قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن الصداقة التي جمعت بين بطلي رياضة الوثب العالمي، القطري معتز عيسى برشم وجيانماركو تامبيري انتصرت في طوكيو عندما تشاركا بالميدالية الذهبية ليلة الأحد.
وأضافت أنهما أصبحا صديقين منذ أكثر من عقد، وعززا الصداقة في السباقات الدولية ولكنهما لم يتوقعا أن تصل إلى اللحظة النهائية في سباق الوثب العالي.
وبعد أن قفز كليهما الوثبات الست بدون خطأ إلى 2.37 مترا، وبدون أن يحقق أي منهما رقما أعلى من المسجل وهو 2.39 مترا لكي يفوز بالميدالية الذهبية على الفور.
وفشل كليهما في المحاولات الثلاثة. وكانا متعبان حيث عانقا بعضهما البعض، وتقدم مسؤول منهما وطرح هذا السؤال: هل تريدان مواصلة السباق وتقرير الفائز؟ وعندها نظرا إلى بعضهما البعض وابتسما، وقال برشم: هل يمكننا الحصول على ميداليتين ذهبتين، وعندما هز المسؤول رأسه، تعانقنا وسمع برشم يقول لصديقه تامبيري "تاريخ، يا صديقي"، وركض تامبيري حول الحلبة وانهار باكيا.
وانفجرت زاويتي الحلبة بالوفدين والمسؤولين فرحا وهتافا، تماما كما حدث قبل لحظات من ذلك عندما حققت اللاعبة الفنزويلية يوليمار روجاس رقما قياسيا في مسابقة القفز الثلاثي، 15.67 مترا لكي تصبح أول لاعبة من فريقها تفوز بالميدالية الذهبية.
وقال تامبيري: "تمتعنا باللحظة التي كنا نريدها ونحن صديقان قريبان".
وبحصوله على الميدالية الذهبية، فقد اكتملت ميداليات برشم، ففي ألعاب لندن عام 2012 حصل على الميدالية البرونزية وأتبعها بفضية في ألعاب ريو دوي جانيرو عام 2016.
وتقول الصحيفة إن برشم وتامبيري لم يحجما عندما اقترحت قفزة إضافية نظرا لصداقتهما ولأن المناسبة ستكون عنوانا عن الروح الرياضية والصداقة. وقال برشم "إنها في الحقيقة الروح الرياضة".
والتقى برشم وتامبيري في بطولة العالم للناشئين في كندا قبل 11 عاما، وتذكر برشم صديقه "أتذكر، كان مجنونا" ولكن الصداقة كبرت في المباريات الدولية التي شاركا فيها. وزاد الإحترام بينهما بعد إصابة كل منهما في الكاحل. وتفوق تامبيري عليه في ألعاب ريو وأنهى برشم موسمه قبل عامين. ويقول تامبيري "لقد فهمنا بعضنا البعض وأصبحنا صديقين وذهبت لحفل زفافه" و "نريد الفوز ولانريد هزيمة بعضنا البعض ولكننا نعرف صعوبة ممارسة هذه الرياضة".
وكان حضور تامبيري مؤثرا في ليلة الأحد وجلب معه الجبيرة التي كان يرتديها على كاحله المصاب وكتب عليها "الطريق إلى طوكيو" حيث شطب على عام 2020 وكتب 2021، وصفق باتجاه الحشد وقام بوثبات محكمة، أما برشم الذي كان يرتدي نظارة شمسية فقد تجاوز العارضة في كل وثبة وتبعه تامبيري .
المنافسة على ميداليات هذه المسابقة ضمت أيضا اللاعب البيلاروسي ماكسيم نداسكو الذي تجاوز 2.37 مترا ولكنه فشل في تحقيق 2.39 مترا وانتهي بالبرونزية.
وتضم أيضا جوفوغان هاريسون، 22 عاما الذي كان أول أمريكي يشارك في منافسة الوثب العالي والقفز الطويل في نفس المباريات الأولمبية منذ عام 2012، واستطاع تجاوز 2.27 مترا في الوثبة الثالثة وبقي في المنافسة لكنه فشل في وثباته 2.37 و2.39 وانتهى في المرتبة السابعة.
لكن اللاعبين والحضور راقبوا تامبيري وبرشم وهما يحاولان تجاوز 2.39 مترا، وسمعوا الهتاف عندما حققت روجاس رقما قياسيا. وعندما لم يصل لا برشم أو تامبيري لحد 2.39 راقب الأمريكي شيلبي ماكيوان، الذي جاء في المرتبة 12 مندهشا عندما قرر اللاعبين تقاسم الميدالية الذهبية.
وقال ماكيوان "هذه روح رياضية عالية، من الناحية الروحية والعقلية وهذا عمل جماعي جيد" وأضاف أنها "تظهر الحب لرياضة القفز العالي في سباقات المضمار والميدان وهذه روح رياضية عالية منهما وانا فخور بهما".
وواصل تامبيري الإحتفال حتى بعد وداعه برشم وقال : "لن أشارك هذه مع أحد" وظل يحمل جبيرته من عام 2016 حيث شاهد والده وقال "قصتي هي رسالة" قبل أن ينهي المقابلة ويقفز فوق بعض الحواجز وركض سريعا باتجاه والده الذي كان يركض وصرخا وهما يعانقان بعضهما البعض، وعاد لإكمال المقابلة "حتى الآن لا أصدق ما حدث" و "لا زلت اعتقد أنها حلم".
مزيد من التفاصيل