه كان أعمى ووحيدا فلم يجد يداً تقوده إلى المخرج وتنجيه من الحريق، مات مخنوقاً بوحدته، وقد أرسلت هذه الأغنية بالتحديد ضمن سجلات Voyager Golden Records التي تم تضمينها على متن المركبة الفضائية فوييجر عندما أُطلقت في عام 1977 إلى الفضاء، وأن السبب وراء تضمين هذه المقطوعة على وجه الخصوص هو رغبة البشر الدفينة بالتخلص من الوحدة، إذ اعتقد القائمون على إعداد هذه السجلات أن مقطوعة كهذه قد تبين لأهل الفضاء حجم الوحدة التي يعاني منها البشر في كوكبهم، وحاجتهم إلى معرفة أنه ثمة كواكب أخرى تسكنها كائنات تستطيع أن تفهم موسيقاهم وتشعر بهم.

    وكما في كل مرة أعود إلى دائرتي المغلقة وأحاول أن أتصرف بعقلانية، وأن أقنع وحدتي بضرورة عودتها إلى الصندوق، وبأنني فعلاً أريد لهذه العلاقة أن تنجح! أجلس أمام النافذة أشعل السيجارة الوحيدة التي خبأتها بعد أن أقلعت عن التدخين لأنني كنت أتوقع أن أعود إليه عاجلاً أم آجلاً، أضع أمامي كرسياً آخر وأنادي وحدتي لأحاول أن أحاورها فإما أن أقنعها بالذهاب أو أتأقلم مع وجودها، ولأنني أعرف أنها متحدثة بارعة، وأنني -ككل مرة- لن أستطيع الفوز بأي جدال معها، أحاول أن أسلي نفسي بحكاية الموسيقا التي أرسلت إلى الفضاء فيبدأ عقلي بالانشغال بالكائنات الفضائية، أحاول أن أكوّن صورة في خيالي عن أشكالهم وحياتهم ولغاتهم، لينتقل تفكيري إلى نقطة ثانية، وهي اللغة، أفتح محرك البحث غوغل وأكتب: "ما هي أغرب اللغات في العالم؟"، ومنها أنتقل إلى "أكثر اللغات تحدثاً على مستوى العالم"، وهكذا أستمر بالانتقال بين المواضيع المختلفة التي تثير اهتمامي، أعد كوباً من القهوة وأسرح بالأفكار، وأنسى ما أيقظني بالأساس، وعندما تبزغ أضواء النهار أدرك أن وحدتي قد انتصرت مجدداً، فأتصل بالرجل الذي كنت أريد إنجاح العلاقة معه، وأقول له: صباح الخير، يجب أن نتكلم!



    مزيد من التفاصيل

     

    الموضوع الأصلي : الوحدة كائن مستقل يعيش معي في بيتي     -||-     المصدر : منتديات المطاريد     -||-     الكاتب : المستشار الصحفى

     

     


     
    رد مع اقتباس


    Latest Threads By This Member
    Thread Forum Last Poster Replies Views Last Post
    "مقاومة الاستعمار والأبارتهايد": على امتداد المدن... صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح المستشار الصحفى 0 1 28th March 2024 06:12 PM
    محكمة العدل الدولية تأمر إسرائيل بضمان وصول... صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح المستشار الصحفى 0 1 28th March 2024 06:12 PM
    مراسل "العربي الجديد": جيش الاحتلال يطلق عدداً من... صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح المستشار الصحفى 0 1 28th March 2024 06:12 PM
    كسوف كلي نادر للشمس في 8 إبريل يفتح شهية العلماء صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح المستشار الصحفى 0 1 28th March 2024 06:12 PM
    بعد إصابتهم في التوقف الدولي.. الأندية الأوروبية... صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح المستشار الصحفى 0 1 28th March 2024 06:12 PM

    إضافة رد

    مواقع النشر (المفضلة)


    أدوات الموضوع
    انواع عرض الموضوع

    الانتقال السريع

    Currency Calculator
    Your Information
    RSS RSS 2.0 XML MAP HTML


    Powered by vBulletin® Version 3.8.8
    .Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
    (جميع الأراء والمواضيع المنشورة تعبِّر عن رأي صاحبها وليس بالضرورة عن رأي إدارة منتديات المطاريد)
    SSL Certificate   DMCA.com Protection Status   Copyright  


    تنبيه هام

     يمنع منعاً باتاً نشر أى موضوعات أو مشاركات على صفحات منتديات المطاريد تحتوى على إنتهاك لحقوق الملكية الفكرية للآخرين أو نشر برامج محمية بحكم القانون ونرجو من الجميع التواصل مع إدارة المنتدى للتبليغ عن تلك الموضوعات والمشاركات إن وجدت من خلال البريد الالكترونى التالى [email protected] وسوف يتم حذف الموضوعات والمشاركات المخالفة تباعاً.

      كذلك تحذر إدارة المنتدى من أى تعاقدات مالية أو تجارية تتم بين الأعضاء وتخلى مسؤوليتها بالكامل من أى عواقب قد تنجم عنها وتنبه إلى عدم جواز نشر أى مواد تتضمن إعلانات تجارية أو الترويج لمواقع عربية أو أجنبية بدون الحصول على إذن مسبق من إدارة المنتدى كما ورد بقواعد المشاركة.

     إن مشرفي وإداريي منتديات المطاريد بالرغم من محاولتهم المستمرة منع جميع المخالفات إلا أنه ليس بوسعهم إستعراض جميع المشاركات المدرجة ولا يتحمل المنتدى أي مسؤولية قانونية عن محتوى تلك المشاركات وإن وجدت اى مخالفات يُرجى التواصل مع ادارة الموقع لإتخاذ اللازم إما بالتبليغ عن مشاركة مخالفة أو بالتراسل مع الإدارة عن طريق البريد الالكترونى التالى [email protected]