"المأوى الأخير": نشيد سينمائي لفضاءٍ لامتناهٍ - منتديات المطاريد
بسم الله الرحمن الرحيم
وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَٰهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَٰهٌ ۚ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (84) وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (85) "الزخرف"

منتديات المطاريد | الهجرة الى كندا | الهجرة الى استراليا

 


DeenOnDemand


BBC NEWS

    آخر 10 مشاركات

    Arabic Discussion Forum with a Special Interest in Travel and Immigration

    Immigration to Canada, Australia, and New Zealand

    Egypt and Middle East Politics, History and Economy

    Jobs in Saudi Arabia, USA, Canada, Australia, and New Zealand

    العودة   منتديات المطاريد > إعلام وثقافة وفنون > صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح

    صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح وسائل إعلام مسموع ومقروء ومرئى

    صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح

    "المأوى الأخير": نشيد سينمائي لفضاءٍ لامتناهٍ


    الهجرة إلى كندا والولايات المتحدة واستراليا

    مواقع هامة وإعلانات نصية

    إضافة رد
     
    أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
    قديم 9th June 2021, 08:00 AM المستشار الصحفى غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 1
    Field Marshal
     





    المستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud of

    new "المأوى الأخير": نشيد سينمائي لفضاءٍ لامتناهٍ

    أنا : المستشار الصحفى




    كما الصحراء غامضة، يُحيط المخرج المالي أوسمان ساماسيكو حكايات اللاجئين، العالقين في فراغ الصحراء الأفريقية الكبرى، بغموض. لا يستجوبهم، ولا يستفزّ وجودهم بكاميرته (تصويره، إلى جانب الإخراج). يكفيهم صمتهم، ويكتفي هو به. لم يأتوا إلى الصحراء بطراً. مَنْ عاش في كنفها، يعرف أنْ لا أحد يأتي إليها، ويقتحم عزلتها، إلاّ من لفظته أماكن أقسى منها. وسط مساحات رملية شاسعة، يظهر في مشهد افتتاحي ـ يلفّه الصمت، وتخترقه موسيقى تصويرية عاوية، كأنّها أصوات رياح معدنية (موسيقى بيار دافين ـ كيلّر) ـ رجالٌ يبنون قبوراً دوارس، يضعون فوقها شواهد معدنية صدئة، تحمل أسماء وتواريخ محتملة. تقترب الكاميرا من اسم أماندو، ثم تتركه لتذهب مع الرجال إلى بيتٍ يقع على حافة الامتداد الحضري لمدينة غاو المالية، في جنوب غرب الصحراء الكبرى. قطعة معدنية، عُلّقَت على واجهته، تُدلّل الكلمات فوقها عليه: "كاراتاس ـ غاو بيت اللاجئين".

    بيتٌ بُني بطوب، وبعض بقايا قذائف أسلحة فارغة. سطوحه ملوّنة بلون مياه البحر، زرقاء هادئة. مكان يسميه ساماسيكو "المأوى الأخير" (2021) ـ الفائز بجائزة أفضل فيلم في الدورة الـ18 لـ"مهرجان كوبنهاغن دوكس الدولي للفيلم الوثائقي"، المنعقدة افتراضياً بين 21 إبريل/ نيسان و2 مايو/ أيار 2021 ـ يقع تماماً على حافة منتصف اللامكان.

    من قلب الظلام، تخرج فتاتان، وتتّجهان إلى المنزل. في الصباح، يسأل رجلٌ يُدعى ايريك كامديم ـ يفترض به أنْ يكون أحد المُشرفين على المكان ـ الفتاة أستر عن عنوان بيتها في بوركينا فاسو، أو عمّا إذا كان لديها رقم هاتف أحد أقاربها، يمكنهم الاتصال به في حال حصول شيء لها. الـ"شيء" يعني الموت في هذا المكان، كأولئك الذين تعرّضوا له قبلاً، وأمس وضع الرجال فوق قبورهم شواهد بأسمائهم، بعد طول بحث.

    بيت كاريتاس ثنائي التكوين: مرة، يكون نقطة عبور لأولئك الذين يريدون قطع الصحراء، للوصول إلى دول أفريقية ساحلية (الجزائر من أنشط وجهاتها)، ومنها يذهبون إلى أوروبا؛ ومرة أخرى، يغدو "مأوى أخير" للذين أخفقوا في مغامرتهم، واضطرّوا إلى العودة إلى النقطة نفسها التي انطلقوا منها. في المرّة الأولى، يأتي الناس إليه محمّلين بأثقال وأعباء أمكنة عاشوا فيها، ولم يطيقوا المكوث فيها أكثر؛ وفي المرّة الثانية، يعودون إليه وقد استلَبَت منهم المغامرة كرامتهم وأحلامهم. البيت يتأثّر دائماً بحركتين: خارجية، الصحراء مركزها، وبحركة بشر يبدون ـ حتى وهم فيه ـ كأنّهم معلّقون في فراغ.





    الوجود السينمائيّ في المكان يريد التقاط الاتجاهين، أو هكذا يقترح ساماسيكو لفيلمه أنْ يكون جامعاً لهما، في سرد بصري يقارب وجودهما المشترك. فلا معنى كثيراً عنده في تصوير جماليات الصحراء بتجرّد فني، ولا تفرّد يمنحه الاكتفاء برصد حركة اللاجئين في البيت، واستقصاء عيشهم فيه.

