لاقتخطوة توحيد مصرف ليبيا المركزي رسميا ردود فعل محلية إيجابية وتفاؤلا بتحسن الوضع المعيشيشرقا وغربا وجنوبا، لكن تبقى تساؤلات حول دلالة الخطوة وأهميتها ومردودها الفعلي علىحياة المواطن.
والتقىمحافظ مصرف ليبيا المركزي، الصديق الكبير والرئيس الموازي له في الشرق، علي الحبريلأول مرة منذ سنوات بحضور رئيس الحكومة والرئاسي والمبعوث الأممي في احتفالية مراسمتسلم تقرير المراجعة المالية الدولي للمصرف في العاصمة طرابلس.
"مرحلةجديدة"
وأكدرئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، عبد الحميد الدبيبة، أن "توحيد مصرف ليبيابشقيه هدف أساسي وضرورة ملحة، كون التئام مؤسسات الدولة خاصة المالية منها أساس ضروريلبناء دولة الديمقراطية والاستقرار، مطالبا الكبير والحبري بإنهاء كافة الخلافات بينهماوالبدء في مرحلة جديدة".
"البرلمانهو الأزمة"
من جهته،أكد عضو لجنة المناصب السيادية وعضو ملتقى الحوار السياسي الليبي، عبد القادر احويليأنه "بدون إقرار قانون الميزانية من قبل مجلس النواب سيبقى الشعب يعاني كون المصرفالمركزي خزينة الدولة التي يجب الحفاظ عليها".
وأضاففي تصريحات لـ"عربي21": "لذا يتحمل البرلمان الليبي مسؤولية معاناةالمواطن وتدني مستوى المعيشة، ومع خطوة توحيد المصرف المركزي نأمل أن يتم توحيد بقيةالمؤسسات السيادية للدولة".
"ميزانيةالحروب"
ورأىوزير التخطيط الليبي السابق، عيسى التويجر أن "جدوى هذا التوحيد يعتمد على الإجابةعلى سؤال: هل انتهى الخلاف وحل محله التوافق؟ الواقع يقول لا، كما أنه بحسب التسريباتفإن تقرير المراجعة المالية لم يتطرق إلى التفاصيل وإنما اقتصر على الدين العام المترتبعن الحكومتين في الشرق والغرب".
وأوضحفي تصريح لـ"عربي21" أن "هذا الأمر يعني أن مصروفات الحروب وما صاحبهامن إنفاق سيتم تحميله على الخزانة العامة، ولعل تعهدات الدبيبة بإدراج ميزانية للقيادةالعامة سيجعل الإنفاق على مصروفات حفتر مباشرة من ضمن الميزانية العامة"، وفقتقديره.
اقرأ أيضا: هل يلجأ "الدبيبة" للرئاسي ومصرف ليبيا لاعتماد الميزانية؟
"إعادةهيكلة"
في حينأكد أستاذ الاقتصاد الدولي والباحث الاقتصادي الليبي، إسماعيل المحيشي أن "الانقسامالذي حدث في مصرف ليبيا المركزي كان خطيرا ليس على المستوى الاقتصادي فحسب، بل هذاالانقسام هو السبب الرئيس في الحرب التي اندلعت مؤخرا في البلاد وكان شعارها من يسيطرعلى إدارة المصرف".
وأشارإلى أن "التحدي الأكبر الآن هو كيفية إعادة هيكلة إدارة المصرف المركزي بشخصياتجديدة تتوفر فيها المهنية والخبرة وهذه النقطة لم تحسم حتى الآن، والحقيقة أن كل الأطرافالموجودين في المصرف سواء في طرابلس أو البيضاء يتحملون مسؤولية ونتائج ما حدث من اقتتالبين الليبين، وكان من المفترض أن تكون هذه المؤسسة النقدية بعيدة عن الصراع السياسي".
وأضاففي تصريحات لـ"عربي21": "ورغم كل ما حدث إلا أن توحيد إدارة مصرف ليبياالمركزي ستكون له نتائج إيجابية سواء على المستوى المعيشي للمواطن أو جوانب أخرى تخصالاقتصاد المحلي ويمكن أن يساهم الأمر في حل أزمة المقاصة المصرفية والسيولة والكثيرمن الجوانب الأخرى".
"مكاسبسياسية"
لكنالكاتب الليبي المقيم في أمريكا، محمد بويصير قال من جانبه إن "دلالة الخطوة تؤكدبقاء المحافظ الحالي "الصديق الكبير" وأنه لن يكون هناك محافظ جديد في القريب،وكلا الطرفين شرقا وغربا حاولا تحقيق مكاسب سياسية بهذه الخطة والتأكيد أنهما فعلاشيئا".
وتابع:"بهذا سيعود الإنفاق في الشرق الليبي ليكون تحت سيطرة "الكبير"، والمواطنفي كل المناطق ليس له مكان، فالأمور في ليبيا لا تقوم على الرؤية العامة لكنها المزاحمةبين الأشخاص، وحتى كل توحيد للمؤسسات لابد أن يقوم على مستوى شخصي وليس وطنيا أو عاما"،بحسب تصريحه لـ"عربي21".
مزيد من التفاصيل