جددت
قوات النظام السوري صباح اليوم الاثنين، القصف المدفعي والصاروخي على جبل الزاوية في ريف
إدلب وسهل الغاب المجاور للجبل في شمال غربي سورية، جاء ذلك فيما نظم عشرات الناشطين والمدنيين وقفة احتجاجية احتجاجا على القصف المستمر منذ شهر على قرى وبلدات جبل الزاوية.
كذلك أعلن رئيس وفد النظام إلى "
أستانة 16" أن الوفد سيركز على الانتخابات الرئاسية التي أجراها النظام في مايو/أيار الماضي، وأفضت إلى التمديد لرئيسه بشار الأسد.
وقال الناشط مصطفى المحمد، لـ"العربي الجديد"، إن قوات النظام جددت صباح اليوم قصفها على محيط قرية بينين في جبل الزاوية مستهدفة منازل المدنيين والأراضي الزراعية، كما قصفت محيط قرية المنصورة في سهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي القريب من ريف إدلب الجنوبي، مضيفا أن القصف أيضا أسفر عن أضرار مادية.
وتشهد المنطقة تحليقاً مكثفاً من طيران الاستطلاع التابع لقوات النظام وحذرا شديدا في التنقل من قبل السكان خشية الاستهداف المباشر بصواريخ موجهة من خلال الإحداثيات التي ترسلها تلك الطائرات.
وذكر الناشط نفسه، لـ"العربي الجديد"، أن قوات النظام تستهدف منازل المدنيين في منطقة جبل الزاوية بشكل مباشر ومعظم تلك المنازل خالية من السكان ولا يوجد فيها تموضع عسكري من قبل فصائل المعارضة، ما يشير إلى نيتها التدمير لمنع السكان من العودة.
وقفة احتجاجية ضد التصعيد
في سياق متصل، نظم عشرات الناشطين والمدنيين وقفة احتجاجية أمس الأحد في ساحة الساعة وسط مدينة إدلب، احتجاجا على القصف المستمر منذ شهر على قرى وبلدات جبل الزاوية، رغم سريان وقف إطلاق النار في المنطقة منذ أكثر من عام.
وقال أحد المحتجين ويدعى براء حبق من مدينة أريحا، لـ"العربي الجديد"، إن هذه الوقفة "تأتي للتنديد بالقصف التي تتعرض له مناطقنا بجبل الزاوية"، مضيفا أن "القصف بات شبه يومي على مدينة أريحا وقرى جبل الزاوية، وأدى لسقوط قتلى وجرحى".
وأكد ذات المتحدث أن القصف يستهدف الأحياء السكنية في المدن ومعظم الأماكن الحيوية والهدف منه زعزعة استقرار المدينة، والوضع بات سيئا للغاية".
من جانبه قال أبو رعد الحمصي المهجر من مدينة حمص والمشارك بالوقفة لـ"العربي الجديد": "نحن اليوم أتينا إلى مدينة إدلب نصرة لأهلنا بجبل الزاوية الذين يموتون تحت القصف وتحت نظر كل متخاذل".
وأضاف:" رسالتنا لقادة فصائل الثورة افتحوا الجبهات والمعارك أو اتركوا سلاحكم".
وكان "فريق منسقو استجابة سورية" قال في تقرير صدر عنه أمس أن قوات النظام وروسيا قتلا 31 مدنيا خلال شهر حزيران/ يونيو الماضي، نتيجة قصفهما مناطق سيطرة المعارضة شمال غربي سورية.
وكان آخر هذه المجازر يوم أمس السبت حين قتل 9 أشخاص بينهم ثلاثة أطفال في قصف لقوات النظام السوري استهدف جنوب إدلب.
جولة جديدة في أستانة
ويأتي استمرار التصعيد على إدلب قبيل ساعات من جولة جديدة من المحادثات حول الملف السوري بصيغة أستانة بين الدول الضامنة في العاصمة الكازخية بمشاركة وفدين من النظام والمعارضة.
وفي هذا السياق، قال أيمن سوسان، معاون وزير خارجية النظام السوري ورئيس وفد النظام إلى محادثات "أستانة" إن وفده سيصل غدا الثلاثاء إلى العاصمة الكازاخية "نور سلطان" للمشاركة في الجولة السادسة عشرة من محادثات "مسار أستانة" حول سورية.
وقال سوسان في تصريحات نقلها إعلام النظام إن "أهم التطورات التي حصلت في الفترة الماضية هو إجراء الاستحقاق الوطني المتمثل في انتخابات رئاسة الجمهورية، والذي وجّه خلاله السوريون رسالة واضحة لمن يعنيهم الأمر برفض أي تدخل بالشأن السوري ورفض أي شكل من أشكال الوصاية وتمسكهم باستقلاليتهم وسيادة بلادهم، وأن مستقبل سورية هو حق حصري للسوريين".
وكانت الجولة الماضية من محادثات أستانة قد انتهت دون التوصل إلى جديد في الملف السوري، وذهب بعدها النظام السوري إلى إجراء انتخابات رئاسية من دون اعتراف دولي بها.
تجدد الهجمات في درعا
إلى ذلك، هاجم مجهولون عنصرين من "الفيلق الخامس" التابع للنظام السوري في مدينة إنخل بريف درعا الشمالي جنوبي سورية، ما أدى إلى مقتل أحدهما وإصابة الآخر بجروح خطيرة، وجاء ذلك تزامنا مع هجوم من مجهولين على حاجز لقوات النظام السوري في الطريق الواصل بين بلدتي صيدا والطيبة.
وذكر الناشط أبو محمد الحوراني، لـ"العربي الجديد" أن الهجوم نفذ بالقنابل اليدوية والأسلحة الرشاشة وأدى إلى أضرار مادية فقط، فيما جلبت قوات النظام تعزيزات من "الفرقة 15" إلى موقع الهجوم.
في غضون ذلك، انفجرت عبوة ناسفة زرعها مجهولون عند مدرسة الأموية في حي المطار بمدينة درعا، ما أسفر عن أضرار مادية فقط في المنطقة، واتهمت مصادر محلية النظام بالوقوف وراء التفجير، حيث أن المنطقة خاضعة له بشكل كامل ويصعب الدخول إليها دون تفتيش دقيق.
من جانبه، جدد "الجيش الوطني السوري" المعارض، قصفه المدفعي على مواقع لـ"قوات سورية الديمقراطية"، "قسد" في محيط قرية "عيوة" بريف الرقة الشمالي الغربي، وذكرت مصادر لـ"العربي الجديد" أن القصف أدى لأضرار مادية فقط في الأراضي الزراعية المحيطة بتلك المواقع.
وتشهد مناطق التماس بين الطرفين في شمالي سورية بشكل شبه يومي قصفا من الجيش الوطني على مواقع "قسد" ردا على تحركات المليشيا ومحاولات التسلل إلى مناطق سيطرته.

مزيد من التفاصيل