    ما ينشده السينمائي أبعد من ذلك بكثير. يريد نقل المشهد الجديد، المُتشكِّل من الوجود الطبيعي للصحراء، ومن حركة البشر فوق رمالها. ينطلق من فكرة. يأخذ من كلّ طرف ما يُغني متنه، ويضفي جمالاً عليه. من الصحراء، يأخذ جمال تكوينات رمالها، وألوانها المتغيّرة وفق حركة الريح، والشمس والقمر. لا يُعامِل وجودها بصرياً كـ"رابط" مونتاجي بين مقطعين. المشهديات الطبيعية الرائعة، المُلتقطة بعدسات حسّاسة، تزكّي فاعليتها السينمائية. قساوة الصحراء ونيران رمالها تعطي لحكايات الماشين فوقها عمقاً ومعنى.

    فظاعات التجربة وخيباتها تُحيل المنزل البسيط إلى مركز تأهيل روحي ونفسي للواصلين إليه. الرغبة في الخلاص من بؤس العيش لا تُفتر حماسة الراغبين في الخروج منه إلى جهات واعدة، تُنسيهم ما عانوه في أوطانهم من فقر وذل. هدوء المكان، بعد رحلات خطرة وشاقة، تجعله منتجعاً لراحة الأجساد المتعبة، والزمن الذي يمضونه فيه ينسج لهم خيوطاً غير مرئية، تُعينهم على النزول من الفراغ المُعلّقين فيه. علاقات مكان عابرة تتشكّل لمقاومة الضجر، وتبديد المخاوف. قساوة ما عانوه تدفع بعضهم إلى العودة إلى أوطانهم، وآخرون يمنعهم الخجل من خيباتهم مُقابلة من ساعدهم على الرحيل ثانية. باع هؤلاء من أجلهم كلّ ما عندهم، ليدفعوا لمُهرّبين أنذالٍ، تركوهم في منتصف الطريق نهباً لمسلّحين من "القاعدة"، أو قُطاع طرق. باع تجار بشر وسماسرة أجساد بناتهم، وضاع من ضاع منهم في الطريق.

    لن تُبطل الوقائع المؤلمة حماسات الرحيل وأحلام الخلاص. في منتصف الليل، تُغادر الشابتان البيت إلى قلب الظلام، كما جاءتا منه. يُهدي ساماسيكو فيلمه إلى عمّه أمادو (الاسم الظاهر فوق شاهدة القبر في مطلع الفيلم)، ذلك الذي خرج من بيته قبل أكثر من ثلاثين عاماً، ولم يرجع إليه. بتكتّمه عن تلك العلاقة، وعمق صلتها بمنجزه السينمائيّ، يُنشد إبقاء الشخصيّ هامشياً، لأنّ ما فيها من مرارة، كما بقية القصص، تكفي ليكتب عنها نشيداً سينمائياً حزيناً.




    مزيد من التفاصيل

     

    الموضوع الأصلي : "المأوى الأخير": نشيد سينمائي لفضاءٍ لامتناهٍ     -||-     المصدر : منتديات المطاريد     -||-     الكاتب : المستشار الصحفى

     

     


     
    رد مع اقتباس


    Latest Threads By This Member
    Thread Forum Last Poster Replies Views Last Post
    "عربي21" تفتح ملف تهجير المصريين من بيوتهم بدعوى... صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح المستشار الصحفى 0 1 28th March 2024 01:31 PM
    بايدن يخسر حتى دعم موطنه الأصلي.. كيف تؤثر غزة في... صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح المستشار الصحفى 0 1 28th March 2024 01:31 PM
    قبيل لقاء نتنياهو.. أهالي أسرى الاحتلال: الحكومة... صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح المستشار الصحفى 0 1 28th March 2024 01:31 PM
    مليار وجبة طعام تهدر سنويا.. ومئات الملايين... صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح المستشار الصحفى 0 1 28th March 2024 01:31 PM
    حزب الله يستهدف مستوطنات ومقر قيادة لجيش... صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح المستشار الصحفى 0 1 28th March 2024 01:31 PM

    إضافة رد

    مواقع النشر (المفضلة)


    أدوات الموضوع
    انواع عرض الموضوع

    الانتقال السريع

    Currency Calculator
    Your Information
    RSS RSS 2.0 XML MAP HTML


    Powered by vBulletin® Version 3.8.8
    .Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
    (جميع الأراء والمواضيع المنشورة تعبِّر عن رأي صاحبها وليس بالضرورة عن رأي إدارة منتديات المطاريد)
    SSL Certificate   DMCA.com Protection Status   Copyright  


    تنبيه هام

     يمنع منعاً باتاً نشر أى موضوعات أو مشاركات على صفحات منتديات المطاريد تحتوى على إنتهاك لحقوق الملكية الفكرية للآخرين أو نشر برامج محمية بحكم القانون ونرجو من الجميع التواصل مع إدارة المنتدى للتبليغ عن تلك الموضوعات والمشاركات إن وجدت من خلال البريد الالكترونى التالى [email protected] وسوف يتم حذف الموضوعات والمشاركات المخالفة تباعاً.

      كذلك تحذر إدارة المنتدى من أى تعاقدات مالية أو تجارية تتم بين الأعضاء وتخلى مسؤوليتها بالكامل من أى عواقب قد تنجم عنها وتنبه إلى عدم جواز نشر أى مواد تتضمن إعلانات تجارية أو الترويج لمواقع عربية أو أجنبية بدون الحصول على إذن مسبق من إدارة المنتدى كما ورد بقواعد المشاركة.

     إن مشرفي وإداريي منتديات المطاريد بالرغم من محاولتهم المستمرة منع جميع المخالفات إلا أنه ليس بوسعهم إستعراض جميع المشاركات المدرجة ولا يتحمل المنتدى أي مسؤولية قانونية عن محتوى تلك المشاركات وإن وجدت اى مخالفات يُرجى التواصل مع ادارة الموقع لإتخاذ اللازم إما بالتبليغ عن مشاركة مخالفة أو بالتراسل مع الإدارة عن طريق البريد الالكترونى التالى [email protected]