آخر 10 مشاركات |
السوريون يحملون سيارة عبدالناصر ويخطب 20 مرة فى...
(الكاتـب : د. يحي الشاعر ) (آخر مشاركة : د.أحمد الصاوي) |
|
صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح وسائل إعلام مسموع ومقروء ومرئى |
مواقع هامة وإعلانات نصية |
|||||
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : 1 |
Field Marshal
|
النصف الفارغ
يكاد التشاؤم عندنا يكون مرضاً اجتماعياً يسيطر على النسبة الأعظم من أبناء شعبنا المكافح على جميع الصعد، وتكاد عبارة "انظر إلى النصف الملآن يا أخي" التي يحلو لكثيرين إلقاؤها على أذني ذلك المواطن البائس، اليائس مما يجري حوله، تكون قرص الدواء الوحيد الذي يُقدّم له، ذلك البائس الذي ولد في عهد سيادته، وسيخطف عزرائيل روحه في عهد سيادته أيضاً، من دون أن يعرف الفرق بين سيادته وغير سيادته، البائس الذي كان قد سمع أنّه في زمن ماضٍ ما، كانت هناك صحف كثيرة تصدر، وأنّ الإنسان كان يستطيع أن يعبّر عن رأيه، وأن رئيس الوزراء قد قدّم استقالته، لأنّ شاعراً قد كتب بحقه قصيدة هجاء يشكّك فيها بنزاهته، الشاعر الذي لو فعلها الآن لما عرف الذباب الأزرق له مكاناً. والذي كان قد سمع أيضاً أنّه في زمن سحيق ما، جرت انتخابات مبكّرة، لأنّ الرئيس لم يكن على قدر المسؤولية التي أنيطت به، وأنّ الطلاب كانوا يتشاجرون في أثناء انتخابات اتحاد الطلبة، وأنّ أباه وعمه كانا ينتميان إلى حزبين مختلفين. ذلك البائس الذي يرى باقي خلق الله في باقي بلاد الله، بعد انتهاء الدوام الرسمي، يمارسون الفرح، ولا يمارسون عملاً آخر من أجل سدّ الرمق، وأنّهم في عطلتهم السنوية يسافرون بين القارّات، بينما يحلم هو برحلة إلى بحر بلده الذي سمع عنه كثيراً، وغالباً ما يموت قبل أن يكحّل عينيه برؤية أمواجه، ويمتّع بدنه بالعوم في مياهه الدافئة، وإن أسعفه حظه لا يحظى بأكثر من رحلةٍ إلى ضفاف أحد السدود القريبة التي توشك مياهها على النضوب. البائس الذي يمضي عمره يرى في المنامات أنّ لديه سيارة، وحين يلتقي مهاجراً جاء ليقضي إجازته بين أهله يحسُده لأنّه يعرف أنواع السيارات، ويحاول بأيّ شكل أن يُخْرسَ طفله الذي يطالبه بشراء درّاجة هوائية، الذي تراوده أحلام يقظة بأنّ له بيتاً، لكنّه يخشى آخر يوم في الشهر، كما يخشى أفعى ستبتلعه، لأنّ أحداً سيطرق بابه، مطالباً بإيجار المنزل. البائس الذي، قبل كلّ شيء، ولد مسلوب الكرامة، وغالباً ما يطلق، في أوقات الفراغ، العنان لمخيّلته التي تسمح لنفسها بأن تصوّر له موقفاً يتمتع فيه بكرامته؛ مثلاً أن يحضر إلى بيته رجل أمنٍ ليقتاده، فيسأله إن كان يملك مذكّرة اعتقال، فيرد رجل الأمن بأنّه لا يملك مثل هذه المذكّرة، فيشير إليه هو بسبابته إلى الخارج، قائلاً: انقلع... فيعتذر رجل الأمن وينقلع، وتدمع عيناه وهو يشاهد ذلك الموقف، ويشعر بسعادة خاطفة، لكنّه ينظر في ما حوله، خشية أن يكون أحد قد استرق النظر إلى مخيلته، فشاهده على شاشتها مرتدياً ثوب الكرامة، ويضغط زر الخروج من هلوسات مخيلته فوراً.
|
Latest Threads By This Member | |||||
Thread | Forum | Last Poster | Replies | Views | Last Post |
WSJ تكشف بنود اتفاق تاريخي لتطبيع العلاقات بين... | صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح | المستشار الصحفى | 0 | 1 | 19th April 2024 06:35 PM |
الضربة الإيرانية وعودة المكبوت الطائفي في تونس | صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح | المستشار الصحفى | 0 | 1 | 19th April 2024 06:35 PM |
المصريون يئنون من انقطاع الكهرباء.. وهؤلاء يدفعون... | صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح | المستشار الصحفى | 0 | 1 | 19th April 2024 06:35 PM |
"ستاندرد أند بورز" تخفض تصنيف الاحتلال طويل... | صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح | المستشار الصحفى | 0 | 1 | 19th April 2024 06:35 PM |
هل يستطيع صندوق النقد الدولي حل أزمة ديون العالم... | صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح | المستشار الصحفى | 0 | 1 | 19th April 2024 06:35 PM |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
Currency Calculator
|
Your Information Powered by Find-IP.net
|
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML |
|